صناعة السينما أمام طريق تعاف طويل
هناك أمور كثيرة كانت من الممكن أن تنهي دور السينما. بعد ما يقارب عامين ونصف من إغلاق كوفيد - 19 لدور السينما لأول مرة، يجب أن يكون واضحا أن الجائحة لم تنه دور السينما. لا يمكن قول الشيء نفسه تماما عن مشغلي السينما المثقلين بالديون.
قايضت شركة فيو المدعومة من الأسهم الخاصة الدين بأسهم. وراجعت شركة ساين ورلد المدرجة في لندن الفصل 11 من قانون الإفلاس في الولايات المتحدة، حيث تتمركز معظم أعمالها هناك منذ استحواذها في 2018 على شركة ريجال.
إن نجاة المشغلين خلال العامين الماضيين في المقام الأول أمر رائع. لقد تحملوا الإغلاق الحكومي القسري. ما يقولون إنهم لا يستطيعون التعامل معه هو ما يشبه الإغلاق تفرضه الاستوديوهات، حيث لا توفر لهم الأفلام لعرضها.
هناك حقيقة في هذه الشكوى. بين "توب جن" و"جوراسك ورلد" و"دكتور سترينج"، كانت هناك أفلام كبيرة هذا العام. لكن ربما لا يزال هناك عدد أقل من الأفلام التي من المتوقع طرحها على نطاق واسع في الولايات المتحدة هذا العام بمقدار الثلث مقارنة بـ2019. التوقعات الخاصة بالخريف قاتمة بشكل خاص. تقول مجلة "فارايتي" المتخصصة في الصناعة إن العام المقبل لن يكون أفضل بكثير.
بالنسبة إلى المتفائلين في صناعة السينما، يعد هذا اضطرابا قصير المدى نتيجة فترات انتقالية طويلة في هذا القطاع. لقد كانت الصناعة مرنة بشكل ملحوظ على مر الأعوام، مع انخفاض بطيء في شراء التذاكر في الولايات المتحدة قابلته الممارسات التضخمية للصناعة. هذا هو السبب في أن المشغلين رفعوا الدين في المقام الأول.
يشير ذلك إلى أنه يمكن النجاة من أزمة نقدية قصيرة المدى ناجمة عن التعافي البطيء بمجرد إعادة ضبط أعباء الديون. تعود جداول السينما إلى طبيعتها، ويعطي الجمهور الأولوية للهروب من الواقع على تكاليف المعيشة ويخدم المشغلون ديونهم مرة أخرى.
مشكلة هذه الحجة لها ثلاثة جوانب. الأول هو أن إلقاء اللوم على الجائحة في جميع المشكلات يغطي ما واجهته شركة إيه إم سي وساين ورلد في 2019.
كلتا الشركتين تتحمل مستويات عالية من الديون بسبب عمليات الاستحواذ باهظة الثمن، من "أوديون" و"نورديك سينما" في حالة إيه إم سي، وريجال في حالة ساين ورلد. دون الجائحة، ربما لم تكن محاولة موكي جرادينجر الرئيس التنفيذي لشركة ساين ورلد، بالاستحواذ على شركة سينبليكس الكندية ستوصل المجموعة إلى فاتورة تقاضي محتملة بقيمة 900 مليون دولار، لكن إكمال الصفقة المتروكة كان سيأتي بمخاطر وجودية محتملة. ربما تعني الفوضى الناتجة إنهاء بناء الإمبراطورية في العقود الأخيرة وتخفيض الديون المصاحبة لها.
الجانب الثاني، الأكثر هيكلية، هو التغييرات في علاقة الاستوديو التقليدية التي تمت هندستها بوساطة خدمات البث أثناء الجائحة. هناك حدود لهذا. تراجعت الاستوديوهات عن إطلاق امتيازات كبيرة عبر الإنترنت بدلا من دور السينما. لكن لا يزال من غير الواضح ما هو تأثير النافذة الحصرية التي تقلصت بمقدار النصف تقريبا من ثلاثة أو أربعة أشهر إلى 45 يوما مع تقلص إنفاق المستهلكين. هناك سؤال أيضا حول الآثار المترتبة على أفلام الدرجة الثانية. تجادل كلير إندرز من شركة إندرز أناليسس للاستشارات الإعلامية أن الناس لن يدفعوا مقابل مشاهدة الأفلام غير الرائجة في السينما، هذا هو المحتوى الذي يتوقعون بثه عند الإصدار.
إذا كانت هناك قائمة أكثر تنوعا من الأفلام بشكل دائم، فقد يؤدي ذلك إلى تحولات في نماذج الأعمال حيث يصبح المشغلون أكثر توجها نحو الأفلام الرائجة. ستصبح دور السينما تجربة راقية للأفلام المتوقع نجاحها، كما يقول تيم موليجان من "ميديا ريسيرتش". لكن إلى الحد الذي يفترض أنه يمكن لمنصات البث الاستمرار في تشغيل محتوى أفلام عالي الجودة. سيكون من الصعب الحفاظ على ذلك نظرا إلى الضغط الحالي على الاشتراكات. والأرجح أن التوازن يستقر في مكان ما أقرب إلى الوضع الراهن، وإن لم يكن موجودا تماما.
هذا لا يبرر إحجام ساين ورلد عن الاعتراف بمدى الرعب الذي تواجهه. كان ينبغي أن تعيد الهيكلة قبل الآن. جدول الأفلام معروف منذ شهور. كان من الواضح بالمثل أن الجماهير لم تكن بالمستويات التي يجب أن تكون عليها. من الصعب بالمثل الدفاع عن رفض الأخوين جرادينجر إصدار أسهم في العام الأول من الجائحة، بدلا من الإضافة إلى ديونها.
في الولايات المتحدة، نجت إيه إم سي بفضل "أسهم الميم" التي وفرت لها قدرا غير منطقي من الأسهم. هذه ليست استراتيجية جادة لبقية الصناعة. مثل معظم المتأثرين بفيروس كورونا، ستتعافى دور السينما إلى حد كبير. لكن التعافي سيستغرق أكثر من بضعة أشهر أخرى، وقد لا تستعيد قوتها الكاملة أبدا.