رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


عالم بلا شهادات

جون هولدين من أغرب الشخصيات العلمية التي قد تقرأ عنها، عالم أحياء ووراثة بريطاني فذ، اكتسب شهرته من قدراته التي ليس لها مثيل، التفكير المنطقي ووضوح الرؤية في الرياضيات والعلوم والدمج بين علم الوراثة والرياضيات، ورغم أنه درس في أكثر من جامعة وكان أستاذا متخصصا في أكثر من علم، إلا أنه لم ينل درجة علمية قط في العلوم التي عمل فيها أو درسها في الجامعات.
ولد هولدين في 1892 في بريطانيا، ووصف بأنه "آخر رجل يعرف كل ما تجب معرفته". بنيت سمعته على عمله في مجال الوراثة، لكن خبراته كانت واسعة النطاق بشكل مذهل.
تأثر جون بوالده عالم وظائف الأعضاء، الذي أجرى عديدا من التحقيقات المهمة حول اضطرابات الجهاز التنفسي التي يعانيه مجموعة متنوعة من الناس، مثل: سكان الأحياء الفقيرة، عمال المناجم والصيادين، وعمال الصرف الصحي. واكتسب منه متعة البحث واحترام الطبقة العاملة والتعاطف معها.
بدأت علاقة هولدين بعلم الوراثة في الثامنة من عمره، حين اصطحبه والده للنادي العلمي لجامعة أكسفورد. وفي سن الـ13 شارك جون والده في تجربة للبحث في مرض "تخفيف الضغط" أو داء الغواص. تلقى بعد ذلك منحة لدراسة الرياضيات في أكسفورد وبعد العام الأول من الدراسة شارك والده في أحد أبحاث التحليل الرياضي. ورغم أنه لم يحصل أبدا على أي درجة علمية في العلوم، إلا أنه كان يمكنه شرح أحدث الأعمال في الفيزياء والكيمياء والأحياء ومجموعة من التخصصات الأخرى. كان بإمكانه أن يقرأ أجزاء كبيرة من الشعر باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية واليونانية القديمة. كان عالما كبيرا بكل المقاييس، لديه من العلم والمعرفة ما يجعله لا يخشى مواجهة أي شخص والدخول معه في قتال حول أي من الموضوعات.
نال شهرة واسعة بسبب عمله في الصحافة ومشاركاته الإذاعية وكتبه في العلوم التي كانت دائما من ضمن الأكثر مبيعا، لأنها كتبت بأسلوب بسيط يفهمه عامة الشعب. تطوع في الحرب العالمية الأولى وكتب هناك ورقة علميه مع أخته حول علم الوراثة في الفئران ليكون بذلك الجندي الوحيد الذي كتب ورقة علمية أثناء المشاركة في الحرب.
بعد الحرب، حاز هولدين منحة أخرى في نيو كوليدج أكسفورد حتى 1919 حيث حاضر في علم وظائف الأعضاء الذي لم يدرسه قط. نشر أعمالا مهمة عن الأنزيمات، ركز فيها على استخدام الرياضيات لعرض مشكلات في علم الوراثة النظري. ولازمه حب العلم حتى بعد وفاته حيث تبرع بجسده للدراسات الطبية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي