توقعات بنمو كبير لسوق الحوسبة السحابية في السعودية .. معايير متقدمة لأمن البيانات

توقعات بنمو كبير لسوق الحوسبة السحابية في السعودية .. معايير متقدمة لأمن البيانات

باتت خطوات القطاعات المختلفة في المملكة لتبني وتوسيع استخدامات الحوسبة السحابية واضحة للجميع، الأمر الذي من شأنه أن يسرع عجلة التحول الرقمي في المملكة لعديد من القطاعات والصناعات التي تسعى إلى الاستفادة القصوى من هذه التقنية ولتسريع أعمالها وبقائها في المنافسة ليس على الصعيد المحلي فحسب، بل حتى على الصعيد العالمي.
وينمو حجم السوق العالمية للحوسبة السحابية بشكل كبير على أساس سنوي، فبين 2019 و2020 زاد حجم السوق إلى 17 في المائة ويستمر بالزيادة بمعدل تراكمي وقدره 17.8 في المائة، وسيصل السوق في 2023 إلى مرحلة النضوج الكافية ويبدأ بالنمو بشكل تدريجي 7 في المائة كمعدل تراكمي سنوي إلى 2030.
وفي المملكة، تم تقدير حجم سوق الحوسبة السحابية في 2021 بأكثر من ستة مليارات ريال مع 25 في المائة كمعدل نمو تراكمي إلى 2024 بحسب توقعات تقرير IDC، ومن المتوقع أن تصل السوق إلى مرحلة النضج مع بداية 2025 إلى أكثر من 19 مليار ريال، ومن أبرز القطاعات التي تعمل على تبني الحوسبة السحابية في المملكة هي القطاع الصحي، وقطاع البنوك، والقطاع الصناعي، وقطاع المطاعم والمقاهي وقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
وفي حديث لـ”الاقتصادية” قال مارك أكرمان، نائب رئيس شركة ServiceNow لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، “لا يزال هناك مجال كبير لتحسين التجربة التي يحصل عليها المستخدمون في المملكة من التقنية المتاحة حتى اليوم، من خلال ربط الأنظمة المختلفة من مشاركتها، وصولا إلى سير العمل في المكاتب الوسطى والخلفية، بهدف المساعدة على دفع سير العمل”.
وقال أكرمان، عن القطاعات المستهدفة في تطوير التقنية في المملكة، “تمثل أولوية الانتقال إلى الحوسبة السحابية في الخدمات المصرفية واللاتصالات الحكومية والوزارية، ثم النفط والغاز، علاوة على التأمين، والاتصالات السلكية واللاسلكية والوزارات، والصحة والتعليم والتصنيع، وعن التقنيات والحلول الحديثة، “ستكون سياسة الحوسبة السحابية في المقدمة، حيث يتطلع الجميع إلى بناء حوسبة سحابية سعودية متوافقة مع جميع اللوائح داخل المملكة، ومن خلال المنصة الواحدة، وقاعدة البيانات الواحدة، والبنية الواحدة.
وبخصوص الدوافع الرئيسة التي ستشكل قطاع التقنية في السعودية، عبر أكرمان عن اعتقاده بأن أهم الدوافع يتمثل في الانتقال إلى الحوسبة السحابية، حيث توجد مشاريع لدمج مراكز البيانات، وبدء استخدام خدمات الحوسبة السحابية فائقة السعة من جانب عدد من الشركات، فالوزارات ومنظمات القطاع الخاص تحتاج إلى التحرك صوب الحوسبة السحابية، لدفع السوق في الاتجاه الصحيح، حيث يتم نقل الأعمال بشكل أسرع، وتحرك المملكة بالسرعة التي تحتاج إليها أهداف رؤية 2030 ورقمنة المملكة.
وحول التوجه الواضح للمملكة، تخطو المملكة خطوات واضحة لتطوير القطاع والكوادر التقنية مثل برنامج رواد الألعاب لتطوير وصناعة قطاع الألعاب لدعم وبنـاء الكوادر البشرية العاملـة في مجـال الترفيه الرقمـي، إضافة إلى تطويـر الألعاب الإلكترونية محليا، وإنشاء مركـز مشترك للابتكار الرقمـي، واستحداث برامج البحث والتطوير في التقنيات الناشئة، مثل: الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، والحوسبة السحابية، والبلوك تشين، بهدف تطوير حلول رقمية جديدة في قطاع الترفيه، والمساهمة في بناء منظومة شبكة مراكز الابتكار الرقمي، إلى جانب إطلاق مسابقات البرمجة التي تهدف إلى نشر الوعي الرقمي والمعرفة الرقمية، وتعزيز مهارات القرن الـ21 والبرمجة للطلاب، وتكوين اتجاه إيجابي لديهم نحو تعلم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وعلومها، التي تشمل: الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، الروبوتات، الواقع الافتراضي، الطباعة ثلاثية الأبعاد، الحوسبة السحابية.
وتتميز الحوسبة السحابية بعديد من المزايا التي من شأنها نقل القطاعات والأعمال إلى الجيل الجديد وذلك عبر الانتشار والوصول السريع، وتوفر تحديثات البرامج التلقائية والتكامل مع البيئات السحابية المختلفة، إلى جانب توفير الكفاءة وخفض التكاليف على الأعمال، حيث لن تضطر القطاعات المتبنية للحوسبة السحابية إلى إنفاق مبالغ ضخمة على شراء المعدات وصيانتها، هذا يقلل بشكل كبير من تكاليف النفقات.
إلى جانب ذلك، توفر السحابة معايير متقدمة لأمن البيانات، فبغض النظر عن الحجم، يمكن أن تؤدي انتهاكات البيانات وغيرها من الجرائم الإلكترونية إلى تدمير عائدات الشركات، إلا أن السحابة تقدم عديدا من ميزات الأمان المتقدمة التي تضمن تخزين البيانات ومعالجتها بأمان. كما توفر قابلية التوسع، فلدى الشركات المختلفة احتياجات مختلفة في مجال تكنولوجيا المعلومات ولن يكون لدى مؤسسة كبيرة تضم أكثر من ألف موظف متطلبات تكنولوجيا المعلومات نفسها مثل الشركة الناشئة، يعد استخدام السحابة ممتازا لأنه يمكن المؤسسات من زيادة أو تقليل أقسام تكنولوجيا المعلومات بكفاءة وبسرعة وفقا لمتطلبات العمل.
وتتيح البيئات السحابية تعاونا أفضل بين الفرق، فالمطورون، وضمان الجودة، والعمليات، ومهندسو الأمن والمنتج معرضون جميعا للبنية التحتية نفسها ويمكنهم العمل في الوقت نفسه، إلى جانب توفيرها لسعة تخزين غير محدودة، وتوفير إمكانات مميزة للنسخ الاحتياطي واستعادة البيانات والتعافي من الكوارث، والعمل والوصول إليها في أي وقت وأي مكان وعبر أي جهاز، ومنع فقدان البيانات والتحكم.

الأكثر قراءة