إدارة التغيير
يعيش العالم حالة من التحولات الكبيرة التي تجلب معها أنماطا سلوكية ومعيشية مستجدة، وإذا نظرنا إلى عالم الأعمال نجده يعيش حالة تحول أكبر وأكثر عمقا. هذه التحولات تستدعي بناء قدرات مميزة في مجال مساعدة المجتمعات والكيانات المختلفة على التفاعل والانخراط في الموجة المتطلبة الجديدة.
تستطيع كل المجتمعات أن تسهم في التطور والتحولات التي نراها كل يوم وبإمكان المنظومات المختلفة تسريع عملية التقبل، ومن ثم الإبداع في التعامل مع التقنيات والتحولات البيئية المستجدة، هذا الأمر يستدعي إيجاد بنية أساس تعين الإنسان على التفهم والتقبل والتفاعل السريع مع المستجدات. هذه الميزة تحقق التنافسية في البيئات القادرة على تبني التغيير كسمة مهمة من سمات العصر.
يمكن القول إن أصعب عنصر في مواجهة التغيير هو الإنسان، فرغم كون حياته مبنية على التغيير المستمر سواء في الناحية البيولوجية أو الفكرية أو النفسية، إلا أنه مع مرور الوقت يميل إلى محاولة البقاء على نظام وتناغم محدد يرى فيه الأمان.
الخوف هو ما يدفع الناس إلى مقاومة التغيير، وقد أثبتت دراسات علمية كثيرة أنه حتى الذين يعانون ويعيشون في أوضاع غير إيجابية، يميلون للهروب من التغيير بحكم الخوف من المجهول، وهناك كثير من الأمثلة التي يتم تداولها في المجتمعات ما يدفع نحو محاولة البقاء على وضع قد لا يكون سعيدا أو صحيا بسبب هذا الخوف.
كثير من المرضى يخافون الذهاب للمستشفيات بل ويقاومون محاولات علاجهم بسبب الخوف من القادم. لعل أكثر جملة تفيد في هذا الإطار هي قول روزفلت، "ليس هناك ما يجب الخوف منه سوى الخوف نفسه". إذا تجاوز الكل عنصر الخوف يمكن أن يدخلوا في عالم جديد بتحديات جديدة ومستقبل مختلف.
لعل من المهم أن أذكر هنا أن الشفافية، وتوضيح الحقائق من أهم عناصر إزالة الخوف. كجزء من التخطيط للتغيير، فكلما فهم الناس الهدف من التغيير الذي نريده سواء كان صغيرا أو كبيرا، كان قبولهم للخطوات التالية أوضح، وساعد على تحقيق الأهداف بشكل متسارع.
يهتم علماء الإدارة بكثير من العناصر الأخرى التي تنضوي تحت تخطيط التغيير ومن أهمها المبدعون في المؤسسة الذين يملكون داخلهم القدرة على تقبل الجديد، وهذا موضوع يستحق كلاما مفصلا لا تسمح المساحة بطرقه هنا.