قراءات
نحو فلسفة علمية
"إننا نريد للفلسفة أن تكون شبيهة بالعلم، لكننا لا نريد أن نقرن الفلسفة بالعلم بالمعنى الذي يجعل الفلاسفة يشاركون العلماء في موضوعات بحثهم، فيبحثون في الفلك مع علماء الفلك، وفي الطبيعة مع علماء الطبيعة، وفي تطور الأحياء مع علماء البيولوجيا وهكذا.. لكننا نحب لهما أن يقترنا بعدة معان أخر، أولها التزام الدقة البالغة في استخدام الألفاظ والعبارات، التزاما يقرب الفيلسوف من العالم في دقة استخدامه للمصطلحات العلمية". مع بداية القرن الـ20 دخل العالم عصرا جديدا هو عصر العلم، حيث بات العلم هو السمة الأساسية فيه، وباتت أدواته هي المفردات الأولية لهذا، وكان من الطبيعي أن تنحو الفلسفة منحى جديدا يتوافق مع سمة العصر، فانتقلت من الأسئلة النمطية حول الإنسان والكون، إلى تحليل العبارات والجمل وربط الفلسفة بدنيا العلم ودنيا الحياة اليومية. وهو ما أطلق عليه الدكتور زكي نجيب محمود ثورة الفلسفة في القرن الـ20.
الحنين إلى الأوطان
قديم قدم الأوطان نفسها. ولما كان لدى الجاحظ طائفة من أخبار العرب في شأن ارتباطهم بأوطانهم، مساقط رؤوسهم ومهاوي أفئدتهم، أراد أن يؤلف ويجمع أجملها وأبدعها، ناقلا إلى القارئ صورة البدوي الذي تغربه الحواضر فيتوق إلى قيظ البادية، وظله المحدود على أرضها الشاسعة، وإلى عصاه المنغرزة في بواطنها، وأفكاره المحلقة في سمواتها. وكذلك يصف الجاحظ حال الملوك والجبابرة إذا حملتهم الأسفار الماتعة بعيدا عن أرض ميلادهم التليدة، فلربما اصطحب بعضهم في ارتحالاتهم حفنات من تربة الوطن يتقوون بتنشقها على وجع البعاد، ويوصي آخرون ذويهم بأن يدفنوهم في مغرسهم الأول إذا ما باغتهم الموت في بلاد الغربة، بينما يعد بعضهم المغتربين في عداد الهالكين، فكما قيل "الغريب كالغرس الذي زايل أرضه، وفقد شربه، فهو ذاو لا يثمر، وذابل لا ينضر".
الأمتعة
لا جدال في أنه من الصعب العيش من دون أمتعة. وفي هذا الكتاب الخفيف، تأخذنا الكاتبة سوزان هارلان في رحلة مع الحقائب التي تدعم حياتنا، وتكملها، وترافقنا فيها. يتطرق الكتاب أولا إلى ما يحدث في المطار أثناء انتظار حقيبتك، ثم تتحدث الكاتبة عن الأسرار التي قد تحملها الحقيبة. بعد ذلك توضح لنا - بوصفها حاصلة على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي - الفارق بين المعنى الإنجليزي لكل من "الأمتعة" و"المتاع"، وأصل الكلمتين لغويا. وبالطبع، لا يمكن للمرء التفكير في الأمتعة دون التفكير في حزمها، لذا يتناول أحد فصول الكتاب هذه النقطة بعناية، ويقدم للقارئ بعض النصائح المفيدة حول حزم الأمتعة بكفاءة. وإضافة إلى ذلك، تضيف الكاتبة لمسة شخصية من خلال التحدث عن الأمتعة التي تمتلكها شخصيا. وأخيرا، تنهي الكتاب بالتحدث عن الأمتعة المفقودة، وما يحدث لها.