رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«لا عاد تطبخون»

من المقاطع الطريفة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي حازت شهرة واسعة حتى أصبح كثيرون يستخدمونها كتعبير عن طلب التوقف عن فعل شيء ما، هو المقطع الذي يتعالى فيه صوت امرأة وهي تقول، "لا أحد يجي.. لا أحد يجي"، وعلى وتيرتها نفسها أقول لكل الأمهات في مجتمعنا، "لا عاد تطبخون"، وهذه ليست دعوة للتمرد والتخلي عن الواجبات المنزلية بل هي دعوة لتقدير النعم والمحافظة عليها من الهدر الذي يحدث في الفترة الأخيرة، فبعض من الأمهات يشتكين من كثرة الوقوف في المطبخ من أجل إعداد الطعام لأبنائهن ثم يفاجئن إما بعدم رغبتهم في طعام البيت وإما بدخولهم وهم يحملون أكياس الوجبات السريعة، ما يضطرهن للأكل هن وأزواجهن فقط ثم الخروج للبحث عمن يتصدقون عليهم بالطعام وإن لم يتسن لهم ذلك فسيتم وضعه في أكياس منفصلة ثم يخرج كل ليلة مع النفايات، ليت الأمر يتوقف على الإحباط الذي يصيب الأمهات لكان الأمر أهون، لكنه يتعداه إلى الهدر الغذائي وعدم تقدير النعمة والانفصال عما يجري في العالم من أزمات غذائية. هذه السلوكيات الخاطئة تجاه الطعام في منازلنا يجب أن تتغير ليس اختياريا بل إلزاميا، ففي تقرير لوزارة البيئة والزراعة والمياه أوضح أن الهدر الغذائي السنوي في المملكة نحو 4.066 مليون طن، كما بلغت نسبة الفقد الغذائي أكثر من 33 في المائة، أي أنها تتخطى 40 مليارا و480 مليون ريال سنويا، وهذه بلا شك أرقام مخيفة تستوجب التوقف طويلا من قبل الأمهات، خصوصا حين يعلمن أنه وحسب تقرير لجمعية إطعام الخيرية فقد بلغت مساهمة الفرد السعودي في الإهدار السنوي للطعام نحو 250 كيلوجراما. بعض أسباب الهدر الغذائي في الأسرة هو تأثر الأبناء بما يعرض على وسائل التواصل الاجتماعي من إعلانات تجارية لأكل المطاعم وطريقة العرض المغرية ما يدفعهم للنفور من الطعام المنزلي، أيضا رضوخ الأهل لرغبة الأبناء في شراء الوجبات السريعة بشكل شبه يومي وإمدادهم بالمال، وأيضا شراء الأطعمة التخزينية كالخضار والفواكه واللحوم فوق احتياج الأسرة.
حان الوقت لوقف الهدر الغذائي في الأسرة وسن قوانين أسرية صارمة تسهم في الحد من هذه الظاهرة كما تسهم في غرس مفهوم حفظ النعمة وشكرها والرضا بما هو موجود، ولن يكون ذلك إلا بمناقشة الأمر مع أفراد الأسرة من خلال حوار يتم فيه الاستماع لجميع الأطراف لمعرفة أين يكمن الخلل في هذا الهدر ثم وضع الحلول لمعالجته.
وخزة
"إلى أن يدرك الأبناء قيمة النعم ويتوقف الهدر في الأسرة (لا عاد تطبخون)".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي