عودة المدن وانبعاث الحضارات

في كل حقبة زمنية يكون هناك حضارات وأمم وقبائل ومدن تنمو وتزدهر وأخرى تندثر وتختفي مثل حضارة الفراعنة في مصر التي حكمت فترة زمنية طويلة، ثم اختفت مخلفة وراءها إرثا حضاريا عظيما ليخلفها شعب آخر وأمة أخرى تفوقها قوة مثل اليونان، وفي المكسيك نشأت حضارة المايا التي بقيت غير مكتشفة لفترة زمنية طويلة، وثبت أنها كانت تضاهي الفراعنة في القوة والعراقة والحضارة والتطور، ومع مرور الوقت ضعفت تلك الحضارات وهزلت واندثرت وأصبحت من الماضي، وبقى هناك حضارة كنا نعتقد أنها مدينة أسطورية من نسج الخيال ألا وهي مدينة أتلانتس المفقودة، التي لا تزال سرا حتى اليوم، وفي كل مرة يكتشف العلماء خيطا يوصلهم إليها!
واليوم يكشف لنا نهر دجلة عن سر من أسراره العظمى، عن مدينة بأكملها طمرتها مياه نهر دجلة قبل 3400 عام في محافظة دهوك ضمن إقليم كردستان بعد شهور من الجفاف الشديد الذي عاناه نهر دجلة وانخفاض مستوى مياهه.
وانحساره كواحد من أكثر الدول تضررا من تغير المناخ حيث شهد العراق ارتفاعا في درجة الحرارة دفعت الناس إلى سحب المياه من خزان الموصل للري!
يعتقد الباحثون أنها أطلال لمدينة "زاخيكو" مركز إمبراطورية ميتاني الممتدة من شمال العراق إلى تركيا مرورا بسورية ومن أهم ما بقي منها بضع مراسلات بين الملوك الميتانيين والملوك الأشوريين والمصريين إضافة إلى أقدم كتيب في التاريخ عن تدريب الخيل، ما يدل على أنها مملكة ثرية وقوية بما يكفي لتصنف ضمن ممالك "نادي القوى العظمى" الذي يضم مصر ومملكة الحثيين والبابليين والآشوريين.
وتم اكتشاف 100 لوح طيني قديم يحمل كتابات ومغلفا بظرف طيني والعجيب أنه لم يتأثر بكمية المياه التي تغمره وظل صامدا وكل الخوف من اختفائها مرة أخرى!
وفي المكسيك عثر علماء الآثار على أنقاض مدينة كاملة تعج بالقصور والأهرامات والساحات العامة، أثناء العمل على الموقع لتحويله إلى حديقة صناعية تعود إلى حضارة المايا، وهي من أعظم الحضارات في نصف الكرة الغربي وشملت عديدا من الدول من ضمنها المكسيك التي اكتشف فيها في 2020 أكبر وأقدم بناء أقامته حضارة المايا وهو عبارة عن برج مستطيل مبني من الحجر والطين يعتقد أنه بني قبل الميلاد بألف عام، وحسب علماء الآثار فإنها كانت مأهولة بين 600 إلى 900 بعد الميلاد وعاش فيها أكثر من أربعة آلاف شخص ينتمون إلى طبقات اجتماعية مختلفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي