عمالقة صناعة الصناديق يقتحمون سوق الصناديق المتداولة في البورصة
ينضم مصرف نيوبيرجر بيرمان ومجموعة من بعض أكبر المستثمرين في العالم إلى صناعة الصناديق المتداولة في البورصة للمرة الأولى، حيث يسعون إلى الحصول على موطئ قدم في القطاع سريع النمو الذي زاد الضغط على المديرين النشطين لتبرير أتعابهم.
شركة الاستثمار الأمريكية هي واحدة من مجموعة تضم مصرف مورجان ستانلي وشركتي "إس إي آي" و"ماثيوز آسيا" – تدير معا أصولا بقيمة ثلاثة تريليونات دولار – أطلقت أخيرا أول صناديقها المتداولة في البورصة، أو أشارت إلى عزمها على فعل ذلك.
هذه الشركات تتبع لجهات أخرى ذات ثقل تحولت أخيرا، مثل "تي رو برايس" و"دايمنشينال فند أدفايزورز" و"فيديرايتد هيرميس"، في اندفاعها لطرح صناديق متداولة في البورصة، حيث تكتسب المنتجات بسرعة حصة في السوق على حساب الصناديق المشتركة التقليدية.
يأتي طرح هذه الصناديق المتداولة في البورصة على خلفية انخفاض الأتعاب التي تتقاضاها الصناديق، في إشارة أخرى للنقد الذي يواجهه المديرون النشطون، حيث يستفيد المستثمرون من انتشار المنتجات السلبية الأرخص ثمنا. بصفتها مجموعة من الأوراق المالية التي تتبع أحد المؤشرات، تعد إدارة صندوق متداول في البورصة أرخص بالنسبة لمدير الصندوق مقارنة بالأدوات التقليدية المباشرة. عادة ما يتم تمرير مثل هذه المدخرات إلى المستثمر النهائي، إلى جانب الكفاءة الضريبية الفائقة – في الولايات المتحدة على الأقل – ما يعزز من جاذبية الصناديق.
في الولايات المتحدة، قفزت أصول الصناديق المتداولة في البورصة 185 في المائة إلى 7.2 تريليون دولار في الأعوام الخمسة حتى 2021، وفقا لمعهد شركات الاستثمار، بينما ارتفعت أصول الصناديق المشتركة 65 في المائة إلى 27 تريليون دولار خلال الفترة نفسها. على الصعيد العالمي، تضاعفت أصول الصناديق المتداولة في البورصة أكثر من ثلاث مرات لتصل إلى 10.1 تريليون دولار منذ 2015، وفقا لشركة إي تي إف جيه أي الاستشارية.
قال نويل آرتشارد، الرئيس العالمي لحلول الصناديق المتداولة في البورصة والمحافظ الاستثمارية في "أليانس بيرنشتاين": "إذا كنت تتحدث عن لقاء العملاء أينما كانوا، فإن أداة الصندوق المتداول في البورصة هي أداة نود تقديمها إلى جانب عروضنا الأخرى".
مصرف مورجان ستانلي، الذي لديه 1.4 تريليون دولار من الأصول الخاضعة للإدارة واحتل المرتبة الـ15 من حيث الحجم بحسب أحدث تقرير من شركة ويليس تاورز، يعد أكبر مزود للصناديق لا يقدم صناديق متداولة في البورصة.
مع ذلك، ذكرت مذكرة داخلية كتبها دان سيمكوفيتز، رئيس إدارة الاستثمار في المصرف، أن المصرف اتخذ "قرارا استراتيجيا" لإطلاق منصة صناديق متداولة في البورصة متعددة الأصول تقدم استراتيجيات نشطة ومنهجية هذا العام.
شارك مصرف مورجان ستانلي المذكرة، التي تم تداولها في آذار (مارس)، لكنه رفض التعليق على هذا الخبر.
بالنسبة لشركة أليانس بيرنشتاين، سيكون الوصول الوشيك لأولى صناديقها المتداولة في البورصة في الولايات المتحدة تتويجا لرحلة استمرت 12 عاما.
تقدمت بطلب لإطلاق صناديق متداولة في البورصة في 2010 وحصلت لاحقا على الموافقة من هيئة الأوراق المالية والبورصات، لكن لم يتم إطلاق الصناديق أبدا. في حين كانت "أليانس بيرنشتاين" تحاول المراوغة، اتخذت "كاثي وود" قرارا بالمغادرة في 2014 لإنشاء شركة أرك إنفيست، التي أطلقت منذ ذلك الحين مجموعة من الصناديق المتداولة في البورصة.
يبدو أن "أليانس بيرنشتاين" أعادت إحياء حماسها السابق لفكرة إطلاق صناديق متداولة في البورصة. مع ذلك، تقدمت بطلب في وقت سابق من هذا الشهر لطرح صندوقي "ألترا شورت إنكم" و"تاكس ديوريشن شورت" المتداولين في البورصة، وتتم إدارتهما على نحو نشط.
قال آرتشارد، استقطابه من شركة ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز في شباط (فبراير) لإدارة هذه العملية، إن "الحدث المهم" في عملية تحول "أليانس بيرنشتاين" النهائي إلى الصناديق المتداولة في البورصة كان قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في 2019 الذي بسط وسرع عملية الموافقة على الصناديق المتداولة في البورصة، بما في ذلك تلك المدارة بنشاط.
قال آرتشارد: "أزال القرار أحد الحواجز أمام دخول كثير من الشركات التي كانت تفكر في الدخول في مجال الصناديق المتداولة في البورصة. لدينا بصمة يغلب عليها النشاط. هذا التغيير في النظام دفع إلى النظر مرة أخرى، فيما إذا كان ينبغي علينا إطلاق صناديق نشطة متداولة في البورصة".
قال آرتشارد إن الصندوقين الأوليين المتداولين في البورصة التابعين لـ"أليانس بيرنشتاين" ينبغي إدراجهما في "أواخر الربع الثالث أو بداية الربع الرابع" وإنها تخطط "لعدة منتجات من منتجات الأسهم".
بينما تبدأ عملية طرح الصناديق في الولايات المتحدة، قال آرتشارد إن "أليانس بيرنشتاين" "لا تقيد" نفسها بأي منطقة. يجب أن تتمتع صناديقها الأولية المتداولة في البورصة بهيكل شفاف تماما، وهو أمر ضروري في الأسواق مثل أوروبا حيث لم تتم الموافقة بعد على حماية المحافظ الاستثمارية والهياكل شبه الشفافة وغير الشفافة الشائعة في الولايات المتحدة.
قال كيفين بار، رئيس وحدة إدارة الاستثمار في هيئة الأوراق المالية والبورصات، إن الشركة "تبحث عن شيء مختلف". أضاف: "في الحقيقة ليست هناك حاجة ماسة لمزيد من الصناديق السلبية المتداولة في البورصة".
كانت أولى ثمار هذه المساعي هي أربعة صناديق أسهم أمريكية تدار بشكل نشط وتعتمد على العوامل وبرأسمال ضخم، وتم تدشينها في 18 أيار (مايو). تدير هيئة الأوراق المالية والبورصات هذه الاستراتيجيات منذ 2013 في حسابات مدارة بشكل منفصل، متاحة فقط للمؤسسات والأثرياء. التسعير يمكن تحديده عند 15 نقطة أساس.
على الرغم من أن هيئة الأوراق المالية والبورصات تركز في البداية على السوق الأمريكية، إلا أن بار قال إنها "تبحث جديا" في إمكانية إطلاق الصناديق النشطة المتداولة في البورصة في أوروبا، مرة أخرى مع عدم كون الحاجة إلى الشفافية الكاملة عائقا. قال: "نشعر بالارتياح مع الشفافية. إنها ليست نهجا سلبيا حيث سيتمكن شخص ما من مراجحتها".
أطلق مصرف نيوبيرجر بيرمان أول ثلاثة صناديق متداولة في البورصة خاصة به في نيسان (أبريل) هذا العام. صناديق الأسهم المتخصصة التي تدار بنشاط تغطي الاستثمار في صناديق المستهلك الرقمي، وانبعاث الكربون والبنية التحتية، والصناديق المتعثرة المتداولة في البورصة، كل منها عند 55 نقطة أساسية.
المجموعة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها تدير بالفعل 18 مليار دولار – من إجمالي 460 مليار دولار – في صناديق الأسهم المتخصصة. أشار هاري رامانان، رئيس قسم المعلومات لاستراتيجيات البحث العالمية، إلى "إمكانية تحقيق الكفاءة الضريبية" في توسيع هذا النطاق ليشمل الصناديق المتداولة في البورصة.
كما تسير شركة ماثيوز آسيا في مسار الأسهم النشط الشفاف، حيث تقدمت في نيسان (أبريل) لطرح لثلاثة صناديق متداولة في البورصة تركز على الأسواق الناشئة والمبتكرين الآسيويين والصين، التي تعتمد على صناديقها المشتركة القائمة في هذه المجالات.
قال جوناثان شومان، الرئيس العالمي للتوزيع في شركة ماثيوز آسيا: "بينما نعتقد أن الصناديق المشتركة ستستمر في تقديم المنافع لكثير من المستثمرين، شهدنا اهتماما متناميا من جانب شركات الوساطة المالية والمستثمرين النهائيين الذين يرغبون في الاستفادة من المنافع التي تقدمها الصناديق النشطة المتداولة في البورصة".
ربما حددت شركة ماثيوز آسيا ثغرة محتملة في السوق، بالنظر إلى النقص النسبي في الصناديق النشطة المتداولة في البورصة الآسيوية أو التي تركز على الصين في الوقت الحالي.
لكن قد يتعين على جميع المتأخرين للدخول في سوق الصناديق المتداولة في البورصة أن يجدوا مجالاتهم الخاصة من أجل الحصول على موطئ قدم في صناعة تهيمن عليها صناديق "بلاك روك" و"فان جارد" و"ستيت ستريت"، التي لا تزال تشكل معا أكثر من ثلاثة أرباع السوق الأمريكية.
عندما سئل كيف يمكن أن تتحدى عروض شركة إس إي آي قادة السوق الثلاثة، أجاب بار: "نحن لا نرى أشخاصا يقدمون هذه المنتجات. هذه منتجات متمايزة. كما أنها ليست استراتيجية ’أنا أيضا‘".