الاقتصادية تستعرض أداء 24 سوقا مالية وأدوات استثمارية

الاقتصادية تستعرض أداء 24 سوقا مالية وأدوات استثمارية
الاقتصادية تستعرض أداء 24 سوقا مالية وأدوات استثمارية
الاقتصادية تستعرض أداء 24 سوقا مالية وأدوات استثمارية
الاقتصادية تستعرض أداء 24 سوقا مالية وأدوات استثمارية
الاقتصادية تستعرض أداء 24 سوقا مالية وأدوات استثمارية
الاقتصادية تستعرض أداء 24 سوقا مالية وأدوات استثمارية

بحسب إحصاءات الأسواق الأمريكية أصبح تراجع النصف الأول من 2022 الأسوأ منذ أكثر من 50 عاما لمؤشر إس آند بي 500 لأول ستة أشهر من العام، حيث وصل هبوط هذا المؤشر المهم الذي يحتوي على أفضل 500 شركة أمريكية إلى نحو 21 في المائة. بل إن الهبوط طال وسائل استثمارية متنوعة ومتعددة، عدا بعض الاستثناءات هنا وهناك، كما هو موضح في الجدول المرفق.
كيف ينظر المستثمر العادي إلى أدائه هذا العام وكيف يقارنه بأداء تلك الوسائل التي يديرها كبار المستثمرين حول العالم؟
أعلى أداء وأضعف أداء
في جدول الأداء للنصف الأول من 2022 قمنا برصد نتائج 24 وسيلة استثمارية وأسواق مالية محلية وعالمية، إلى جانب العملات المشفرة وصناديق التحوط والذهب والنفط والسندات والعقار وغيرها، ويأتي النفط في أعلى القائمة بأداء بلغ نحو 41 في المائة. أما على صعيد الأسواق المالية فقد حققت السوق المالية التركية (بورصة إسطنبول) ثاني أعلى أداء في الجدول بأداء بلغ أكثر من 36 في المائة، بينما أتت عملة بيتكوين في أسفل القائمة بأداء سالب 57 في المائة.

لماذا ترتفع الأسهم التركية بهذا الشكل المبهر في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد التركي اختلالات وتدهورا كبيرا؟ السبب بطبيعة الحال يعود لانهيار الليرة التركية أمام العملات الأخرى، حيث بلغ الانخفاض في النصف الأول من العام نحو 35 في المائة مقابل الدولار. وبما أن الأصول عموما تحافظ قدر الإمكان على أسعارها الحقيقية، لذا فإن أسهم الشركات هي الأخرى تقاوم انهيار العملة بارتفاع أسعارها.

في القائمة نجد إلى جانب أداء الأسهم التركية هناك كذلك ارتفاعا في الأسهم الإندونيسية، لكن مرة أخرى نجد أن أحد الأسباب يعود لانخفاض سعر صرف الروبية الإندونيسية مقابل الدولار خلال الفترة بنسبة نحو 4.5 في المائة، لذا فجزء كبير من ارتفاع الأسهم يعود لضعف أداء العملة. ومن بين أسواق الأسهم الواردة في القائمة فقط السوق السعودية هي التي حققت ارتفاعا طفيفا في النصف الأول بلغ 2.14 في المائة، دون أي تأثير من جانب العملة المحلية، كون الريال السعودي مرتبطا بالدولار الأمريكي بشكل ثابت.
عدا ذلك نجد أن الأسواق الأوروبية تنوعت في هبوطها، بين تراجع طفيف للبورصة البريطانية (فوتسي 100) بمقدار سالب 2.9 في المائة، إلى انخفاضات حادة في كل من البورصتين الفرنسية والألمانية بين 17 و20 في المائة. حتى العقار الأمريكي لم ينج من الهبوط الجماعي حيث بلغ نزول مؤشر فانجارد للعقار الأمريكي 21.5 في المائة، وهو مؤشر يختص بأداء وسائل عقارية متنوعة تشمل الفنادق والصناديق العقارية والمباني التجارية.
كيف كان أداء خبراء صناديق التحوط؟
صناديق التحوط عبارة عن محافظ مالية يشترك فيها كبار المستثمرين بهدف تحقيق عوائد مالية أفضل من العوائد الممكن تحقيقها من خلال طرق الاستثمار المعتادة، كونها تدار من قبل خبراء ماليين متميزين لديهم معرفة جيدة بسبل الاستثمار المتنوعة.
أحد أهم مؤشرات الأداء لصناديق التحوط بجميع أشكالها مؤشر صناديق التحوط العالمي HFRX الذي جاء أداؤه سالب 5.05 في المائة لأول ستة أشهر من 2022. هذا المؤشر يشمل جميع صناديق التحوط في العالم بجميع أشكالها، فهو يشمل صناديق مختصة في أساليب المراجحة بين أدوات استثمارية تحتوي على عنصر التحويل من وسيلة لأخرى. فمثلا هناك سندات تم إصدارها بشكل قابل للتحويل إلى أسهم ومن خلال تحركاتها اليومية تنشأ فرص لتحقيق ربح خال من المخاطرة، فتقوم هذه الصناديق باستغلال تلك الفرص. كذلك مشمول ضمن أداء هذا المؤشر لصناديق التحوط نجد صناديق تحوط مختصة في أسهم الشركات المتعثرة، وأخرى مختصة في تحقيق أداء غير مرتبط بحركة الأسهم، وغيرها من الصناديق التي تقتنص فرص الأحداث الخاصة بالشركات من حالات اندماج واستحواذ وما إلى ذلك. لذا فإن تحقيق متوسط أداء لجميع صناديق التحوط للنصف الأول من 2022 بمقدار سالب 5.05 في المائة يعد معقولا إلى حد كبير.
أداء خبراء صناديق التحوط المختصة بمؤشرات الاقتصاد الكلي
هناك صناديق تحوط يقودها خبراء اقتصاديون لديهم استراتيجيات مبنية على معرفتهم العميقة بمؤشرات الاقتصاد الكلي، كأسعار الفائدة ومعدلات البطالة ونمو الناتج المحلي وغيرها. هؤلاء الخبراء يعتمدون في قراراتهم على توقعاتهم لمسار تلك المؤشرات وتأثيراتها المحتملة في نتائج الشركات وحركة الأسهم والسلع والعملات وحركة السندات، ويستخدمون في سبيل ذلك عدة وسائل للاستفادة من هذه المعلومات، كالبيع على المكشوف وتداول العقود المستقبلية.

كان أداء هذا النوع من صناديق التحوط للنصف الأول 2022 موجب 3.27 في المائة، وبهذا فأداؤها جاء أفضل من معظم الوسائل الاستثمارية الأخرى، علما أن أدائها لآخر ثلاثة أعوام جاء 2.97 في المائة، وهذا أقل بكثير من أداء معظم المؤشرات.
ماذا عن خبراء الصناديق الاستثمارية في المملكة؟
يوضح الجدول "أفضل صناديق الاستثمار السعودية أداء للنصف الأول 2022" أداء أفضل عشرة صناديق استثمارية سعودية مختصة في الأسهم غير الدولية، وفقط تلك التي تدير أموالا بأكثر من 100 مليون ريال. ومنها يتضح أن الأداء تراوح بين 11.18 و15.98 في المائة، وذلك أفضل بكثير من أداء مؤشر الأسهم السعودية الذي حقق ارتفاعا بمقدار 2.14 في المائة للفترة ذاتها. بحسب إحصائيات هيئة السوق المالية للربع الأول من 2022، يبلغ حجم الأصول المدارة من قبل هذه الصناديق أكثر من 215 مليار ريال، معظمها صناديق تختص بتنمية رأس المال، وهي الجداول التي نستعرضها في تقريرنا هذا.
في المقابل هناك الجدول "أسوأ صناديق الاستثمار السعودية أداء للنصف الأول 2022" الذي يرصد أسوأ عشرة صناديق استثمارية من حيث الأداء، وهي كذلك صناديق مختصة في الأسهم غير الدولية وتدير أصولا بأكثر من 100 مليون ريال. ونلاحظ أن أسوأ أداء كان سالب 4.54 في المائة وكان من نصيب صندوق يختص بتنويع الأصول ويتبع استراتيجية متحفظة. ورغم كون ذلك أسوأ أداء في القائمة، إلا أنه مقارنة بحركة المؤشر العام وأداء الوسائل المالية عموما فهو لا يعد سيئا للغاية.
ماذا عن أداء الخبراء المحليين في الأسهم الدولية؟
هناك صناديق استثمار محلية تستثمر في الأسواق العالمية، معظمها في الأسهم الأمريكية وقليل منها في الأسهم الأوروبية واليابانية والصينية. نجد أداء هذه الصناديق في الجدول "الأفضل أداء للنصف الأول 2022 - أسهم دولية"، ومنها نجد أن الصناديق التي تدير استثمارات بأكثر من 100 مليون ريال تراوح أداؤها بين سالب 1.55 في المائة، وهذا أفضلها، وسالب 29.69 في المائة وهذا أسوأها أداء. ومقارنة بأداء مؤشر داو جونز للفترة نفسها البالغ سالب 15.30 في المائة نجد معظم الصناديق المحلية كان أداؤها أسوأ من ذلك، لكن لا ننسى أن مؤشر داو جونز غالبا ليس المعيار المناسب للمقارنة، حيث تستثمر هذه الصناديق غالبا في أسهم نمو عال ولا تخلو من أسهم شركات التقنية.
لذا فقد تكون المقارنة العادلة هي أن نقارن أداء الصناديق المحلية التي تستثمر في الأسواق الأمريكية بمؤشر ناسداك الذي جاء أداؤه في النصف الأول من 2022 سالب 29.51 في المائة، وهنا نجد أن جميع الصناديق الواردة في الجدول كان أداؤها أفضل من ذلك.
هل صناديق الاستثمار تناسب الجميع؟
صناديق الاستثمار العامة عبارة عن محافظ تدار من قبل إخصائيين يعملون في مؤسسات مالية مرخصة تعمل وفق استراتيجيات وأهداف استثمارية محددة، وبالتالي فهذه الصناديق هي الوسيلة المفضلة لمن لا يملك المعرفة أو الوقت اللازم للقيام بالاستثمار بنفسه، وهي بالطبع لا تناسب جميع المستثمرين لكن هي الخيار الأنسب لكثير من الناس ممن اتخذ قرارا بالاستثمار في الأسواق المالية.
ميزة الصناديق الاستثمارية في المملكة والخارج، هي أن هناك أنواعا كثيرة منها يستطيع المستثمر اختيار المناسب لتطبيق ما لديه من استراتيجية، سواء في أنواع الأصول المراد الاستثمار بها أو المناطق الجغرافية التي يرى المستثمر ضرورة الاستفادة منها.
كيف يقوم الشخص باختيار صندوق الاستثمار؟
قبل اختيار الصندوق يجب على الشخص تحديد درجة المخاطرة التي يقبل بها، وتحديدا تعني تحديد أقصى مدة يستطيع ترك أمواله لدى الصندوق، وتحديد نسبة الانخفاض في سعر الصندوق الممكن له تقبلها في أي وقت من الأوقات. عندما يتم تحديد المدة ونسبة الانخفاض يستطيع الشخص أن يحدد نوع الصندوق، هل هو مختص بالأسهم أو السندات أو السلع أو العقار، أو متنوع، أو أن يكون صندوقا يستثمر في عدد من الصناديق، ما يسمى صندوق الصناديق.
توجد في موقع شركة السوق المالية "تداول" صفحات خاصة بصناديق الاستثمار يمكن من خلالها استعراض جميع الصناديق المتاحة واختيار الصندوق المناسب بسهولة.
هل أداء الصناديق دائما أفضل من حركة مؤشر الأسهم؟
الصناديق المتميزة عادة تكون لديها إدارة متميزة، ورغم ذلك لا يمكن الاستمرار بالأداء نفسه من عام لآخر، وإذا كان الصندوق يدار بطريقة نشطة ودون محاكاة لأداء مؤشر استرشادي، فمن الممكن أن يكون الأداء متذبذبا أكثر وأكثر. ورغم ذلك يمكن من خلال موقع "تداول" مشاهدة أداء الصندوق لعدة أعوام، وليس فقط لعام واحد، ومنها يمكن أن يستشف المستثمر مدى احترافية إدارة الصندوق وتميزها.
خاتمة
ركز هذا التقرير على أداء وسائل استثمارية عديدة لأول ستة أشهر من عام 2022، وهي البداية غير المشجعة لأداء معظم الوسائل الاستثمارية، والهدف من استعراض أداء عدة وسائل وأسواق مالية هو إعطاء المتابع فرصة الاطلاع على تنوع الأداء، ولا سيما أن هذه نتائج أعمال كبار الخبراء ومديرو الأصول حول العالم.
ورأينا كيف أن هناك علاقة بين مستويات التضخم وتراجع سعر صرف العملة وتأثير ذلك في أسواق الأسهم خصوصا، حيث تتجاوب أسهم الشركات بشكل يعوض هبوط سعر الصرف، وهو ما رأيناه في الأسهم التركية وإلى حد ما في الأسهم الإندونيسية. وذكرنا أن الاستثمار في الصناديق الاستثمارية يناسب فئات كثيرة من المستثمرين ممن ليس لديهم الوقت الكافي وربما كذلك لا يملكون الخبرة الكافية لإدارة استثماراتهم بأنفسهم. وفي نهاية المطاف لا تختلف صناديق الاستثمار في وجود عنصر المخاطرة بها كغيرها من الوسائل حتى إن كانت تدار من قبل خبراء ماليين لديهم العلم والمعرفة والخبرة.

الأكثر قراءة