مستثمرون أجانب يخوضون معركة للسيطرة على شركة عقارات صينية
المساهمون الدوليون الذين سيطروا على مجموعة نام تاي الصينية للعقارات، يخوضون معركة مضى عليها ستة أشهر لإقصاء إدارة المجموعة، الأمر الذي يسلط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المستثمرون الأجانب الذين يتطلعون للسيطرة على أصول في سوق العقارات المضطربة في البلاد.
"نام تاي" المدرجة في الأسواق الأمريكية، التي تمتلك عقارات في مدينة شينزن سريعة النمو، كانت في قلب معركة قانونية طويلة الأمد بين "كايسا"، أحد أكبر المطورين في الصين، و"إيسزو"، وهو صندوق صغير مقره نيويورك يمتلك ما يقل قليلا عن خمس "نام تاي". من بين المساهمين الدوليين البارزين الآخرين الملياردير الأمريكي بيتر كيلوج، وشركة أويسيس مانجمنت ـ مقرها هونج كونج.
سلط الخلاف الضوء بشكل بسيط على التحديات التي تواجه المستثمرين الأجانب في صناعة العقارات الواسعة في الصين، التي تأثرت بسلسلة من حالات التخلف عن السداد الدولية من قبل مطورين مثل "كايسا" و"إيفرجراند"، وهي الآن عالقة في حملة حكومية لتحقيق سياسة صفر كوفيد التي تحد بشدة من إمكانية الوصول إلى البلاد.
قال مساهمون إنهم لم يتمكنوا من السيطرة الكاملة على إدارة أعمال "نام تاي" اليومية، على الرغم من التصويت الذي أعاد تشكيل مجلس إدارتها في تشرين الثاني (نوفمبر) والانتصار القانوني الذي أسقط قضية أسهم مثيرة للجدل التي تم رفعها في 2020.
ادعى المستثمرون أن وانج جياباو، الرئيس التنفيذي السابق لشركة نام تاي في البر الصيني، رفض تسليم الإدارة اليومية للأعمال بالكامل ويحتفظ بالسيطرة على "الأختام".
بدأت "نام تاي" شركة إلكترونيات في سبعينيات القرن الماضي. لكن مع مرور الوقت، تحولت إلى شركة عقارية بعد أن ارتفعت قيمة العقارات في شينزن، وهي مركز تكنولوجي على حدود هونج كونج. ارتفعت أسعار العقارات السكنية في المدينة أكثر من ثلاثة أضعاف منذ 2011، وجذبت أصولها انتباه المستثمرين في الولايات المتحدة، حيث تم إدراجها لأول مرة في بورصة ناسداك، ثم أدرجت في 2003 في بورصة نيويورك. اشترت "إيسزو" في البداية حصة في 2017.
قال بريان شيهي، رئيس إيسزو، وهي شركة يستخدمها بشكل أساسي لاستثمار نحو 300 مليون دولار من أمواله الخاصة، "اعتقدت أنه كان أرخص سهم رأيته في مسيرتي المهنية التي دامت 20 عاما في وول ستريت، واتضح أن الأسهم الرخيصة تم استثمارها في عقارات مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية في شينزن، التي تعد بالنسبة لي أكثر مدينة مثيرة على وجه الأرض".
التوترات بين المستثمرين الأجانب في "نام تاي" و"كايسا"، التي كانت حتى وقت قريب مساهما رئيسا، تفاقمت في 2020 عندما حاولت "إيسزو" إجبار أحد المساهمين على التصويت لتغيير استراتيجية الشركة في أعقاب انخفاض في سعر السهم.
قبل التصويت، أصدرت "نام تاي" أسهما جديدة بقيمة 170 مليون دولار لشركة تابعة لـ"كايسا"، ما أدى في الواقع إلى زيادة حصة المطور من 24 إلى 44 في المائة. قامت محكمة في جزر فيرجن البريطانية، حيث أسست "نام تاي"، بإسقاط قضية الحقوق.
لكن أغلبية عائدات قضية الحقوق تم استثمارها بالفعل في أحد صناديق "كريدي سويس" الذي تعرض بشدة لشركة جرين سيل للخدمات المالية، التي انهارت في أوائل 2021. تم إنهاء الصندوق في آذار (مارس) 2021 وقالت شركة نام تاي "ليس هناك ما يضمن إمكانية استرداد عائداتنا بالكامل".
ثم في أواخر العام الماضي، تخلفت شركة كايسا - ثاني أكبر مطور مثقل بالديون في أسواق السندات الدولية بعد "إيفرجراند" - عن سداد ديونها. نتيجة لذلك، فقدت السيطرة على أسهمها في "نام تاي".
استولى "دويتشه بانك" على حصة "كايسا" في "نام تاي" بعد أن تخلفت الشركة عن سداد قرض من المقرض الألماني العام الماضي، كما تظهر السجلات في الولايات المتحدة. تم التعهد بالأسهم في "نام تاي" كضمان مقابل القرض.
هذا العام، باع "دويتشه بانك" الأسهم، أو نحو 20 في المائة من الشركة، لشركة أويسيس مانجمنت، وفقا لأشخاص مطلعين على الصفقة. امتنع "دويتشه بانك" عن التعليق. قالت "أويسيس" إنها "تجري حوارا نشطا مع جميع الأطراف من أجل حل متبادل المنفعة".
لكن حتى بعد إزالة حصة ملكية "كايسا" في "نام تاي"، استمرت الشركة في الشكوى من تأثيرها الملحوظ. في بيان نشر في شباط (فبراير) الماضي، اتهمت وانج، الذي عمل سابقا بشكل مباشر في شركة كايسا في شينزن، بـ"التآمر" مع شركة تابعة للمطور.
أشار شخص آخر مطلع على الوضع إلى أن وانج كان من المرجح أن يبقى في منصبه حتى بعد انتهاء المفاوضات بشأن إدارة الشركة. رفضت "كايسا" التعليق.
التحديات التي يواجهها مستثمرو "نام تاي" تشبه تلك التي يواجهها دائنو "إيفرجراند"، التي بدأت التخلف عن سداد المدفوعات المتعلقة بالسندات الدولية في أيلول (سبتمبر) 2021، وهي غارقة في عملية إعادة هيكلة مطولة وغير شفافة.
يأمل المستثمرون الخارجيون في "إيفرجراند" في استرداد بعض الأموال من خلال اللجوء إلى الشركات التابعة، المدرجة في البورصات خارج البر الصيني - كما هي الحال مع "نام تاي".
لكن هذه الشركات التابعة تعتمد عادة على الأصول والتدفقات النقدية داخل البر الرئيسي. في حالة "نام تاي"، قال مستثمر من هونج كونج، غير مشارك في الشركة، إنهم "لا يستطيعون تخيل" كيف يمكن للمستثمرين الأجانب الذهاب إلى الصين والقول، "أنا المساهم، وأنا أتحكم في الشركة".
تشير "إيسزو" إلى الجانب الإيجابي من افتقار"نام تاي" النسبي للديون، على عكس الرافعة المالية الهائلة التي تدعم الميزانيات العمومية للمطورين الآخرين.
قال مايكل كرايسينتي، رئيس "نام تاي"، إنه يأمل "في تنفيذ عديد من الاستثمارات في الصين، ولا سيما في منطقة الخليج الكبرى، بعد أن استحوذنا على الشركات التابعة للصين"، في حين أن كيلوج، الملياردير الأمريكي، الذي حقق مليارات من بيع شركات الوساطة "سبير" و"ليدز" و"كيلوج" في 2000 وهو عضو في مجلس إدارة "نام تاي" قال، "ما حدث في الأشهر الأخيرة فقط يقوي إيماني بأن المعركة كانت تستحق العناء وسننتصر في النهاية".
لكن على الرغم من الارتفاع الكبير في العام الماضي، فقدت أسهم الشركة نحو 60 في المائة من قيمتها في 2022 وتبلغ قيمتها الآن 165 مليون دولار فقط. الأسبوع الماضي، تم إيقاف تداولها في بورصة نيويورك بسبب "مخاوف تنظيمية".
في وقت سابق من هذا العام أشار شيهي، رئيس شركة إيسزو، إلى أن سعر السهم "لا يعكس القيمة الأساسية للعقار". قال، "أجد هذا محيرا لأن هذه من أهم أسهم العقارات في الصين".