حكاوي السوق عديمة المضمون لم يعد هناك من يصدقها

حكاوي السوق عديمة المضمون لم يعد هناك من يصدقها

عندما أدرجت "كوين بيز" لأول مرة في أسواق الأسهم العامة في العام الماضي، كانت تلك هي اللحظة المناسبة تماما لبورصة التشفير نفسها ولصناعة الأصول الرقمية على نطاق أوسع - اللحظة التي سمح فيها للعملات المشفرة أن تخرج من خلف الحاجز المخملي إلى "وول ستريت".
لم تذكر الإيداعات التنظيمية للشركة، أنها كانت تعتمد على عدد صغير من العملاء، ولا قالت إن الموظفين "بشكل عام لا يعملون وفقا لأعراف وقواعد الامتثال التي تعمل بها شركات الخدمات المالية. لقد كانت بالفعل حالة "اصمت وخذ أموالي". تم إدراج "كوين بيز" برأسمال سوقي 65 مليار دولار، بقيمة اسمية كانت تساوي في ذلك الوقت قيمة بورصة إنتركونتيننتال، مالكة بورصة نيويورك نفسها.
كان السهم فاشلا منذ البداية. المستثمرون الذين دخلوا في اليوم الأول انخفضت قيمة أسهمهم 25 في المائة بحلول الوقت الذي بدأ فيه هذا العام. لكن بعد أسبوع كئيب حقا تميز بأرباح باهتة في الربع الأول وفشل في الإفصاح أجبر الرئيس التنفيذي، براين أرمسترونج، على الاعتذار ونفى أن الشركة كانت على وشك الإفلاس، انخفضت الأسهم الآن 80 في المائة عن سعرها الافتتاحي عند الإدراج.
لقد مات نهج "اصمت وخذ أموالي". قتل بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي سحب طبق الحلوى ورفع أسعار الفائدة. الشعار الجديد الأكثر تميزا هو "قصة رائعة، يا أخي. أثبت ذلك". هذه سمة تعمل في جميع أنحاء الأسواق المالية. القصص التي ليس لها مضمون لم يعد هناك من يصدقها الآن.
قد يتضح هذا بشكل صارخ في سوق الأصول المشفرة التي تعتمد عليها "كوين بيز". عملة البيتكوين والإيثريوم ومجموعة صغيرة من العملات المعدنية الأخرى تجذب معظم الاهتمام في هذا الفضاء، إلى جانب العملات المعدنية الهزلية التي تميل إلى أن تحمل أسماء حيوانات إيلون ماسك الأليفة.
لأعوام، اجتذبت أكبر هذه الرموز المشترين، مستثمري التجزئة عموما، لكن أيضا الملياردير التحرري الغريب وبعض صناديق التحوط ومخازن الثروة الخاصة.
كانت القصص التي تدعم هذه المشتريات متنوعة. بعض المؤمنين الحقيقيين بها يقولون إن التشفير هو عملة عالمية جديدة. يقولون امنحها الوقت. حسنا، لقد أخذت وقتا الآن، أكثر من عقد في الواقع، ولا أستطيع حتى الآن استخدامها لشراء قهوة أمريكانو بيضاء، ولا أي أغراض يومية أخرى. ادعى آخرون أن الحد الأعلى الذي تفرضه عملة البيتكوين على عدد العملات المتداولة يجعلها وسيلة للتحوط من التضخم. حسنا، مرة أخرى، لقد بلغ التضخم أعلى مستوياته في 40 عاما في الولايات المتحدة، ولا يزال سعر العملات المشفرة ينخفض. هذا أصل مضارب بحت، ولا بأس بذلك، طالما كانت المضاربة رائجة. لكنها لم تعد كذلك.
ربما يكون أكبر رواة القصص في العملات المشفرة، على الرغم من ذلك، هم مشغلو ما يسمى "العملات المستقرة"، التي من المفترض أن تكون مرتبطة بالدولار بقيمة مساوية له. بشكل عام، يتم ذلك عن طريق تكديس الاحتياطيات لتتناسب مع قيمة الرموز المتداولة. لكن تفاصيل ما تتكون منه تلك الاحتياطيات كانت مفقودة، خاصة بالنسبة لعملة تيثر، أكبر لاعب في هذا الفضاء. لقد طلبنا من شركة تيثر هذا الأسبوع بعض التفاصيل الجوهرية حول كيفية إدارتها لما تقول إن عشرات المليارات من الدولارات من حيازات السندات الحكومية الأمريكية. لكنها امتنعت عن الخوض في التفاصيل قائلة إن المعلومات تمثل "سر المهنة". لقد تعرض ربط عملة تيثر التي تبلغ قيمتها دولارا واحدا إلى ضربة شديدة في الأيام الأخيرة. ومن غير المرجح أن يقنع هذا النوع من تأكيد فعاليتها المشككين.
لكن النغمة الجديدة الأكثر سخرية وسبرا لغور الأسواق لا تقتصر على العملات المشفرة والغرب المتوحش. فقد تضررت بشدة، لافتة للأنظار، أسهم قطاع التكنولوجيا المستقبلي. قال تشارلز كارا، من "أبسوليوت استراتيجي ريسيرتش": "يبدو أن أسهم التعطيل التي تحرق النقد تقود السوق إلى الأسفل.
المزاج الجديد بين المستثمرين يعني أن الشركات تواجه ضغطا أكبر للتحول من خطط التعطيل الكبرى إلى توليد النقد على الطراز القديم.
قال كارا، "الأسهم التي لا تحقق هذا التحول لها قيمة صفرية، في حين أن الأسهم التي تحققه سيكون لديها نمو أقل "لكن مع مزيد من الأرباح" ما يدعو إلى تقييمات أقل. في كلتا الحالتين، هذا لا يشير إلى انتعاش طويل الأجل في هذه الأسهم عالية التقييم".
لقد تغيرت اللعبة، بكل بساطة، عبر القفزة في عائدات السندات الحكومية الأمريكية – وهي الجانب الآخر لانخفاض الأسعار، مع بقاء التضخم ثابتا ورفع البنوك المركزية أسعار الفائدة المعيارية.
قال ديفيد أولدر، رئيس قسم الأسهم في "كارمينياك"، "مع ارتفاع أسعار الفائدة، يصبح هناك استعداد أقل من قبل المستثمرين لتمويل الشركات ذات التدفق النقدي السلبي". عائد السندات الحكومية الأمريكية لمدة عشرة أعوام، الذي ارتفع من 1.5 في المائة في نهاية العام الماضي إلى 2.9 في المائة الآن، هو المقياس الرئيس الذي تتم مراقبه هنا، بحسب أولدر.
أضاف، "ما مقدار التوسع في المضاعفات الذي كان مستداما وصحيحا، وما مقدار انخفاض أسعار الفائدة وبالنسبة للأشخاص الذين يتداولون في الأسواق من المنزل؟ هناك كثير من المعاناة في السوق".
إن الأسهم الصاعدة المفضلة في عصر الإغلاقات، خاصة أسهم الشركات التي فشلت في اكتشاف أنها كانت تركب موجة قصيرة الأجل، لم تعد تعمل. بدلا من ذلك، يبحث أولدر عن فرص في قطاعات مثل الأمن السيبراني والبرمجيات - الشركات التي يمكن أن تشير إلى تدفقات نقدية حقيقية وثابتة.
قد يكون الأمر أقل إثارة من ركوب سهم معطل أو اختيار أمازون التالية. لكن هناك أسباب وراء تفوق شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو الأسبوع الماضي على شركة "أبل" بحسبانها الشركة الأكثر قيمة في العالم. في هذا الوقت الذي تدفع فيه أسعار الطاقة المرتفعة سهم أرامكو، أصبح الحفر أيضا له جدواه.

الأكثر قراءة