أمازون .. حان الوقت لتعطيل الرعاية الصحية

في نهاية الأسبوع الماضي، تلقيت بريدا إلكترونيا آخر من أمازون. بدلا من الترويج للروائي الرومانسي المفضل لدي، وعدت هذه الرسالة بـ"توفير فوري" للأدوية من "خدمة برايم آر إكس الجديدة" التي توجه طلبات الوصفات الطبية إلى الصيدلية التابعة للشركة وتقدم خصومات في سلاسل الصيدليات المحلية.
لكن عندما نظرت في الأمر، علمت أن "برايم آر إكس" موجودة منذ نحو 18 شهرا. لم يكن لديها كثير من المستخدمين. يمكن قول الشيء نفسه عن جهود أمازون الأخرى للمشاركة في الرعاية الصحية - على الأقل حتى الآن.
تعيش شركات الرعاية الصحية في خوف من مجموعة التجارة الإلكترونية منذ 2018. في ذلك الوقت، أخافت أمازون مستثمريها من خلال شرائها للصيدلية الإلكترونية "بيل باك" ومن خلال الإعلان عن شراكة مع "جيه بي مورجان تشيس" و"بيركشاير هاثاواي" بهدف تخفيض تكاليف الرعاية الصحية وتحسين الخدمة.
لكن صيدلية أمازون التي أعيدت تسميتها "فشلت في اكتساب قوة جذب ذات مغزى"، على حد تعبير أحد المحللين. عرض الخدمات الصحية عن بعد والطب المتنقل الذي تأسس في 2019 اجتذب عددا قليلا من العملاء من الشركات. طويت الشراكة التي تم الترويج لها بهدوء العام الماضي.
الآن يقود الرئيس التنفيذي الجديد، آندي جاسي، تحركا جديدا نحو القطاع في وقت قد يكون مناسبا لمعطل ذي جيوب عميقة. لقد أدى الوباء إلى تسريع تبني التطبيب عن بعد والاستخدامات الأخرى للتكنولوجيا، كما أدى ارتفاع التضخم إلى جعل كل من عملاء الأدوية الموصوفة بالتجزئة ومشتري تأمين الشركات أكثر حساسية للسعر.
خصصت أمازون الشهر الماضي 3.9 مليار دولار لـ"وان ميدكال"، وهي شركة تقدم خدمات رعاية صحية تعتمد على الاشتراك لديها أكثر من 200 مكتب طبي و790 ألف عضو. وظهر هذا الأسبوع أن أمازون تخطط للمزايدة ضد سلسلة الصيدليات "سي في إس" من أجل الفوز بشركة سيجنيفاي هيلث، وهي شركة تقدم خدمات صحية منزلية بقيمة ستة مليارات دولار، وذلك في مزاد يعقد في أيلول (سبتمبر).
لطالما بحثت أمازون عن ثقل موازن للتجارة الإلكترونية وخدمات الحوسبة السحابية بحيث يكون كبيرا بما يكفي للتأثير في الإيرادات في شركة تبلغ قيمتها تريليون دولار. في البداية بدا أن محال السوبر ماركت قد تكون الحل. لكن على الرغم من شراء سلسلة "هول فودز" في 2017، فإن المتاجر الفعلية تمثل أقل من 4 في المائة من صافي المبيعات.
جاسي الذي تولى المنصب من المؤسس، جيف بيزوس، العام الماضي، استشهد بالرعاية الصحية عن بعد في مكالمة مع الموظفين في الخريف الماضي باعتبارها واحدة من أكثر ابتكارات الشركة إثارة. بعد اختبار عروضها على موظفي الشركة في منطقة سياتل لعدة أعوام، تقدم "أمازون كير" الآن خدمات افتراضية لعملاء خارجيين في جميع أنحاء البلاد وتخطط لإنشاء مكاتب شخصية في نحو 30 مدينة بحلول نهاية العام. قال نيل ليندساي، من "أمازون هيلث سيرفيس"، بعد صفقة "وان ميدكال"، "نعتقد أن الرعاية الصحية تحتل مكانة عالية في قائمة التجارب التي تحتاج إلى إعادة ابتكار".
لم تعلق أمازون على موضوع سيجنيفاي، التي تستخدم التكنولوجيا للمساعدة في إدارة الرعاية، لكنها و"سي في إف" ليستا الشركتين الكبيرتين الوحيدتين اللتين تتسوقان. أضافت شركة البيع بالتجزئة وولمارت مزودا للخدمات الصحية عن بعد العام الماضي، وعززت والجرينز استثمارها في "فيلج إم دي" التي تدير عيادات للرعاية الأولية.
حتى هذا العام كانت شركات الرعاية الصحية الرقمية تنمو بسرعة من حيث عدد الصفقات وحجمها. لكن أسهم التكنولوجيا تعرضت لضربة في الربيع وبدأ التمويل الخاص في الجفاف. انخفض التمويل الجديد لشركات الصحة الرقمية الأمريكية على أساس نصف سنوي إلى 4.1 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 حزيران (يونيو)، وفقا لشركة روك هيلث.
يأمل المشترون المحملون بالمال، مثل أمازون، أن يختاروا الشركات سريعة النمو التي تحتاج إلى المال لتظل تعمل. يقول بيل إيفانز، مؤسس روك هيلث، "هذا هو أفضل سعر معدل حسب المخاطر رأيناه خلال أربعة إلى خمسة أعوام، وقبل أربعة أو خمسة أعوام لم يكن هناك أي شيء كبير بما يكفي ترغب أمازون في شرائه".
قد لا يكون الطموح كافيا لشركة أمازون عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية. تضع جهات إنفاذ مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة المجموعة في أنظارها بشكل مباشر ومن المرجح أن تحاول منع أي صفقة تعتقد هذه الجهات أنها تمنحها كثيرا من القوة في قطاع جديد. الرعاية الصحية في الولايات المتحدة هي أيضا سوق تشتهر بصعوبة تعطيلها. المرضى وأرباب العمل الذين يدفعون مقابل التأمين يريدون تخفيض التكاليف، لكنهم يسارعون في الشكوى من تغييرات الخدمة. ومن الصعب إيجاد أوجه التآزر في سوق مليئة بعديد من المصالح الراسخة المتشابكة.
العقاقير الطبية مثال على ذلك. تعد "برايم آر إكس" من أمازون بتخفيض الأسعار، لكن المرضى الذين لديهم تأمين يغطي جزءا من فاتورة الأدوية الخاصة بهم لا يمكنهم الجمع بين المزايا. من المرجح أن يجد هؤلاء العملاء صفقات لدى "سي في إس"، مالكة شركة التأمين الصحي، إيتنا وكيرمارك، التي تعد أحد أكبر مديري المزايا في مجال الصيدلة. ومدى وصول عروض أمازون محدود بشكل مدهش، عندما تحققت من أسعار عقارين أتناولهما، لم يكن أي منهما متاحا.