منصة روبن هود تعاني .. جيش متداولي التجزئة انسحب مهزوما
روبن هود، منصة وساطة التجزئة التي وصل نموها إلى طبقات الغلاف الجوي العليا مع ازدهار تداول الأسهم في جائحة فيروس كورونا، عادت إلى الأرض مجددا.
هرب المستخدمون النشطون من المنصة. واستقر عدد الحسابات الممولة. وانخفضت القيمة السوقية للمنصة بمقدار الثلثين منذ طرحها للاكتتاب العام في صيف 2021. وأعلنت الأسبوع الماضي تسريح نحو ربع موظفيها.
قال دان دوليف، المحلل في شركة ميزوهو سكيوريتيز، "إنها آثار ما بعد كوفيد". أضاف، "استيقظت روبن هود في فندق في لاس فيغاس، وهناك نمر بنغالي في الحمام"، إشارة إلى فيلم "ذا هانغ أوفر".
شركة الوساطة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، نجحت في إغراء جيل من المستثمرين لأول مرة من خلال التداول دون عمولة وتطبيق سهل الاستخدام. لكن توسعها توقف مع توقف شيكات الدعم الحكومية أثناء الجائحة وبدء التضخم في استهلاك ميزانيات المستثمرين وانهيار سوق الأسهم من أعلى مستوياتها.
شعرت روبن هود بهذه التحديات على نحو أكثر حدة من الوسطاء الآخرين. إيراداتها في الربع الثاني انخفضت 44 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بزيادة معدلة 10 في المائة لمنصة إنترأكتيف إنفسترز وزيادة 13 في المائة لشركة تشارلز شواب ـ سجلت شواب أرباحا قياسية عن الربع.
بعد إضافة عشرة ملايين حساب في 2021، أضافت روبن هود 100 ألف حساب فقط في الربع الثاني. في الوقت نفسه انخفض عدد المتداولين النشطين على منصتها نحو مليونين عما كان عليه في الربع الأول، ليهبط إلى 14 مليونا. قبل عام كان عدد المستخدمين النشطين 21.3 مليون.
جزء من مشكلة روبن هود ديموغرافي. اجتذبت الشركة العملاء الأصغر سنا الذين وجدوا أنفسهم يملكون نقودا يستثمرونها من شيكات التحفيز أثناء الجائحة. وعندما صدرت المدفوعات الحكومية النهائية في آذار (مارس) 2021، كان العنوان الرئيس للنشرة الإخبارية للبريد الإلكتروني "روبن هود سناكس"، "هبط التحفيز".
قال دوليف، "إنهم يتوجهون نحو الشباب الذين استفادوا من التحفيز (...) وكانوا ينفقونه على دوج كوين"، مشيرا إلى العملة المشفرة. لكن مع التضخم الذي يمزق الاقتصاد الآن، أثبت العملاء الشباب أنهم الأكثر عرضة للصدمات المالية.
قال ريتشارد ريبيتو، محلل يتابع الوسطاء والبورصات في بنك بايبر ساندلر الاستثماري، "المستثمرون التقليديون يستثمرون من أجل التقاعد، لقد انسحبوا لكنهم لم يختفوا. العملاء ذوو الدخل المنخفض والأقل تمرسا هم الذين اختفوا للتو".
وضع جزء من عملاء روبن هود رهانات على التكنولوجيا المالية والأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة التي كانت من بين أكبر الخاسرين وسط تراجع أسواق الأسهم هذا العام. ويعني الانكشاف أنهم تضرروا أكثر من المستثمرين الذين لديهم محافظ أوسع.
وبينما انخفضت أصول عملاء شواب المبلغ عنها 10 في المائة في الربع الثاني مقارنة بالعام الماضي، انخفضت أصول روبن هود الموجودة قيد الحجز القضائي 37 في المائة، من 102 مليار دولار إلى 64 مليار دولار.
قال ريبيتو، "تم سحق الشباب لأنهم كانوا يحتفظون بجميع الأسهم التي تم سحقها، وهي أسهم العملات المشفرة وأسهم التكنولوجيا المالية".
قالت منصة روبن هود إن قدرتها التنافسية ستعتمد على طرح منتجات جديدة في السوق. لكن البيروقراطية الداخلية "المحبطة" جعلت إطلاق أشياء مثل حسابات التقاعد بطيئا، كما يقول موظف لديه معرفة مباشرة بالأمر.
في هذه الأثناء غادر الموظفون مع تدهور الروح المعنوية. قبل الجولة الأخيرة من تخفيضات القوى العاملة، سرحت روبن هود 9 في المائة من العاملين بدوام كامل في نيسان (أبريل). ومنذ ذلك الحين، استقال 5 في المائة من الموظفين، وفقا لأرقام الشركة.
ترتبط أغلبية إيرادات روبن هود بعدد العمليات التي تتم على منصتها. ونظرا إلى انخفاض التداول في الأصول المتقلبة مثل العملات المشفرة، انحسر أيضا مصدر الإيرادات هذا.
في الربع الثاني من 2021، كان تداول العملات المشفرة يمثل نصف إيرادات روبن هود المستندة إلى معاملات قيمتها 451 مليون دولار. بعد عام، جلب تداول العملات الرقمية 58 مليون دولار، وهو ما يمثل 29 في المائة فقط من إيرادات العمليات التي بلغ مجموعها 202 مليون دولار.
قال توم سوسنوف، الشريك المؤسس لمنصة تداول الخيارات، تيستي ويركس، "من أين ولدت روبن هود هذا النمو وحجم التداول الخارجين عن المألوف؟ من كثير من متداولي العملات الرقمية الصغار وكثير من صفقات العملات المشفرة الصغيرة". أضاف، "السبب في أن شركات الوساطة عبر الإنترنت مثل تيستي وإنترأكتيف بروكرز وفيدليتي وشواب لم تتعرض للنوع نفسه من التراجع الذي تعرضت له روبن هود هو أن العملات المشفرة لا تمثل فعليا أيا من إيراداتنا، بينما تمثل جميع إيراداتها تقريبا".
زيادات سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي أتاحت للوسطاء فرصة لكسب الفوائد وكسب دخل استثماري على الأموال المخزنة في حسابات العملاء.
لكن روبن هود تفوت هذه الميزة إلى حد كبير. يبلغ متوسط أرصدة الحسابات لديها نحو 4500 دولار، مقارنة بـ352764 دولارا لدى شركة شواب. بحسب الوسطاء، مقابل كل زيادة بنسبة 0.25 نقطة مئوية قالت روبن هود إنها تكسب 40 مليون دولار أخرى على شكل إيرادات فوائد، بينما تكسب شواب ما بين 350 و550 مليون دولار.
على الرغم من أن نمو روبن هود على صعيد المستخدمين جعل الوسطاء الآخرين يغارون في وقت سابق من الجائحة، إلا أن الشركة تركز على الداخل.
قال المؤسس والرئيس التنفيذي، فلاد تينيف، الأسبوع الماضي، "من الناحية التاريخية، كانت روبن هود شركة ركزت كثيرا على اكتساب عملاء جدد. هذا العام سنركز على العملاء القيمين الموجودين لدينا بالفعل."