«جبال الألب» .. بياض يتراجع واخضرار يتزايد

«جبال الألب» .. بياض يتراجع واخضرار يتزايد
جبال الألب في سويسرا.

تظهر قمم جبال الألب المكللة بالثلج على كثير من البطاقات البريدية، ولها شهرة واسعة في كل أنحاء العالم، لكن اللون الأخضر بدأ يحل مكان الأبيض على سلسلة الجبال، وهو ما رصدته الأقمار الاصطناعية.
هذا الاستنتاج توصل إليه باحثون سويسريون أجروا تحليلا لصور عالية الدقة لكل جبال الألب التقطت من الفضاء خلال الأعوام الـ38 الأخيرة.
وقالت سابين رامبف الأستاذة المساعدة في جامعة بازل والمعدة الرئيسة للدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس" للوكالة "الفرنسية"، لقد فوجئنا بصراحة بإيجاد مثل هذا الاتجاه الهائل للاخضرار.
ويعود السبب في ذلك إلى تراجع الغطاء الثلجي، ونمو الغطاء النباتي بفعل ارتفاع درجات الحرارة.
وسبق أن سجلت هذه الظاهرة في القطب الشمالي، وتتوافر معلومات وافية عنها، لكن لم تجر دراستها على نطاق واسع بعد فيما يتعلق بالمناطق الجبلية، علما بأن ارتفاع درجات الحرارة يحصل في هذين المكانين أسرع بكثير مما يحصل في غيرهما في العالم، وكان الباحثون يعتقدون أن آثار الاحترار فيهما ستكون متشابهة.
ولأغراض التحليل، حصر الباحثون دراستهم في المناطق التي يزيد ارتفاعها على 1700 متر فوق مستوى سطح البحر، مستبعدين بذلك الأراضي المستخدمة للزراعة. أما فوق هذا الارتفاع، فاستبعدوا الغابات أيضا.
وتبين لهم بالنتيجة أن الثلج لم يعد موجودا في الصيف على نحو 10 في المائة من المساحة التي شملتها الدراسة، في نهاية الفترة التي تم تحليلها، في حين كان موجودا في بدايتها.
وحصل نمو الغطاء النباتي بثلاث طرق مختلفة، بعضه نبت حيث لم يكن موجودا من قبل، وبعضه الآخر بات أطول وأكثر كثافة بسبب الظروف الأكثر ملاءمة، وأخيرا أصبح بعض الأنواع ينمو بشكل طبيعي على ارتفاعات أكثر انخفاضا وتكبر بسرعة أكبر وتمتد بسهولة أكبر إلى مناطق أعلى.
بحسب الدراسة، قسم كبير من مياه الشفة يأتي أولا من ذوبان الثلوج، بالتالي إذا لم تخزن المياه على شكل ثلج، تختفي بشكل أسرع عبر الأنهار.
إضافة إلى ذلك، يؤدي تراجع كمية الثلج إلى إحداث تغيرات في موائل بعض الأنواع المكيفة خصيصا لبيئة الجبال العالية المكللة بالثلوج، كجبال الألب.
كذلك يمكن أن يؤدي اختفاء الثلوج إلى الإضرار بقطاع سياحي هو التزلج.
أما الأثر الرابع فهو "عاطفي"، على ما وصفته سابين رامبف، إذ إن "جبال الألب بمنزلة رمز، وعندما يفكر الناس في سويسرا، في الأغلب يفكرون في جبال الألب".

الأكثر قراءة