أساطير حقيقية
كانت القصص والحكايات تشكل حياة الناس يستمدون منها ثقافتهم وتحلق بهم بعيدا إلى عالم خيالي إما جميل يتمنى الناس لو عاشوا هناك، وإما مرعب يعزون إليه بعض الحوادث الغريبة التي تمر بهم ولا يعرفون لها سببا، وتبقى أساطير من شدة غرابتها لا تستطيع أن تصدقها، فهل تستند هذه الأساطير على أحداث حقيقية؟
نعم ليست كل الأساطير خيالية فقد أثبتت الأيام صدق بعض الأساطير ومنها أسطورة الرجل الأخضر الذي صنعت بناء على قصته عديد من الأفلام، لقد كان الرجل الأخضر إحدى الأساطير الشهيرة في ولاية بنسلفانيا التي سمع بها سكان الولاية في إحدى مراحل حياتهم وكانت مرعبة، عن رجل بلا وجه لونه أخضر ليكتشف الناس أن الرجل الأخضر ما هو إلا طفل يدعى ريموند روبنسون، وقع ضحية حادث كهربائي وهو يحاول الصعود على عمود والوصول إلى عش طائر. شوه هذا الحادث وجهه بشكل جعل من غير الممكن التعرف عليه بعد أن فقد عينيه وأنفه وذراعه كما أعطاه لونا أخضر. لتجنب مواجهة ذعر الناس عند رؤيته، لجأ إلى الخروج ليلا فقط وفي الأغلب ما كان يمشي لمسافات طويلة للتنفيس عن نفسه!
وشاعت أسطورة عن بحيرة نيوس التي تقع في المنطقة الشمالية الغربية من الكاميرون في إفريقيا أنها مسكونة وتقتل كل من يقترب منها أو يعيش بقربها، وبالفعل تسببت في كارثة بشرية، إذ مات نحو 1700 شخص كانوا يعيشون حولها في 1986، ما دفع الجيولوجيون لدراسة تكوينها واكتشفوا أنها تحتوي على مستوى عال جدا من الغازات البركانية لوقوعها على فوهة بركان، وحولها براكين نشطة تتسرب صهارتها للماء مولدة غاز ثاني أكسيد الكربون الأعلى كثافة من الهواء، ما يجعله يستقر حول المكان ويخنق أي شخص بقربها!
وعلى النقيض تماما من هذه الأسطورة شاع لدى سكان بوهو في أيرلندا أن تربة باحة إحدى الكنائس هناك تعالج المرضى وتقضي على الأمراض، وعزوا ذلك لقداسة المكان، ولكن الدكتور جيري كوين، عالم الأحياء الدقيقة الشهير عندما حلل تلك التربة، وجد أن فيها سلالة من الكائنات الحية الدقيقة "ستريبتوميس" تستخدم لصناعة المضادات الحيوية خصوصا الأمراض التي تهدد حياة البشر!
وتعد حكاية الأقزام من أشهر أساطير فلوريس الإندونيسية التي تحكي عن أناس صغار القامة سرعتهم عالية. لتثبت صحة وجودهم عندما عثر الباحثون في 2003 على بقايا أشخاص يبلغ طولهم مترا واحدا فقط مع جمجمة بحجم فاكهة الجريب فروت في الجزيرة أطلق عليهم لقب "الهوبيت"!