نموذج أعمال «اشتر الآن وادفع لاحقا» يتعرض للضغط

نموذج أعمال «اشتر الآن وادفع لاحقا» يتعرض للضغط
سيباستيان سيمياتكوفسكي

سيكون من السهل الافتراض أن سيباستيان سيمياتكوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة كلارنا، يشعر بالتشاؤم بعد أول تخفيضات للوظائف على نطاق واسع في الشركة، وتقارير عن انخفاض كبير في تقييمها، وتشكيك العام في نموذج أعمال "اشتر الآن، وادفع لاحقا".
رغم اعترافه بأنه "مرهق تماما" من الأحداث الأخيرة، إلا أن الرئيس التنفيذي البالغ من العمر 40 عاما والمؤسس المشارك لأهم الأعمال التكنولوجية الخاصة في أوروبا شدد أيضا القول إنه، "متفائل جدا جدا".
يقول النقاد إنها تشجع المستهلكين الضعفاء - في الأغلب الشباب - على شراء أشياء لا يحتاجون إليها بأموال لا يملكونها. بالنسبة إلى المتحمسين، خيار اشتر الآن وادفع لاحقا، الذي توفره الشركة يجعل الحياة أسهل للمتسوقين وتجار التجزئة. كما أنها وجهت أنظارها إلى صناعة التجزئة المصرفية.
أخبار الأسبوع الماضي وفرت كثيرا من الذخيرة للمشككين. جاء فيها أن كلارنا بصدد الاستغناء عن 10 في المائة من موظفيها الذين يزيد عددهم على سبعة آلاف موظف، وأن خسارتها الصافية في الربع الأول تضاعفت أربع مرات، وكان هناك ارتفاع كبير في التدفقات النقدية الخارجة. كما أنها بصدد جمع رأس مال جديد، في وقت يتوقع فيه أحد المستثمرين انخفاضا 20-50 في المائة في تقييمها الذي بلغ 46 مليار دولار في حزيران (يونيو) الماضي.
غالبا ما يطلق على كلارنا وصف شركة ناشئة، لكن الشركة أسست قبل نحو 18 عاما على يد سيمياتكوفسكي واثنين من أصدقائه في كلية إدارة الأعمال وكانت هناك عثرات على طول الطريق. قال سيمياتكوفسكي، "لقد عانيت كدمات كثيرة في حياتي".
رفض بعض أبرز رجال الأعمال في السويد - بمن فيهم المساهم الرئيس في سلسلة الملابس إتش آند إم وعضو في عائلة والنبيرج الصناعية - فكرته خلال حدث ترويجي للأفكار الجديدة نظمته كلية إدارة الأعمال.
ثابر سيمياتكوفسكي، وفي 2013 أصبحت كلارنا واحدة من أوائل الشركات "وحيدة القرن" في السويد - شركة مملوكة للقطاع الخاص تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار. لكن بعد عامين واجهت الشركة أزمة قال سيمياتكوفسكي إنها أسوأ من المشكلات الحالية.
انقلب السياسيون ووسائل الإعلام السويدية على كلارنا، واتهموها بممارسات عديمة الضمير، بما في ذلك تحويل وكالات تحصيل الديون إلى عملاء معرضين للخطر. ودار نقاش داخل الشركة حول الانسحاب من ألمانيا، وهي أكبر أسواق كلارنا وأكثرها ربحية.
قال إريك إنجيلاو-نيلسون، المدير التنفيذي السابق لشركة كلارنا، الذي يشغل الآن منصب رئيس مجموعة ريادة الأعمال الاجتماعية في مؤسسة نورسكن، "لقد تعلم سيمياتكوفسكي كثيرا من ذلك. يحدث هذا لمعظم مؤسسي الشركات الناشئة - فأنت في هذه الرحلة الرائعة، وكل شيء يرتفع ويصعد، وفي مرحلة ما يحدث شيء سيئ. أصبح أكثر تواضعا، واعتاد على الاستماع".
أضاف أن سيمياتكوفسكي أجاب عن "كل سؤال، وأعني كلها حقا" من العملاء الغاضبين على تويتر وفيسبوك. بعد الخروج من الأزمة، قررت كلارنا نقل نموذج أعمالها بعيدا عن فرض رسوم على التأخير في السداد والاعتماد بشكل أكبر على الاستقطاع من تجار التجزئة.
قال سيمياتكوفسكي، "كانت المشكلة في 2015 أن قلة قليلة من الناس قدرت هدفنا النهائي. يرى الناس الآن إلى أين نحن ذاهبون".
ارتفع تقييمها الذي كان منخفضا لبعض الوقت، فجأة قبل عامين، لتصل إلى 5.5 مليار دولار في آب (أغسطس) 2019، ثم 11 مليار دولار في أيلول (سبتمبر) 2020، و31 مليار دولار في آذار (مارس) 2021، و46 مليار دولار في حزيران (يونيو) 2021. توقع كثيرون أن يؤدي جمع الأموال الأخير إلى التراجع، لكن سيمياتكوفسكي قال، "أنا متفائل بحذر بشأن الشركة على الرغم من البيئة الكلية الصعبة للغاية".
ليست كلارنا وحدها هي التي تتعرض للضغط، لكن صناعة "اشتر الآن، وادفع لاحقا" بأكملها. انخفضت الأسهم في منافستها المدرجة في البورصة، أفيرم، 86 في المائة في الأشهر السبعة الماضية، في الوقت الذي يشعر فيه المستثمرون بالقلق من التضخم، وهبوط ثقة المستهلك، وشروع المنظمين في تشديد القواعد.
من الأمور غير المعتادة في مجال الأعمال في السويد، أن يتحدث سيمياتكوفسكي، وهو ابن مهاجرين بولنديين، بصراحة ليس فقط عن شركته لكن أيضا في السياسة. فهو ينتقد بانتظام الديمقراطيين السويديين المناهضين للهجرة، الذين يتمتعون بفرصة جيدة لكسب النفوذ في انتخابات أيلول (سبتمبر).
لديه أيضا طموحات كبيرة لكلارنا. في 2017 قال لـ"فاينانشيال تايمز"، إنه يريد أن تكون كلارنا في الخدمات المصرفية للأفراد، مثل رايان أير في الخطوط الجوية. في العام الماضي كانت الشركة التي يريد أن تكون كلارنا مثلها هي تسلا. وفي الأسبوع الماضي قارن قدرتها على تعطيل الصناعة بقدرة أمازون.
لا يزال الطرح العام الأولي هو هدفه، لكن الانخفاضات الحادة الأخيرة في أسهم التكنولوجيا تعني أن سيمياتكوفسكي ورئيسه، السير مايكل موريتز، الشريك في شركة رأس المال المغامر، سيكويا كابيتال، يسعدان بإبقاء الشركة خاصة في الوقت الحالي، ويحاولان التركيز أكثر إلى الربحية على المدى القصير.
يعتقد إنجيلاو-نيلسون أن رئيسه السابق من المرجح أن يستخدم مشكلات كلارنا الحالية فرصة لإعادة تشكيل المجموعة تماما كما فعل في 2015. "سيباستيان يكون حقا في أفضل حالاته عندما لا تسير الأمور بسلاسة".

الأكثر قراءة