"بيمكو" لإدارة الأصول تصبح رمزا للازدهار في سوق السندات المتقلبة
بالنسبة إلى كثير من أكثر المحترفين خبرة في سوق السندات، يبدو أن هذه نهاية حقبة.
بعد ازدهار دام ثلاثة عقود على الأقل، تنتشر العلامات التحذيرية في كل مكان. أعلى مستويات التضخم منذ جيل وأسعار الفائدة المرتفعة تعني أن العوائد آخذة في التزايد، ولذلك لم يعد بإمكان مستثمري السندات الافتراض أن قيمة حيازاتهم ستزداد تلقائيا على أساس سنوي.
سحب المستثمرون مبلغا إجماليا قدره 100 مليار دولار من صناديق السندات المشتركة الأمريكية والصناديق المتداولة في البورصة هذا العام، وفقا لمعهد شركة الاستثمار ICI. إذا استمر هذا الاتجاه، سيكون هذا هو العام الأول من التدفقات السلبية منذ 2013.
يقول سكوت مينرد، كبير مسؤولي الاستثمار العالمي في شركة جوجنهايم بارتنرز، التي تساعد على الإشراف على أصول بقيمة 325 مليار دولار، "وصل الاتجاه الصعودي الطويل في سوق السندات إلى النهاية".
لا تتم مراقبة احتمالات حدوث انكماش من كثب في أي مكان أكثر من شركة بيمكو، المجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها التي كانت رائدة في تداول السندات النشط.
خبرة شركة بيمكو سمحت لها بالاستفادة من عقود من أسعار الفائدة المنخفضة وفصل الذهب عن الحطام الذي خلفته الأزمة المالية في 2008. بصفتها أكبر شركة لإدارة الصناديق تركز على الائتمان في العالم، أصبحت شركة بيمكو رمزا للازدهار في سوق السندات.
لكن حتى قبل أن يلحق ارتفاع التضخم الضرر بسوق السندات، كان على شركة بيمكو بالفعل السباحة عكس تيارين قويين للغاية. بمشاهدة التوسع السريع لصناديق تتبع المؤشرات الرخيصة، بدأ حتى بعض مستثمري السندات بالتشكيك في الرسوم التي يدفعونها لمديري الصناديق النشطين مثل شركة بيمكو.
كان على الشركة إصلاح الضرر الناجم عن فشل إداري كبير. أسست شركة بيمكو على يد بيل جروس، مستثمر السندات الأسطوري، الذي فصلها عن شركة باسيفيك لايف للتأمين وقام بإدارتها أكثر من أربعة عقود. لكن أداءه الاستثماري تعثر في نهاية المطاف وأدى أسلوبه الهرمي في الإدارة والمواجهة إلى إبعاد الموهوبين عنه.
في 2014، استقال محمد العريان، وريث جروس آنذاك وكاتب عمود في صحيفة "فاينانشال تايمز" الآن، بشكل غير متوقع وكان الكيل قد طفح مع بقية أعضاء الإدارة العليا. بعد تهديده بالطرد، رحل جروس بين عشية وضحاها إلى شركة يانوس هندرسون المنافسة، وتبقى معه أكثر من 100 مليار دولار من الأصول.
منذ ذلك الحين، قام دان إيفاسكن، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بيمكو، الذي ارتقى في المناصب، وإيمانويل رومان، الرئيس التنفيذي، الذي تم تعيينه من شركة مان جروب في 2016، بإصلاحات جذرية في شركة إدارة الأصول مع الحفاظ على التركيز على الائتمان الذي جعل الشركة مشهورة.
بأسلوب هادئ، خففوا من تركيز "بيمكو" على النجوم، وسعوا إلى إضفاء الطابع الاحترافي على الإدارة وحاولوا التنويع على الصعيد العالمي. تم تقليص توسعها الفاشل في الأسهم، بينما تم استثمار الموارد في استراتيجيات ائتمان خاصة وبديلة ذات رسوم أعلى لكبار المستثمرين الذين كانوا على استعداد للتضحية بالسيولة قصيرة الأجل من أجل عوائد أفضل. زاد عدد الموظفون بمقدار الثلث ليصبح 3150 موظفا، وقد انضم ثلثاهم إلى "بيمكو" منذ 2016.
في العام الماضي، تجاوزت الأصول المدارة أخيرا ذروتها الإجمالية في تلك الحقبة والبالغة تريليوني دولار. يقول إريك جاكوبسون، خبير استراتيجي في شركة مورنينجستار، "لم تكن بيمكو بارزة كغيرها، لكن الصورة الكبيرة هي أن الشركة في وضع جيد وأن الخبرة الاستثمارية لا تزال جيدة جدا".
مع ذلك، ستختبر أسواق السندات الصعبة تعافي "بيمكو" وما إذا كانت ثقافتها الجديدة ومجموعة منتجاتها الأكثر تنوعا يمكن أن تزدهر في فترة انكماش.
يعتقد جروس، الذي تقاعد في 2019 لكنه لا يزال يتداول لحسابه الخاص، أن أيام المجد لصناديق إدارة السندات قد ولت. يقول، "لقد ركبنا موجة فقط (...) وعرفنا كيف نركبها. كان هذا سر نجاحنا، ولا أعتقد أنه سيحدث مرة أخرى حتى فترة طويلة جدا".
لكن رومان يعتقد أن الاضطرابات في الأسواق ستلعب في الواقع على نقاط القوة في "بيمكو".
يقول رومان، "إن الأسواق الأكثر تقلبا والأكثر صعوبة مفيدة لنا. إن دور الدخل الثابت هو التدفق النقدي القابل للتوقع والأشخاص المتقاعدون يريدون ذلك. أنا متفائل بشكل ملحوظ بشأن دور الدخل الثابت في المستقبل".
اقتباسات نابضة بالحياة
بالعودة إلى بداية العقد الأول من القرن الـ21، كان جروس والعائد الإجمالي لصندوق السندات الذي يديره شخصيا قد سيطرا بشدة على "بيمكو". أطلق عليه لقب "ملك السندات" من قبل الصحافيين الماليين المعجبين الذين أحبوا اقتباساته النابضة بالحياة، ويعترف جروس الآن أنه كان متقلب المزاج وصعبا. الأشخاص الخمسة الذين تم تكريمهم في "غرفة المؤسسين" للشركة جميعهم من الرجال البيض وكان الجميع تقريبا يعملون في مقرها الرئيس في مجتمع نيوبورت بيتش الساحلي الأبيض المحافظ تاريخيا.
كثير من الموظفين الذين جذبهم سجل نجاح "بيمكو" وجدوا أن ولع جروس بالحجج القوية وحاجته للسيطرة تنطوي على تحديات. "حاول بيل حقا إدارة جيش. كانت هناك توقعات معينة من الجميع، " كما تتذكر سونالي بيير، التي التحقت بالشركة في 2013 وفازت العام الماضي بجائزة مورنينجستار" للمواهب الصاعدة" لإدارة أحد صناديق "بيمكو" ذات التصنيف الائتماني العالي. الآن، "هناك بعض التجانس، ما هي وجهة نظر بيمكو أو تفضيلاتها أو ميولها، لكن هناك أيضا مساحة لحرية التعبير"، كما تضيف.
لتوضيح هذا التحول، استشهدت هي وكل موظف قديم تقريبا بالتغييرات التي أجراها إيفاسكن على الطريقة التي تشارك "بيمكو" بها الأفكار الاستثمارية. على مدار أعوام، كانت شركة "بيمكو" تطلب نحو ثلاث مرات سنويا من كل متخصص في الاستثمار طرح أفضل ثلاث أفكار لديه ثم جمع النتائج في كتاب تتم مشاركته.
أعاد إيفاسكن صياغة هيكل الكتاب. بدلا من تجميع الاقتراحات حسب المؤلف، يتم سردها دون إسناد. يتعين على القراء الرجوع إلى الملاحظات الموجودة في نهاية الكتاب لمعرفة من الذي اقترح استراتيجية معينة.
يقول موهيت ميتال، مدير المحفظة الاستثمارية للاستراتيجيات متعددة القطاعات، "كان التحيز الضمني - بالطريقة القديمة - هو أنك تميل إلى الانجذاب إلى الشخص والفكرة بناء على ما إذا كنت تحب هذا الشخص أم لا. أما الآن فلا يمكنك بالفعل تخمين ممن هي الفكرة ما لم تعجبك، وعليك بذل جهد لمعرفة صاحبها. هذا يسمح بالبحث بنشاط عن آراء متنوعة".
بصفته شخص شديد الاقتناع بالاقتصاد السلوكي، يدير إيفاسكن أحد أكثر صناديق "بيمكو" نجاحا منذ 2007. في الاجتماعات، يقول الزملاء إنه يتجنب عمدا السيطرة على المحادثة، وفي الأغلب ما يتحدث أخيرا بعد أن يعبر الآخرون عن آرائهم. يقول إيفاسكن، "منصبي هو رئيس قسم المعلومات للمجموعة لكنه يختلف كثيرا عن هيكل الإدارة السابق (...) أنا جزء من فريق من المحترفين".
بعد أن طردت جروس، سعت "بيمكو" ومالكتها شركة أليانز الألمانية عن عمد إلى إيجاد رئيس تنفيذي خارجي يمكنه تعزيز وظائف الشركة - تقديم المنتجات والاستراتيجية والتوظيف وما شابه ذلك. شرع رومان في تغيير الثقافة وجعل صندوق إدارة الأصول جذابا لمجموعة أوسع من الموظفين والمستثمرين.
يقول رومان، "ينبغي للناس الاستمتاع بالمجيء إلى هنا. عليهم أن يعتقدوا أنهم يتعلمون. عليهم أن يعتقدوا أننا بشر محترمون وعليهم أن يؤمنوا بقيمنا الأساسية". القوة العاملة الآن هي 37 في المائة من النساء، والقوى العاملة في الولايات المتحدة هي 46 في المائة من الأقلية، على الرغم من أن حصة الإدارة العليا تتخلف كثيرا عن ذلك. كما هي الحال مع كثير من الشركات العاملة في قطاع التمويل، فإن معظم موظفي الولايات المتحدة من الأقليات هم من أصل آسيوي وليسوا من السود أو اللاتينيين.
يقول رومان، "أحد التحديات هو أن التنوع في نيوبورت بيتش قليل جدا. لذلك اتخذنا قرارا استراتيجيا فيما يتعلق بامتلاك مكاتب حيث سيكون من الأسهل توظيف مزيد من الأشخاص المتنوعين". افتتحت "بيمكو" مكتبا كبيرا في أوستن، تكساس، في 2018 وعززت فريق الأسواق الناشئة في نيويورك.
بينما يشيد كثيرون في "بيمكو" برومان وإيفاسكن لجهودهما، إلا أن الجو بعيد كل البعد عن الراحة. الموظفون الحاليون والسابقون، من ضمنهم بعض كبار المسؤولين التنفيذيين، يصفونه بأنه "انفعالي" و "متطلب" و "مسير". مقارنة ببعض صناديق إدارة الأصول التقليدية الأخرى، فإن "بيمكو" لديها عدد قليل من الموظفين وتتوقع كثيرا من المتخصصين، كما يقولون، على الرغم من أن ساعات العمل والاحتياجات ليست كلها متطلبة كالوظائف في الخدمات المصرفية الاستثمارية.
إن تاريخ "بيمكو" باعتبارها شركة جميع موظفيها من ذوي البشرة البيضاء، وذكورية للغاية، وتقوم على المواجهة، جعلها مفتوحة للشكاوى، ولا سيما حول سلوكها السابق. كتبت مجموعة مكونة من 21 موظفة سابقة وحالية إلى المجلس التنفيذي العام الماضي يشتكين من المعاملة التمييزية ورفعت ست نساء دعوى تزعم أن ثقافة الشركة "تهمش النساء وتحط من قدرهن وتقلل من قيمتهن". من المقرر النظر في القضايا في أوائل العام المقبل، ورفع المحامي نفسه الأسبوع الماضي دعوى نيابة عن رجلين من خلفيات أقليات عرقية.
بعدها قامت الشركة بتعيين محقق خارجي للنظر في الادعاءات الواردة في الرسالة وهي تجابه تلك الدعاوى القضائية. "بالنسبة لي شخصيا وبصفتي رئيسة أيضا، من المثير للقلق جدا أن يكون لدى بعض الناس مثل هذا الشعور. أعتقد أننا أخذنا تلك الدعاوى على محمل الجد وأردنا أن نفهم حقا ما الذي حدث. بصراحة، لقد كان ذلك بالنسبة لي أمرا غير مألوف نوعا ما لأن تجربتي لم تكن هكذا"، كما قالت كيمبرلي ستافورد، وهي موظفة مخضرمة في الشركة لفترة تمتد إلى 22 عاما، وواحدة من أربع نساء في اللجنة التنفيذية المكونة من 11 عضوا، على الرغم من أن جميع أعضاء فريق إدارة الاستثمار من الذكور. تقول، "لقد تغيرت الثقافة في الشركة بالتأكيد".
يوافق على ذلك أحد الموظفين السابقين الذي قضى أكثر من خمسة أعوام في "بيمكو" قبل أن يغادر الشركة وذلك عندما أتيحت له فرصة أخرى جديدة. قال، "أعتقد أنهم يبذلون جهودا متضافرة لمكافحة التحيزات الموجودة في القطاع المالي. نادي الفتيان هنا هو الأقل شأنا من بين الشركات المالية الأربع التي عملت فيها".
اتبع المؤشر
على مدى العقد الماضي، نمت بعض الشركات المنافسة لشركة بيمكو بوتيرة أسرع من خلال تركيزها على الصناديق "السلبية" ذات الرسوم المنخفضة. إنها ليست فقط أرخص من حيث الإدارة لأنها تتبع المؤشرات، لكن من جانب الأسهم فإنها تميل إلى الأداء بشكل أفضل على المدى الطويل أكثر من معظم منتقي الأسهم.
ما زالت "بيمكو" ملتزمة بشدة بالإدارة النشطة. يشير إيفاسكين إلى بعض الاستثمارات التي ينظر إليها على أنها واعدة أكثر من غيرها بأنها لم يتم تضمينها في المؤشرات الكبيرة. ما يعنيه حجم المجموعة وسمعتها أنها تحصل على أول اختيار لمبيعات السندات والقروض الكبيرة، ما ينشئ فرصا للتمايز. انخفضت رسومها، مثل رسوم باقي الصناعة في الأعوام الأخيرة، لكن ليس بالقدر نفسه لانخفاض رسوم منافساتها تقريبا.
استثمرت "بيمكو" بكثافة في البيانات والذكاء الاصطناعي لتقديم تحليل دقيق لنتائج الشركة والتحيزات المحتملة، بداعي تبرير منتجها المتميز. في تحول يوضح كيف تتغير الصناعة، بدأت الشركة أيضا باستخدام أساليب الإدارة السلبية لكي تحافظ على انخفاض التكاليف. يقول إيفاسكين إن ما يصل إلى نصف أصولها على الأكثر، في المجالات التي لا يمتلك فيها مديرو المحافظ قناعات قوية، قد تتبع أحد المؤشرات في أي من الأوقات.
عادة، تتفوق صناديق الدخل الثابت العامة التابعة لشركة بيمكو في أدائها على السوق، حتى بعد طرح الرسوم الأعلى التي تتقاضاها - على مدى الأعوام الخمسة الماضية، تفوقت في الأداء على منافساتها في الفئة نفسها بمعدل 0.44 في المائة سنويا، وفقا لـ"مورنينجستار دايركت". كان أداء صندوق إنكوم فاند الرائد أفضل من ذلك، حيث تفوق في الأداء بمعدل 1.73 في المائة سنويا منذ 2014.
مع استمرار انخفاض أسعار الفائدة في تقليص عائدات السندات في العقد الماضي، انخرطت شركة بيمكو أيضا فيما تسميه الإدارة المنتجات "المجاورة" التي تعتمد الشركة فيها على خبرتها في السندات والرهون العقارية. تضمنت مجموعة واسعة من المنتجات "البديلة" مثل الإقراض المباشر وتأجير الطائرات والعقارات وقوائم أغاني البوب.
أتاحت هذه الصناديق الخاصة، التي تستهدف المؤسسات والعملاء الأثرياء للغاية، لشركة بيمكو ومنافساتها تقديم عوائد أعلى واكتساب رسوم أكثر، ما عزز هوامش الربح الإجمالية. بحلول نهاية العام الماضي، كانت بيمكو تدير بدائل بقيمة 144 مليار دولار، بما في ذلك مجموعة من الأصول العقارية التي تديرها لمصلحة "أليانز".
"لم أكن سأنضم أبدا إلى شركة بيمكو في 2014. كما لو كان هذا الاحتمال معدوما. لم يكن بيل جروس مهتما بالبدائل (...) وكانت هناك تحديات من الناحية الثقافية"، كما يقول جيمي واينشتاين، الذي انضم إلى الشركة في الجانب المتعلق بالبدائل في 2019 قادما من "كيه كيه آر".
بصفته رئيسا لقسم الشؤون الخاصة بالشركات، فإنه يحاول بناء أعمال تجارية بديلة تعزز من حضور "بيمكو" الواسع في الأسواق العامة. بحسب ادعاء واينشتاين: "نحن مقرض رئيس، أو تربطنا علاقة بعميل أو منافس أو مورد في جميع ما تقع عليه أعيننا تقريبا. هذا يعطينا ميزة السرعة". قال في الصدد نفسه، "يمكننا اتخاذ القرار بشكل أسرع. وأعتقد أنه يمكننا اتخاذ القرار بحيث يتم تلقيه بصورة ودية".
عودة التضخم
تطور "بيمكو" يخضع لاختبار عسير في الأسواق المتقلبة في 2022. التضخم آخذ في الارتفاع والمستثمرون ليسوا واثقين من أن البنوك المركزية ستكون قادرة على ترويضه دون أن تتسبب في حالة ركود حاد. أما السندات، التي كانت تعد سابقا وسيلة للتحوط ضد هبوط أسواق الأسهم، لم تعد موثوقة. بدأت قيمة السندات عالية الجودة "ذات الدرجة الاستثمارية" والديون عالية المخاطر في الانخفاض. بينما تتدفق الأموال خارج الصناديق المشتركة وصناديق الاستثمار المتداولة، وشركة بيمكو ليست مستثناة من ذلك. انخفضت أصولها الخاضعة للإدارة 6 في المائة في الربع الأول، كما تظهر بيانات مورنينجستار أن أداء صناديقها، في المتوسط، كان أقل من نظيراتها حتى الآن هذا العام.
هذا يهدد بوضع حد للانطلاقة الاستثنائية التي شهدت تضاعف إجمالي أصول صناديق السندات الأمريكية، التي تعكس أموالا جديدة إضافة إلى مكاسب استثمارية، أربع مرات تقريبا ليصل إلى 6.4 تريليون دولار منذ 2007، وبذلك يتجاوز كثيرا أنواع الصناديق الأخرى.
بينما يعتقد بعض المستثمرين المخضرمين، مثل جروس وماينرد، أن سوق السندات فقدت حيويتها، فإن البعض الآخر يشعر بتفاؤل أكثر منهم، حيث يشيرون إلى أنه مع انخفاض أسعار السندات، فإن عائدهم المحتمل يرتفع، الأمر الذي يجعلهم أكثر جاذبية لمجموعة من المستثمرين الجدد.
"على المدى القصير، سيكون هناك كثير من الألم، فأسعار السندات انخفضت والناس إصابتهم الصدمة بسبب ذلك. لكن في المجمل، يعد ذلك أفضل شيء يحدث للسندات في وقت طويل"، كما يقول روبرت تيب، كبير استراتيجيي الاستثمار للدخل الثابت في شركة بي جي آي إم، وهي شركة منافسة في مجال إدارة الأصول. قال أيضا، "يجب أن يعيد هذا الأمر وضع السندات على خريطة تخصيص الأصول".
في الأعوام التي تلت الأزمة المالية، قلصت المصارف الكبرى تداولها للسندات بشكل كبير، وبدأت البنوك المركزية الآن في تقليل حيازاتها منها أيضا. هذا يعني أن مديري الأصول الكبار أصبحوا يلعبون الآن دورا أكثر أهمية في تحديد الوجهة التي ستذهب إليها السوق من هنا فصاعدا.
"في السندات، سيكون المشتري الهامشي هو صناديق السندات العملاقة. أصيب كثير من المستثمرين بالصدمة وهم حاليا ينتظرون إشارة. صناديق السندات ستقوم باتخاذ القرارات المهمة"، هذا ما قاله ستيفن ميجور، الرئيس العالمي لأبحاث الدخل الثابت في بنك إتش إس بي سي. "إنهم يمثلون المال الحقيقي، وليس المال السريع".
في الواقع، فإن شركة بيمكو تتموضع بالفعل للاستفادة من ذلك. يقول إيفاسكين إن مديريها ممتنعون عن الاستثمارات الجديدة في الديون الخاصة، حيث تميل القيم إلى أن تكون أكثر ثباتا، وقد بدأوا في النظر إلى الأسواق العامة حيث تنخفض الأسعار بسرعة.
يقول إيفاسكين، "نحن لا نغوص في هذه الفرص، لكن يوجد فيها كثير من القيمة النسبية بالتأكيد". أضاف، "كانت لدينا حالة من منتهى عدم اليقين الكلي (...) وكثير من احتمالات الاختلاف على أساس عالمي، وفي كثير من الدول، وعبر القطاعات وكذلك داخلها. كان ذلك تاريخيا بيئة جيدة للإدارة النشطة".