الأسواق .. الرواية الجيدة تغرينا بنسيان مصائد القيمة ومصائد النمو

الأسواق .. الرواية الجيدة تغرينا بنسيان مصائد القيمة ومصائد النمو
متداول في بورصة الأسهم في نيويورك.

شيء واحد تجيده أسواق الأسهم للغاية، سرد القصص. كل فقاعة، كل تحول في معنويات السوق، يأتي بحبكة جيدة. يمكنك حتى تصنيف السوق بأنها مسابقة قصصية - القصة الأفضل تستطيع أن توفر إطار عمل لاستراتيجية الاستثمار الفائزة.
انظر من كثب إلى السوق. مهما قال الناس عن تحليل سوق الأسهم إنها مدفوعة بالنماذج والرياضيات سترى أن ذلك ليس صحيحا تماما. كنا نسمع قصة البيتكوين - كيف ستنقذنا العملات المشفرة في عصر تطاول الحكومات وانهيار النقود الورقية - قبل وقت طويل من ظهور النماذج التي تقارن قيمتها السوقية بالقيمة السوقية للذهب لتبرير سعر متوقع قدره 500 ألف دولار.
ينطبق الشيء نفسه على الاستثمار المستدام ـ الذي يهتم بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة.
وتذهب الرواية إلى أن مديري الصناديق إذا ما ركزوا فقط على القضايا غير النقدية، سيكون بمقدورنا تجنب أزمة مالية أخرى وكسب مزيد من الأموال أيضا. المشكلة في هذه الرواية تكمن في أنها لم يكن لها على مدار سنوات أساس إحصائي حقيقي - قبل أن تعطيها فقاعة النمو بعض الأرقام الجيدة للتعامل معها، لأن معظم الأسهم التي تناسب نماذج المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة هي إلى حد كبير أسهم نمو أيضا.
الشيء نفسه ينطبق على طفرة النمو نفسها. الروايات تميل إلى أن تأتي قبل النماذج التي تدعمها. أعتقد أن جميع المشاركين في السوق يعرفون أن هذا صحيح. لكن انظر إلى مجلة "نيتشر" وستجد تلميحا إلى كيفية حدوث ذلك عبر عديد من المهن. تستشهد المجلة بورقة بحثية أكاديمية حديثة تدرس النظريات حول العلاقة بين الوعي والنشاط العصبي "وهي بالمناسبة أكثر صلة بالأسواق مما قد تعتقد". لاحظ مؤلفو الورقة البحثية أن معظم الدراسات "تفسر نتائجها بعد الحدث، بدلا من اختبار مسبق للتنبؤات النقدية للنظريات". بمعنى آخر، القصص تأتي أولا.
هذا أمر مؤسف في الأسواق "ممتع بالطبع، لكنه مؤسف" - لكوننا غير مقيدين بالحكم المطلق لبيئة النماذج، فإننا نميل إلى أخذ الأمور إلى أقصى الحدود واستنباط قصصنا إلى الحد الذي تصبح فيه غير منطقية. هكذا كان الحال مع طفرة النمو الكبيرة على مدى العقد الماضي.
بدأت الرواية بشكل جيد، مع الاعتراف بأن إمكانات النمو في التكنولوجيا على وجه الخصوص كانت مقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية في أعقاب الأزمة المالية في 2008. لكنها تحولت إلى اعتقاد "مدعوم بإتقان من الأوساط الأكاديمية" بأن العثور على الشركات التي لديها أفضل إمكانات للنمو هو كل ما يهم من أجل نجاح الاستثمار طويل الأجل، مع تقسيم السوق بشكل غير طبيعي إلى أسهم نمو وأسهم قيمة.
أولئك الذين استثمروا في الأخيرة أمضوا العقد الماضي وهم يتعرضون للسخرية من قبل الذين استثمروا في الأولى باعتبارهم فاشلين. وأولئك الذين استثمروا في الأولى قضوه موضوعا للسخرية من قبل من استثمروا في الأخيرة باعتبارهم خياليين متفائلين. كما أقول، الأمر ممتع، لكنه مؤسف لأنه في النهاية يكون الاختلاف أقل وضوحا مما يبدو.
ملاحظة حديثة من بن إنكر، من شركة جي إم أو الاستثمارية، تبحث في الفخاخ التي قد تجد نفسك فيها مع كليهما. أحد الأشياء التي يحبها المستثمرون في النمو أكثر من غيرها، لكي يسخروا من المستثمرين في القيمة، هي خطر أن ينتهي بهم الأمر إلى الاستثمار في مصائد القيمة - أي الأسهم التي تبدو رخيصة على أساس التقييم، لكنها تستمر في الانخفاض لأن إيراداتها "كانت مخيبة في الـ12 شهرا الماضية (...) وتوقعات الإيرادات المستقبلية متراجعة هي الأخرى".
النقد مشروع تماما. يشير إنكر إلى أن "نحو 30 في المائة من الأسهم في مؤشر إم إس سي آي الأمريكي للقيمة اتضح أنها مصائد قيمة، وأن أداءها أقل من أداء هذا المؤشر 9 في المائة في المتوسط". لكن هناك شيئا أكثر شيوعا من فخ القيمة: فخ النمو.
في كل عام، يتبين أن 37 في المائة من الأسهم في مؤشر إم إس سي آي الأمريكي للنمو مخيبة الآمال فيما يتعلق بالإيرادات الحالية والمتوقعة. ويكون أداؤها دون المستوى بمتوسط 13 في المائة. ربما لم يكن هذا مهما كثيرا في أعوام البداية عندما كان الأداء الضعيف لا يزال يعني جني الأموال. لكن عندما يكون المشهد الأساس هو خسارة المال "شهدت أسهم النمو عاما مروعا)، وعندما تكره أسواق الأسهم عدم اليقين حتى أكثر من المعتاد، فإن الأمر مهم.
كما يشير إنكر، فإن شركات القيمة هي بالفعل رخيصة بحكم تعريفها، لذا فإن الألم الناتج عن خيبة الأمل لا يعني في كثير من الأحيان انخفاض التقييمات بشكل كبير. لكن أسهم النمو يتم تقييمها فقط على أساس توقع النمو. دون ذلك تكون دون قيمة - بالتالي يمكن توقع سقوطها بشكل درامي. وهذا ما حدث بالفعل. فعلى مدى الأشهر العشرة الماضية، كان أداء مصائد النمو دون مستوى النمو 23 في المائة. ولن يمضي وقت طويل الآن وستكون أسهم قيمة - أو مصائد قيمة.
يوجد درس هنا. القصص الجيدة تجعلنا ننسى الحقيقة الوحيدة الدائمة للأسواق، ما لم تكن متداولا عبقريا نادرا جدا، فلن تكون عائداتك في النهاية من عمل القصص التي تؤمن بها كثيرا، بل من عمل السعر الذي دفعته في المقام الأول. فمن غير المجدي أن نقول لا تحمل مصائد القيمة، أو الأهم من ذلك، مصائد النمو - لا أحد يفعل ذلك عن قصد.
هناك عبرة أفضل وهي أن تتذكر أنه عندما يصطدم الواقع بالقصص، يفوز الواقع. كان هناك ارتفاع يجري في الأسواق الأسبوع الماضي. لحظة مثالية للتخلي عن التعريفات "والسخرية"، والارتقاء فوق القصص ومحاولة التملص من الفخاخ.

الأكثر قراءة