شركات التكنولوجيا .. اجتماعات المساهمين مضيعة سنوية للوقت

شركات التكنولوجيا .. اجتماعات المساهمين مضيعة سنوية للوقت
جيف بيزوس، رئيس شركة أمازون، يتحدث في اجتماع المساهمين السنوي.

في الأسبوع الماضي، عقدت شركة ميتا، مالكة فيسبوك، وتويتر وأمازون اجتماعات سنوية للمساهمين أتيحت للمستثمرين خلالها فرصة التصويت على قضايا تتعلق بالشركات. وقد فازت الشركات في كل تصويت تقريبا.
كان ينبغي أن تكون هذه اللحظة هي التي يترك فيها المساهمون بصمتهم. ففي الوقت الحالي تتعرض أسهم شركات التكنولوجيا لعمليات بيع مكثفة. ويجري المنظمون في جميع أنحاء العالم تحقيقات في الممارسات المناهضة للمنافسة ويصدرون على أثرها الغرامات، بينما يشتكي العاملون من سوء في المعاملة أدى بهم إلى الانضمام إلى النقابات. أما النمو فهو آخذ في الانخفاض وسط تعطل الإمدادات والحرب في أوكرانيا وارتفاع التضخم. وقد انهارت التقييمات في حقبة الجائحة. في المقابل رواتب المسؤولين التنفيذيين لا تزال في ارتفاع مستمر.
من المفترض أن تكون الاجتماعات السنوية ممارسة ديمقراطية بالنسبة إلى المساهمين. فإذا لم يكن المستثمرون راضين عن الطريقة التي تدار بها شركات التكنولوجيا، فهذا هو الوقت المناسب كي يأخذوا موقفا منها. هناك كثير من الأمور التي يمكن لهم أن يطالبوا بها. كالشفافية حول الاستثمار، مثلا، ومزيد من التفاصيل حول تكلفة القوى العاملة المتنامية، والخطط المقترحة لمعالجة الأضرار التي تلحق بالسمعة.
لكن في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة، يعد الاجتماع السنوي إجراء روتينيا أكثر منه في أي مكان آخر. حتى في الشركات التي يمكن للمساهمين أن يحدثوا فيها فرقا، نادرا ما تتعارض أصواتهم مع مجالس الإدارة. والإدلاء بمعظم الأصوات يتم من قبل مستثمرين لا يحضرون هذه الاجتماعات. فقد جعلت الجائحة حضورهم بشكل شخصي أمرا نادر الحدوث.
في شركات التكنولوجيا مثل ألفابيت وميتا وسناب، التي يسيطر المؤسسون فيها على حقوق التصويت، تكون الاجتماعات السنوية بشكل خاص عديمة الجدوى. يتحكم الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج في شركة ميتا والمعارضة فيها رمزية. اقترح المساهمون هذا العام أن تنشر ميتا مزيدا من التفاصيل حول البنود المخفية في صفقات التوظيف، مثل اتفاقيات عدم الإفصاح، التي يمكن أن تستخدم لحماية الأسرار التجارية. لكن يمكن أيضا استخدامها لإخفاء المشكلات التي تقع داخل الشركة. وقد تم التصويت على هذا المقترح بالرفض.
لا تملك أمازون فئة خاصة من الأسهم تمنحها خصوصية كبيرة للإشراف. لكن المؤسس جيف بيزوس يتمتع بقوة تصويتية تقترب من 13 في المائة. وفي اجتماعها الأخير، صوت المستثمرون على 19 مقترحا، 15 منها طرحت من قبل المساهمين. غير أن كل مقترح بقيادة المساهمين يتحدى الشركة للتغيير قد تم التصويت عليه بالرفض، بما في ذلك طلب إجراء تدقيق مستقل لظروف العمل في مستودعات الشركة. لكن المستثمرين وافقوا على حزمة المكافآت للرئيس التنفيذي، آندي جاسي، البالغة 212 مليون دولار. حدث ذلك على الرغم من إشارة خدمات المساهمين المؤسسيين التابعة للمجموعة الاستشارية بالوكالة إلى أن الأجر غير مرتبط بأداء الشركة ويجب التصويت ضده.
كانت الأصوات متقاربة أكثر من المعتاد بشكل ملحوظ. المقترح الذي يسعى إلى الحصول على تقرير عن نشاطات الضغط التي تمارسها أمازون والإنفاق حصل على 47 في المائة من أصوات المساهمين. فقط 56 في المائة من المساهمين أيدوا مقترح رواتب المسؤولين التنفيذيين. هذا أقل من نسبة التصويت التي بلغت 81 في المائة العام الماضي.
غير أن معارضة المساهمين تؤدي أحيانا إلى التغيير عندما يمثل المتمردون أقلية ذات أهمية بارزة. وقد وافقت أمازون على إجراء تدقيق حول المساواة العرقية لقوتها العاملة، مثلا، بعد فشل القرار في اجتماع العام الماضي.
تمنح الاجتماعات السنوية المجموعات ذات المصالح الخاصة فرصة للتعبير عن القضايا التي تشغلها. مثلا، تستطيع الجمعيات الخيرية استخدامها للضغط من أجل البيئة.
هناك عدد قليل أيضا من الحالات التي اتخذ فيها المساهمون إجراءات أكثر صرامة. في العام الماضي، صوت المستثمرون في مايكروسوفت لمصلحة أن تنشر الشركة تقريرا عن حالات التحرش الجنسي التي حصلت فيها. كان الهدف هو إيجاد "ثقافة المساءلة والشفافية، من أجل حماية الموظفين من التحرش وممارسة التمييز ضدهم". هذا التصويت الذي جرى على عكس ما أوصى به مجلس الإدارة، كان عقب تحقيق جرى في علاقة المؤسس المشارك بيل جيتس بإحدى الموظفات في الشركة.
مع ذلك، مجالس إدارات شركات التكنولوجيا تتجاهل في الأغلب المخاوف التي يتم طرحها في اجتماعات المستثمرين السنوية. حتى عندما يصوت المستثمرون ضد ما تراه مجالس الإدارات، فإن المجالس لا تتخذ دائما الإجراءات اللازمة. في شركة تويتر، منع المستثمرون إيغون ديربان، الرئيس التنفيذي المشارك لمجموعة الأسهم الخاصة، سيلفر ليك، من إعادة انتخابه لعضوية مجلس الإدارة. اعترضت جماعتان من المستثمرين على عضوية ديربان في مجالس إدارات أكثر من خمس شركات عامة. وبعد انتهاء التصويت، قدم ديربان استقالته.
لكن شركة تويتر رفضت قبول نتيجة التصويت، متذرعة بأن ديربان "عزز من قدرتها على الإشراف على استراتيجية إيجاد القيمة طويلة الأجل للشركة". مجموعة وسائل التواصل الاجتماعي في منتصف عملية استحواذ مثيرة للجدل بقيمة 44 مليار دولار من قبل إيلون ماسك رئيس شركة تسلا. ويعتقد أن ديربان تربطه علاقة جيدة مع ماسك.
تعزز مثل هذه الخلافات وجهة النظر عن الاجتماعات السنوية لشركات التكنولوجيا على أنها عروض جانبية ليس لها أي تأثير. مع ذلك، من المتوقع أن يكون هناك تحول بطيء في ميزان القوى في مجموعات التكنولوجيا. الانهيار في أسعار الأسهم سيؤدي إلى جعل الأقليات أقل إذعانا، ما يمنحهم قوة دفع أكبر باعتبار أنهم سيصبحون نشطاء محتملين. ومع تقدم مؤسسي هذه الشركات في العمر، سيقلص بعضهم من ممتلكاتهم وقوتهم في التصويت من أجل التنويع ومن أجل الاستثمار في مشاريعهم المفضلة.

الأكثر قراءة