أول مصنع إفريقي للقاحات كوفيد مهدد بالإغلاق .. لا يوجد عملاء

أول مصنع إفريقي للقاحات كوفيد مهدد بالإغلاق .. لا يوجد عملاء

تم الترحيب بتوقيع اتفاقية ترخيص في أواخر العام الماضي لشركة آسبن فارماكير في جنوب إفريقيا لتعبئة وبيع لقاحات كوفيد- 19 من جونسون آند جونسون في جميع أنحاء إفريقيا، باعتباره شريان حياة لقارة خسرت خلال الاندفاع نحو اللقاحات في وقت مبكر من الوباء.
لكن بعد ستة أشهر، أصبح المصنع على وشك الإغلاق بسبب نقص الطلب.
عندما سئلت أجنيس موهيل (70 عاما) عما إذا كانت ستحصل على جرعة معززة بعد تلقيها جرعتين من لقاح شركة فايزر العام الماضي، لم تر هدفا وراء ذلك. قالت المتقاعدة التي تعيش في سويتو، أكبر البلدات القريبة من جوهانسبرج، "لا أعرف ما الغرض منها. لن أحصل على الجرعة الثالثة. أنا لست قلقة".
يعكس إحجام موهيل عن السعي للحصول على مناعة إضافية تباطؤا في الطلب في جنوب إفريقيا، حيث تلقى 5 في المائة فقط من الأشخاص حقنة معززة وأقل من ثلث السكان البالغ عددهم 60 مليونا تلقوا جرعتين من اللقاح. إنه جزء من اتجاه أوسع عبر إفريقيا يساعد على تفسير سبب الشك في مستقبل أكبر مصنع للقاحات في القارة.
كان عدد الوفيات من كوفيد- 19 في جميع أنحاء إفريقيا أقل من الوفيات في القارات الأخرى. وفقا لتحليل منظمة الصحة العالمية، شكلت إفريقيا 8.3 في المائة فقط من 14.9 مليون حالة وفاة في العالم أثناء الوباء، على الرغم من وجود 16.7 في المائة من سكان العالم في القارة السمراء. يقول بعض الخبراء إن معدل الوفيات المنخفض قد يعود إلى أن إفريقيا هي أصغر قارة عمرا، بمتوسط عمر 19.7 مقابل 42.5 لأوروبا.
الإحجام عن تلقي اللقاحات - وسوء البنية التحتية الصحية - يعني أن إفريقيا يمكن أن تستمر في التأثر بالوباء لفترة طويلة بعد أن أصبح كوفيد مرضا متوطنا في أماكن أخرى، ما يؤدي إلى ظهور متحورات جديدة أكثر فتكا، كما يقول الخبراء. في الوقت نفسه، الخسارة المحتملة من إنتاج اللقاحات المحلية قد تجعل القارة غير مستعدة لمواجهة الأمراض في المستقبل.
قال الدكتور أيواد ألاكيجا، الرئيس المشارك لتحالف توصيل اللقاحات في إفريقيا، "يؤثر نقص الزخم في اللقاحات في حالة الاستعداد الديناميكية لدينا للمتحور التالي أو التهديد الفيروسي التالي. إنه يعرض جهود إنتاج اللقاحات المحلية والإقليمية للخطر".
كفاح المصنع من أجل البقاء لا يبشر بالخير بالنسبة إلى الجهود المبذولة لتنمية إنتاج اللقاحات في إفريقيا. في بداية جائحة كوفيد لم يكن هناك سوى أربع دول إفريقية لديها القدرة على تصنيع اللقاحات، جنوب إفريقيا ومصر والسنغال وتونس. الآن، هناك 15 دولة إفريقية لديها مشاريع تصنيع لقاحات قيد الإعداد.
بعد أيام قليلة من الموعد النهائي المحدد لهدف منظمة الصحة العالمية للدول لضمان حصول 70 في المائة من سكانها على التطعيم المزدوج ضد كوفيد- 19 بحلول حزيران (يونيو) 2022، حققت دولتان إفريقيتان فقط - موريشيوس وسيشيل - هذا الهدف. المغرب ورواندا تقتربان منه.
تلقى 17.4 في المائة فقط من سكان إفريقيا تحصينا مزدوجا، وهي أقل نسبة بين جميع القارات. في دول الاتحاد الأوروبي، النسبة المكافئة للحاصلين على التطعيم المزدوج ضد كوفيد- 19 تقف عند 73.5 في المائة.
قال الدكتور جون نكينجاسونج، مدير المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن هدف 70 في المائة بحلول منتصف 2022 "من الواضح أنه لا يمكن تحقيقه بالنسبة إلى معظم الدول في إفريقيا" يجب أن يكون الهدف بحلول نهاية العام.
مع ذلك، يعتقد عديد من مسؤولي الصحة العامة، بشكل خاص، أن الهدف بعيد المنال الآن بسبب التردد في تلقي اللقاح والمستويات العالية من الإصابة السابقة. يشير تحليل لمنظمة الصحة العالمية إلى أن نحو ثلثي الأفارقة ربما يكونون قد أصيبوا بنهاية العام الماضي، حتى قبل أن يجتاح المتحور أوميكرون القارة.
اعترف مسؤول سابق رفيع المستوى في الاتحاد الإفريقي شارك في إطلاق اللقاح، بأن هدف الوصول إلى 70 في المائة لم يعد مناسبا لمعظم الدول الإفريقية لكن لم يتم إلغاؤه لأن "لا أحد يريد أن يكون أول من يقول إننا ألغيناها".
قال كريس فيك، اختصاصي العلاقات العامة في كوفيد كومس إس أيه، وهي مجموعة متطوعة تعمل على التواصل بشأن التطعيم، إن الطلب في جنوب إفريقيا انخفض تدريجيا بسبب "الشعور بالرضا عن النفس"، إذ يبدو أن عدوى المتحور أوميكرون أقل فتكا.
موجة خامسة أخيرة من العدوى كانت مدفوعة بنوعين فرعيين من أوميكرون ـ BA. 4 و BA. 5 - بلغت ذروتها بشكل كبير دون أن يلاحظها أحد في الحياة اليومية مع تأثير ضئيل على معدلات المرض الشديد أو الوفاة. أضاف فيك، "لقد سئم الناس من ذلك. أهمية التطعيم كإجراء وقائي تؤخذ على محمل الجد أقل بكثير من السابق".
ينعكس الشعور بالإعياء في جميع أنحاء القارة، حيث يتعين على مسؤولي الصحة العامة التعامل مع مجموعة واسعة من المشكلات. في نيجيريا، أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، حصل 8.1 في المائة فقط من السكان على جرعتين، بينما حققت إثيوبيا، ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان، أداء أفضل 18.5 في المائة.
البروفيسور ياب بوم، عالم الأوبئة الكاميروني والممثل الإقليمي لـ"إيبيسنتر أفريكا"، الذراع البحثية لمنظمة أطباء بلا حدود، قال إن كوفيد- 19 "تراجع كثيرا في قائمة الأولويات" الخاصة بالمخاوف الصحية في إفريقيا. "لديك سوء تغذية في بعض الدول، الملاريا، الكوليرا، الحمى الصفراء، الحصبة - لماذا تضع كوفيد أولوية؟".
في جنوب إفريقيا، الوقت المستغرق في البحث عن عمل لا يترك سوى قليل من الوقت للتطعيم. وجدت دراسات استقصائية أن مواقع التطعيم يتم إعلانها بشكل سيئ، ويصعب الوصول إليها، ويتم إغلاقها مبكرا جدا بالنسبة إلى العمال ومن يعيشون في المناطق الفقيرة.

الأكثر قراءة