هيونداي وتسلا .. أصداء لسباق سامسونج وأبل في 2010
عندما قال إيلون ماسك في حزيران (يونيو): إن شركة هيونداي "في مستوى جيد"، بدا من غير المحتمل أن تشكل شركة صناعة السيارات الكورية الجنوبية تهديدا تنافسيا خطيرا لشركة تسلا في أي وقت قريب. لكن أحدث أرقام المبيعات، وأوجه التشابه مع أبل وسامسونج في 2010، تشير إلى أن وتيرة التغيير آخذة في التسارع.
استحوذت شركة هيونداي موتور وكيا، التابعة لها، على المركز الثاني، خلف تسلا، في سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة من حيث حجم المبيعات هذا العام. ووصلت الحصة السوقية للثنائي في أوروبا إلى 12 في المائة بعد تحقيق أكبر مكاسب في الحصة السوقية بين نظرائهما العام الماضي. على الصعيد العالمي، باستثناء الصين، تعد هيونداي وكيا ثاني أكبر شركات صناعة السيارات الكهربائية من حيث الشحنات، تبلغ حصتهما السوقية 14 في المائة. تسلا تحتل المركز الأول بنسبة 27 في المائة.
تعكس الفجوة الميزة التنافسية التي اكتسبتها تسلا في أكثر من عقد احتفظت خلاله بمكانتها الرائدة في السوق.
إن عامل الجذب في تسلا – التي صنفتها دراسات العلامة التجارية بأنها "أروع" صانع سيارات بين جيل الألفية - يصعب تكراره. وكذلك شبكة الشاحن السريع وتحديثات البرامج عن بعد ومجموعة كبيرة من البيانات من برامج تشغيلها التي، إلى جانب خوارزميات التعلم الآلي، تعمل باستمرار على تحسين برمجياتها.
وصلت أحدث دفعة لتسلا الأسبوع الماضي. قائمة طرز السيارات المؤهلة للحصول على ائتمانات ضريبية من قانون خفض التضخم الذي وقع عليه الرئيس جو بايدن حديثا، تتضمن جميع طرز تسلا الأربعة المعروضة للبيع حاليا، بينما لا تتضمن أيا من الطرز التي صنعت بواسطة هيونداي وكيا.
يمكن إجراء مقارنة أكثر دقة بالنظر إلى الهوامش. يعني نموذج الأعمال الخفيف لشركة تسلا أنها تدير هوامش تشغيل ضخمة تبلغ 16 في المائة، أي أكثر من ضعف 6 في المائة لشركة هيونداي - التي لديها خطوط إنتاج أوسع.
تعكس تقييمات الأسهم هذا التباين - وتباين توقعات السوق. يتم تداول أسهم تسلا بمعدل 60 ضعفا للأرباح المستقبلية، أي أكثر من عشرة أضعاف أرباح هيونداي. مبيعات هيونداي للسيارات الكهربائية المرتفعة والأرباح القياسية الناتجة عنها في الربع الأخير لم تعمل سوى القليل لتغيير التشاؤم النسبي.
لكن وتيرة تغيير هيونداي كانت أسرع بكثير من المتوقع. يمكن لسيارة السيدان الكهربائية "أيونيك 6" السفر لمسافة تصل إلى 610 كيلومترات (379 ميلا) بشحنة واحدة - أطول من طراز "واي" وطراز "3 لونج رينج" من تسلا. أصبحت السيارة الكهربائية متعددة الاستخدامات "أيونيك 5" هي السيارة الكهربائية المستوردة الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة. بدأت تحديثات البرامج عن بعد في الظهور.
الأسعار تلحق بالركب أيضا. يباع طراز 3 أرخص طراز من تسلا الآن مقابل 46990 دولارا بعد ارتفاع الأسعار هذا العام. وتبيع هيونداي سيارتها أيونيك 6 التي تم إطلاقها الشهر الماضي، بنطاق سعري مماثل.
للوقوف على أنماط مماثلة، يجدر النظر في صناعات أخرى كالهواتف الذكية، مثلا. عندما رفعت سامسونج أسعار المنتجات وبدأت المنافسة في قطاعات السوق نفسها مثل أبل، الشركة الرائدة في السوق في ذلك الوقت، أظهرت حصة السوق والأرباح نموا كبيرا.
في 2010 كانت حصة سامسونج في السوق العالمية أقل من 6 في المائة، مقارنة بتقدم شركة أبل بحصة تتجاوز الخمس. استغرق الأمر عامين فقط بعد إطلاق سامسونج سلسلة هواتفها الذكية جالاكسي، ذات الأسعار الأعلى، لتتفوق على شركة أبل من حيث مبيعات الهواتف المحمولة في جميع أنحاء العالم.
بحلول الربع الثالث من 2013 نمت حصة سامسونج العالمية في سوق الهواتف الذكية إلى ما يقارب ثلاثة أضعاف حصة شركة أبل. حتى يومنا هذا، لا تزال أسعار البداية للهواتف الذكية من أبل وسامسونج، حسب قطاع المنتج، متطابقة بشكل وثيق.
في الأشهر المقبلة، تواجه شركات صناعة السيارات الكهربائية معركة شاقة لحماية هوامش الربح مع ارتفاع التكاليف. لا تزال أسعار الليثيوم، وهو مادة أساسية للبطاريات، قريبة من مستوياتها المرتفعة التاريخية. أدى ذلك إلى ارتفاع سعر البطاريات إلى ما يصل إلى 60 في المائة من التكلفة الإجمالية لصنع السيارة الكهربائية. تشير الهوامش الضيقة لدى موردي البطاريات العالميين إلى أنه لن يكون هناك انخفاض في أسعار البطاريات. وهذا يترك شركات صناعة السيارات الكهربائية تتعامل مع العبء.
هنا هيونداي لديها ميزة. العملة الكورية "الوون" الأضعف، التي انخفضت 13 في المائة مقابل الدولار هذا العام، تترجم إلى زيادة تفوق 1.6 مليار دولار لخط الإنتاج الأعلى في الربع الأخير. ساعد ذلك على استيعاب ارتفاع تكاليف البطاريات والمكونات دون التأثير في الهوامش. تستخدم هيونداي موردي البطاريات المحليين، ما يعني وجود سلسلة توريد أكثر استقرارا ومخاطر أقل على صعيد تقلبات العملة.
يعني الوون الضعيف أن بإمكان هيونداي الاستمرار في الحفاظ على أسعار سياراتها ثابتة، والحفاظ أيضا على هوامش الربح بينما يضطر منافسوها إلى نقل التكاليف المتزايدة إلى المستهلكين.
عندما تكون التوقعات منخفضة يكون الاتجاه الصعودي المحتمل - لحجم المبيعات وأسعار الأسهم - مرتفعا. ربما تكون إحدى أكبر مزايا هيونداي الآن هي انخفاض التوقعات الذي طالما عانته.