السندات القابلة للتحويل تتراجع .. والمستثمرون يبتعدون عن شركات التكنولوجيا

السندات القابلة للتحويل تتراجع .. والمستثمرون يبتعدون عن شركات التكنولوجيا

تراجعت السندات القابلة للتحويل التي باعتها شركات التكنولوجيا عالية الأداء العام الماضي، فيما يعد بيانا صارخا للكيفية التي أثرت فيها الاضطرابات التي اجتاحت الأسواق المالية على جاذبية بعض الشركات المتألقة التي برزت أثناء الجائحة.
كانت شركتا "سبوتيفاي" و"بيلوتون" من بين مجموعة من شركات باعت الديون القابلة للتحويل، وهو نوع من السندات يمكن تحويلها إلى أسهم، في أعلى نقطة وصلت إليها السوق. مع ذلك، فإن أسعار هذه السندات الآن آخذة في الانخفاض مع تراجع التوقعات بأن الأسهم في الشركات ستصل إلى المستويات العالية المطلوبة التي تسمح للديون بالتحول إلى أسهم.
يسلط الانخفاض في السندات القابلة للتحويل الضوء على التحول المفاجئ في معنويات السوق بعيدا عن الاستثمارات التي نمت بقوة خلال فترة الازدهار في الأسواق المالية من أوائل 2020 إلى كانون الثاني (يناير) من هذا العام.
تراجعت الأسهم الأمريكية الأسبوع الماضي إلى منطقة السوق الهابطة لفترة وجيزة، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسهم الممتازة 20 في المائة عن أعلى مستوى سجله في كانون الثاني (يناير)، في حين أن أداء أسهم الشركات التي تم تعليق تقييماتها على أرباح كبيرة بعد أعوام من الآن كان أسوأ منها بكثير.
حدثت هذه الانخفاضات في الوقت الذي بدأ فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام بإلغاء تدابير التحفيز، بما في ذلك الانخفاض التاريخي في أسعار الفائدة، التي ساعدت على تعزيز مكاسب كبيرة في الأسواق المالية من الانخفاضات لأزمة فيروس كورونا.
أغرق مصدرو أسهم التكنولوجيا السوق، بعد ارتفاع أسعار أسهمهم بسبب الجائحة، بالسندات القابلة للتحويل خلال 2021 في الأغلب ما يستفيدون من شعبيتها لدى المساهمين من خلال عدم تقديم معدلات فائدة سنوية على الإطلاق، ما يعني أنهم لم يضطروا إلى دفع أي فائدة على الدين.
قال كريج مكراكين، الرئيس المشارك لأسواق رأس المال في ويلز فارجو، "أصبح من السائد إلى حد ما الحصول على سندات دون معدلات فائدة سنوية". أضاف قائلا، "ما أهم شيئين جرى عليهما التغيير؟ الأول هو ارتفاع أسعار الفائدة والثاني هو انخفاض أسواق الأسهم".
في البداية تبدو السندات القابلة للتحويل وكأنها مثل سندات الشركات الأخرى. غير أنها تتضمن سعرا محددا مسبقا يمكن للمستثمرين عنده اختيار تحويل الدين إلى أسهم. تنجذب الشركات عادة إلى هذا النوع من الديون لأنه يسمح لها بتجنب إضعاف المساهمين الآخرين حتى يرتفع سعر أسهمها بدرجة كافية تحفز التحويل.
وعادة ما يأتي الدين أيضا بتكلفة اقتراض أقل في مقابل حصول مستثمري السندات على عوائد أعلى تشبه الأسهم إذا كان أداء الشركة جيدا. يشتري المستثمرون الدين لأنه يسمح لهم بالتحول إلى أسهم إذا ارتفعت الأسعار مع الحد من احتمالية الخسائر في حال بدأ صعود سوق الأسهم في التعثر.
في شباط (فبراير) العام الماضي، جمعت شركة بيلوتون للياقة البدنية مليار دولار من السندات القابلة للتحويل دون معدلات فائدة سنوية. في اليوم الذي تم بيعها فيه، أغلق سعر سهم الشركة عند مستوى قريب من 150 دولارا. تم بيع السند بسعر قريب من 240 دولارا قبل أن يتمكن المستثمرون من تحويلها إلى أسهم، بزيادة أخرى تزيد على 60 في المائة في ذلك الوقت. مع ذلك، انخفض السهم الآن إلى أقل من 14 دولارا. سيحتاج إلى الارتفاع 1600 في المائة تقريبا قبل فترة الاستحقاق في 2026 لتحريك سعر التحويل.
أما شركة سبوتيفاي، التي هبط سهمها أكثر من 50 في المائة ليصل إلى 109 دولارات هذا العام، فقد باعت سنداتها التي لا تحتوي على معدلات فائدة سنوية في نهاية شباط (فبراير) من العام الماضي بسعر إبرام قدره 515 دولارا. باعت شركة أفيرم لإقراض المستهلكين واحدا من آخر سندات لا تحتوي على معدلات فائدة سنوية لهذا العام في تشرين الثاني (نوفمبر) في غضون أسابيع من وصول سعر سهمها إلى سعر إغلاق قياسي بلغ 168.52 دولار. انخفض منذ ذلك الحين إلى أقل من 25 دولارا، وهو سعر أقل كثيرا من سعر التحويل الذي يزيد قليلا على 215 دولارا.
في أي من تلك الحالات، تراجعت قيمة السندات القابلة للتحويل لتعكس الانخفاض في سوق الأسهم. حيث يتم تداول سندات شركة أفيرم الآن بنحو 60 سنتا على الدولار، بينما انخفض سعر سندات بيلوتون إلى 70 سنتا. كان أداء سندات "سبوتيفاي" أفضل قليلا، حيث انخفض إلى 80 سنتا.
أشار المستثمرون إلى أن الانخفاض في أسعار السندات يبدو ضئيلا مقارنة بهبوط أسعار أسهم بعض الشركات.
كما أن بعض السندات الأخرى القابلة للتحويل دون معدلات فائدة سنوية التي صدرت العام الماضي صمدت بشكل أفضل. باعت شركة فورد سندات قابلة للتحويل في آذار (مارس) من العام الماضي بسعر إبرام أعلى قليلا من 17 دولارا. منذ ذلك الحين، وصلت الأسهم إلى أعلى مستوى إغلاق عند 25.19 دولار قبل أن تتراجع إلى نحو 12 دولارا هذا العام - بما يتناسب مع سعر سهمها عند إصدار السند.
قالت تريسي ميتلاند، مؤسسة شركة آدفينت كابيتال التي تركز على السندات القابلة للتحويل، "إن فكرة السندات القابلة للتحويل هي تحقيق الربح عبر عدم الخسارة. قد لا يعود سهم بيلوتون للارتفاع مرة أخرى أبدا، لكن على الأقل سأستعيد أموالي إذا كان بإمكاني الصمود لبضعة أعوام أخرى في السند القابل للتحويل".

الأكثر قراءة