الروبوتات تغزونا

أول ما ظهر هذا الاسم كان في مسرحية للأديب التشيكي كارل تشابيك، بعنوان "إنسان رسوم الآلي الشامل" عام 1921. إنه نوع من استشراف الأدباء في بعض الأحيان للمستقبل، فيتحول الخيال إلى واقع علمي ملموس!
تدور أحداث المسرحية حول رجال آليين يسيطرون على الأرض، أطلق عليهم اسم "روبوت"، نظرا إلى كونه آلة ميكانيكية قادرة على القيام بأعمال مبرمجة سلفا.
وهذا ما يحدث، فاليوم بدأت الروبوتات تغزونا وتحل محل البشر في كثير من الأعمال، فبعد أن كانت محصورة إلى حد كبير في المصانع، نجدها الآن في كل مكان من المجال العسكري والطبي والتعليمي إلى عمليات الإنقاذ تحت الأرض وإزالة الألغام. وتطورت صناعتها إلى حد أنه يمكنها القيام بأعمال فنية وزراعة الأشجار والتزلج واستكشاف أعماق المحيطات. ولا يبدو أن قدراتها ستتوقف أو يحدها حد مع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي!
والمدهش المرعب في الوقت نفسه أن العلماء توصلوا إلى إنتاج روبوتات قادرة على "التزاوج" و"التكاثر" وإنتاج آلات أخرى مستقلة عن الروبوت الأم، ساعد على ذلك القوة الحاسوبية التي سهلت عملية تطوير التصاميم في وقت قصير جدا ومنحت المصمم القدرة على تطوير الحمض النووي الافتراضي للروبوتات لمحاكاة عالية الدقة للنماذج الحقيقية. ورغم كل هذا التطور إلا أن الروبوتات تتطلب أدمغة لتفسير المعلومات المستقاة من بيئاتها وترجمة ذلك إلى سلوك مرغوب فيه وأجساد تؤدي المهام المنوطة بها، وحلت هذه المشكلة عن طريق تكييف الدماغ مع تصميم الجسم حديث التطوير. وفي القرن الـ21 تم نقل بعض الذكاء إلى الجسم، وبذلك قل مستوى التعقيد المطلوب في الدماغ، وتمكنوا من صناعة روبوتات لينة وأخرى من خلايا الضفادع اصطلح على تسميتها "زينوبوتس"، وآخر سمي "الروبوت الأم" تخطى عيوب الروبوتات وأوجد نسلا متطورا من الروبوتات، ومجهزا بخوارزمية تطورية لتصميم نسل من الروبوتات ذاتيا وسد الفجوة بين الواقع والمحاكاة!
تقول ايما هارت عالمة الحاسوب، ماذا لو كنا لا نعرف بالضبط ما القدرات التي يحتاج امتلاكها الروبوت الذي نطوره؟
مثلا، عندما نريد إرساله إلى أماكن الحروب النووية أو إلى الفضاء البعيد لاستكشاف الكويكبات أو تحويل كوكب بعيد إلى كوكب شبيه بالأرض ونحن لا نملك أي معلومات عن ذلك المجهول! لذا، كانت الحاجة إلى صناعة روبوتات يمكنها التكيف مع بيئتها وبناء نفسها وتحسينها - بمساعدة قليلة أو معدومة من البشر. إنه مشروع أقرب إلى الخيال العلمي لا يخلو من التحديات الكبيرة والتبعات الأخلاقية. لننتظر ونرى!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي