رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تاجر إلكتروني

الأثرياء القدامى الذين بدأوا تجارتهم في زمن لم يكن يوجد فيه إنترنت ولا وسائل تواصل اجتماعي ولا متاجر إلكترونية، عانوا معاناة شديدة في الإعلان لبضائعهم وتسويقها وشحنها وتوصيلها إلى الزبائن، وجمع المعلومات عن المنتجات المرغوبة ومدى إقبال المستهلكين عليها، لو كانوا الآن أحياء بيننا وقدر لهم أن يروا هذا التقدم التقني الهائل في التجارة الإلكترونية، فكيف ستكون ردة فعلهم إزاء الأشخاص الذين لديهم رغبة في التجارة وافتتاح مشاريع صغيرة، لكنهم يكتفون "بالتحلطم" والدوران في حلقة مفرغة بحجة أنهم لا يعرفون كيف يبدؤون الخطوة الأولى، رغم أن الأمر ببساطة لا يتطلب منهم سوى البحث والرغبة الجادة وبذل مزيد من الجهد، ثم الانطلاق. إحدى الفتيات أرسلت لي قائلة، "عندي موهبة فريدة في صنع البخور بروائح غريبة لم يسبقني إليها أحد وأجيد إطلاق العنان لخيالي في ابتكار أشكال غريبة للبخور لا توجد في السوق، لكني أخشى الفشل وعدم إقبال الناس على منتجاتي حين أبدأ". هذه الفتاة ذكرتني بشاب متميز يمتلك ذوقا فريدا في الطبخ اشتهر بين أقاربه وأصدقائه بذلك وقام بتطوير موهبته من خلال عدة دورات تدريبية، وكان حلمه أن يفتتح مشروعه الخاص به، لكنه قرر الاحتفاظ بحلمه لنفسه وظل مثل تلك الفتاة لا يعرف من أين يبدأ ولا كيف ينطلق، إضافة إلى الخوف من الفشل. هذا الشاب وتلك الفتاة اكتفيا بالتقديم على حافز والانضمام إلى قائمة العاطلين الذين ينتظرون وظيفة ربما لن يجدوا أنفسهم فيها، رغم أنهم يمتلكون حلما لو تركوا الشغف مع كثير من الجهد يقودهم إليه لأبهرتهم النتيجة.
في ظل هذا التطور الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح بإمكان أي شخص يمتلك حلما أن يحققه إذا كان جادا في ذلك، لم يعد افتتاح أي مشروع تجاري يحتاج إلى رأس مال كبير وشركاء وتعقيدات بيروقراطية، كل ما يتطلبه الأمر لإنشاء متجر إلكتروني هو دفع فاتورة موحدة تشكل رسوم السجل التجاري وعضوية الغرفة التجارية عن طريق نظام سداد، ثم تصميم المتجر وعرض المنتجات والتسويق لها من خلال السوشيال ميديا، ثم شحنها للعملاء من خلال شركات الشحن المتوافرة وكل هذه المعاملات الإلكترونية سيقوم بها الشخص وهو ينعم بكوب قهوة في منزله.
وخزة:
"لا عذر لمن يمتلكون حلما وأدوات متجر إلكتروني وما زالوا محلك سر.. حتى لو كانوا يخشون الخسارة فستظل الخسارة بالتجارة الإلكترونية محدودة للغاية، ثم هناك سؤال "يقرقع" في داخلي، لماذا أصلا من البداية يتوقعون الفشل والخسارة؟.. اعقلوها وتوكلوا واسألوا الله التوفيق والبركة"

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي