موجة حر خانقة تشعل الحرائق في أوروبا

من البرتغال إلى اليونان، اشتعلت الحرائق أمس في جنوب أوروبا التي تشهد موجة حر خانقة يتوقع أن تبلغ ذروتها في إسبانيا.
في اليونان أعلن خفر السواحل أن هذه المعركة لإخماد النيران أسفرت عن مقتل شخصين عندما تحطمت مروحية في البحر أثناء محاولتها إخماد حريق غابة في جزيرة ساموس.
وشهدت البرتغال التي أتت حرائق على وسطها منذ الخميس الماضي، 200 حريق وهو أكبر عدد منذ بداية موجة الحر هذه.
وقال أنطونيو كوستا رئيس الوزراء، "اليوم هو اليوم الذي عليه أن نكون فيه الأكثر حذرا".
لا يزال أكثر من ألفين من عناصر الإطفاء يسعون في جميع أنحاء البلاد إلى إطفاء أربعة حرائق رئيسة لا تزال نشطة من الشمال إلى الجنوب.
وأضاف، "سنشهد اليوم أخطر يوم من حيث ارتفاع درجات الحرارة واشتداد الرياح الشرقية التي يمكن أن تؤجج النيران وانخفاض مستوى الرطوبة".
ووفقا لآخر حصيلة صادرة عن الدفاع المدني البرتغالي، خلفت هذه الحرائق قتيلا ونحو 60 جريحا.
في فرنسا، أدت درجات الحرارة المرتفعة أيضا إلى تعقيد مهمة فرق الإطفاء التي تسعى منذ الثلاثاء في جيروند "جنوب غرب" إلى إخماد حريقي غابات أتيا على نحو أربعة آلاف هكتار، ولا سيما بالقرب من نقطة دون دو بيلا السياحية المغلقة "حتى إشعار آخر".
وفي إسبانيا، أدى أخطر حريق إلى تدمير ما لا يقل عن أربعة آلاف هكتار في منطقة جبلية تمتد عبر منطقتي إستريمادورا وقشتالة وليون بالقرب من البرتغال.
اندلعت عدة حرائق أقل حجما في إيطاليا وكرواتيا، وفقا لنظام كوبرنيكوس الأوروبي.
بعد أيام على تسجيل درجات حرارة خانقة، يتوقع أن تشهد إسبانيا ذروة موجة الحر ستستمر حتى الأحد.
و تم تسجيل أمس 45،6 درجة مئوية في الأندلس. وظلت معظم مناطق البلاد في حالة تأهب مع وضع عديد من المناطق في الوسط والجنوب والغرب في حالة تأهب قصوى.
والتوقعات مماثلة في البرتغال حيث تم تسجيل 46،3 درجة مئوية في وسط البلاد أمس.
و قد تدفع موجة الحر في فرنسا إلى تسجيل 40 درجة مئوية اليوم في وادي الرون وجنوب غرب البلاد.
وأعلن ماتيو سوريل خبير المناخ في الأرصاد الجوية الفرنسية أن شدة موجة الحر الثانية خلال شهر واحد في البلاد، التي يتوقع أن تستمر حتى منتصف الأسبوع المقبل، يمكن أن تكون "مشابهة" لموجة الحر القاتلة خلال آب (أغسطس) 2003، مع ما يقارب 19500 حالة وفاة في فرنسا.
دعا المسؤول عن فرق الإطفاء جريغوري أليون إلى تعزيز نظام مكافحة الحرائق الفرنسي بشكل عاجل، الذي لن يتمكن من تلبية الحاجات بسبب الاحتباس الحراري.
وقال للوكالة "الفرنسية"، "سيتعين علينا أن نجهز أنفسنا بشكل أكبر" لأن النظام قد يتوقف عن العمل "إذا تعرضنا لحرائق كبرى في آن على الأراضي الفرنسية".
وستؤثر موجة الحر هذه في أجزاء أخرى من غرب أو وسط أوروبا في الأيام المقبلة مثل المملكة المتحدة، حيث يتوقع مكتب الأرصاد الجوية درجات حرارة أعلى من 35 درجة اعتبارا من الأحد.