1.8 مليار دولار استثمارات سوق مراكز البيانات في السعودية بحلول 2026
تعد المملكة من أهم دول منطقة الشرق الأوسط التي تستثمر بشكل كبير في مراكز البيانات، فقد أدى التطور المستمر في جودة الاتصالات والدعم الحكومي والنمو السريع في تبني واعتماد خدمات الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة وتقنيات إنترنت الأشياء، إلى وجود عوامل تمكين قوية لنمو صناعة مراكز البيانات في المملكة، وكانت جائحة كوفيد - 19 عاملا مهما لتسريع عمليات الرقمنة في عديد من القطاعات الحيوية داخل المملكة.
وبحسب التوقعات، سيشهد حجم سوق مراكز البيانات في المملكة استثمارات بقيمة 1.8 مليار دولار بحلول 2026، بمعدل نمو سنوي قدره 7.85 في المائة خلال الفترة 2021 ـ 2026.
ويوجد التحول الرقمي في المملكة فرصة كبيرة لمراكز البيانات، حيث زاد الطلب عليها بشكل كبير، وفي حديث لـ”الاقتصادية” قال إيهاب كناري، نائب رئيس البنى التحتية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا والأسواق الناشئة لدى “كومسكوب”، “مع التطور المتسارع لمراكز البيانات ونمو تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة واعتماد سياسات العمل الهجين وتقنيات الجيل الخامس، هناك زيادة مستمرة في الاعتماد على حلول مراكز البيانات”.
وتهدف المملكة إلى جعل مدنها ذكية، لتطبيق هذا التحول فإن هناك حاجة إلى موارد وإمكانات لتحويل المدن الرئيسة في المملكة بالكامل إلى مدن ذكية، وتعليقا على ذلك قال كناري، “تقدم المدن الذكية أكثر الخدمات تقدما وحداثة للشركات والمقيمين فيها، بهدف سد الفجوة الرقمية وتوفير نوعية حياة أفضل للجميع، بالتوازي مع رؤية السعودية 2030، التي تتضمن تصنيف ثلاث مدن سعودية ضمن أفضل 100 مدينة في العالم، تبنت المملكة استراتيجيتها الخاصة بالمدن الذكية. وسيتم تحقيق ذلك من خلال اعتماد التقنيات الرقمية المحسنة وإنترنت الأشياء في تحسين جودة الخدمات والارتقاء بها لقطاعي السكن والبنية التحتية، إضافة إلى ذلك، وضعت المملكة خارطة طريق تحدد ستة أهداف توضح الأولويات والتحديات في كل منطقة، فضلا عن أكثر من 50 مبادرة سيتم إطلاقها في تسعة قطاعات بحلول 2030، ومع ذلك، فإن القدرات اللازمة لتحقيق ذلك تشمل مبادرات في مجال التكنولوجيا الذكية والبيئة والاستدامة والتخطيط التدريجي للمدينة وتحقيق أفضل اكتفاء ذاتي، ومع إطلاق مشروع “المدينة الذكية” أخيرا، ليس من المستغرب أن يتزايد تطبيق حلول وتقنيات الجيل الخامس في عديد من مناطق المملكة.
وفي سياق متصل، كشف تقرير Allied Market Research عن بلوغ حجم سوق المدن الذكية في المملكة 3.552 مليار دولار في 2019، ومن المتوقع أن يصل إلى 14.745.2 مليار دولار بحلول 2027، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 19.6 في المائة من 2020 إلى 2027. تشجع المدن الذكية التنمية الاقتصادية المستدامة والجودة العالية للحياة تحديات التوسع الحضري المتزايدة من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد، والبيئة، والتنقل، والصحة، والمعيشة، ويكمن الهدف الرئيس لمهمة المدينة الذكية هو تحفيز النمو الاقتصادي وتحسين نوعية وجودة حياة الأفراد من خلال تمكين التنمية المحلية وتسخير التكنولوجيا، ولا سيما التكنولوجيا التي تؤدي إلى نتائج أكثر ذكاء.
كان لتفشي فيروس كوفيد - 19 تأثير في نمو سوق المدن الذكية في المملكة بسبب الارتفاع المستمر في الطلب على حلول المدن الذكية، يعزى هذا الطلب بشكل أساس إلى العدد المتزايد من مبادرات المدن الذكية ومشاريع البنية التحتية الذكية، إضافة إلى ذلك، فإن زيادة الاستثمار في مشاريع المدن الذكية من قبل المملكة مثل مدينة نيوم ورؤية السعودية 2030 تعزز نمو هذا السوق.
وتتكون المدن الذكية من عديد من المكونات، بما في ذلك المباني الذكية وأنظمة النقل الذكية وخدمات الأمن والسلامة الذكية والحدائق المزودة بأنظمة الاتصالات الذكية Wi-Fi وشبكات الصرف الذكية للأمطار وأنظمة الإنارة الذكية للشوارع، ونظام الاستجابة السريعة للطوارئ واقتصاد ذكي داعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبيرة.
حسب المجال، سيطر قطاع البنية التحتية الذكية على حصة سوق المدن الذكية في المملكة في 2019، ومن المتوقع أن يستمر هيمنته في الأعوام المقبلة، بسبب زيادة اتجاهات اعتماد أجهزة إنترنت الأشياء في جميع أنحاء المملكة، واستحوذ النقل الذكي ضمن الجزء الفرعي من الحلول على أكبر حصة في سوق المدن الذكية، نظرا لكفاءته في استخدام الطاقة وفاعلية التكلفة، لذلك، هناك حاجة إلى حلول نقل ذكية، مع زيادة عدد خطط المدن الذكية في جميع أنحاء المملكة. تساعد حلول النقل الذكية على توفير الاستهلاك العالي للطاقة وتعزيز استدامة المدينة الذكية مع توفير وضع سريع وموثوق للتنقل.
كما من المتوقع أن يسجل قطاع الطاقة الذكية أعلى معدل نمو سنوي مركب خلال فترة التنبؤ، نظرا إلى التوزيع والإنتاج والإدارة الفاعلين لموارد الطاقة، علاوة على ذلك، من المتوقع أن يحتفظ قطاع الشبكة الذكية بحصة كبيرة في السوق، نتيجة للجهود والممارسات المختلفة التي يتم تبنيها لتقليل استخدام وإهدار الطاقة.