رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


سارة ووكر

نشأت الفتاة الأمريكية السمراء سارة ووكر في بيئة فقيرة وعانت اليتم وهي في السابعة، حين بلغت 14 تزوجت ونظرا إلى صعوبة العيش وقتها في مجتمع ينظر إلى السود نظرة عنصرية، فقد اضطرت للعمل في حقول القطن في ظروف قاسية، في سن الـ20 أصبحت أرملة تحمل على يدها طفلة صغيرة. اتجهت إلى العمل في غسل الملابس للناس مقابل أجر لا يتجاوز الدولار والنصف في اليوم، ثم تزوجت مرة أخرى من زوج كان يعنفها ويسيء معاملتها، وتحت ركام كل هذه الحياة البائسة والفقر والضغوط النفسية المتراكمة، أهملت سارة الاهتمام بشعرها، حيث كانت تقوم بربطه دوما ولا تهتم بنظافته وغسله بالشامبو، ما أثر سلبيا في صحته فأصيبت بالصلع في مقدمة شعرها، إضافة إلى التجعد الذي كان يجعل شكله قبيحا. لم يكتف زوجها بمعايرتها بشعرها الأصلع بل كان يخونها مع امرأة أخرى. ذات يوم زارتها بائعة متجولة تدعى آدي مونرو، كانت تقوم بالترويج لمنتج منزلي من صنعها يساعد على تقوية الشعر، ولأن سارة لم تكن تملك المال الكافي لشراء المنتج رغم احتياجها الشديد إليه، فقد اتفقت مع آدي أن تقوم بغسل ملابسها مقابل أن تجرب المنتج على شعرها الأصلع. في يوم ما عرضت سارة أن تعمل مندوبة عند آندي للترويج لمنتجها لكن الأخيرة رفضت بسخرية وطردتها من منزلها، ولأن الفشل هو الوقود الحقيقي الذي يشعل فتيل التحدي في أرواح الناجحين، فقد قررت سارة أن تتوقف عن غسل ملابس الآخرين وأن تبدأ صنع منتجها الخاص بتقوية الشعر للنساء السوداوات البشرة ممن يعانين الشعر الأجعد وبمساعدة ابنتها كانت المحاولات الأولى صعبة، وتحتاج إلى كثير من العمل والتجارب. اضطرت وابنتها لطرق الأبواب للترويج لمنتجها ورغم كل السخرية والرفض الذي كانت تتعرض له، إلا أنها لم تتوقف، بدأ منتجها يلاقي النجاح ثم أصبح الناس يتدافعون لشرائه، كما قامت باختراع الأمشاط الساخنة التي تساعد على تمليس الشعر. تزايدت الطلبات وارتفعت الأرباح على منتجات سارة ووكر في جميع الولايات المتحدة، وعندها قررت أن تفتتح مدرسة تجميل ومصنع يقوم بتصنيع مستحضراتها في 1908، وأصبحت تلك الفتاة السمراء التي كانت تقوم بغسل ملابس الآخرين مقابل دولار ونصف في اليوم من أثرياء أمريكا وسكنت في قصر فاخر في منطقة راقية يقيم فيها أثرى الأثرياء في العالم.
وخزة:
«لا تخيفك مرارة البدايات فالعبرة دوما في النهايات، إذا أردت أن تنجح في مشروعك الخاص كما نجحت سارة فاخرج فورا من دائرة الراحة التي سيمضى عمرك وأنت مسترخيا فيها».

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي