تحت أصدافها حكاية
نافست الديناصورات في العيش على سطح الأرض ورغم ضخامة الديناصورات وضآلة السلحفاة بالنسبة إليها، إلا أنها انتصرت وبقيت هنا منذ 200 مليون عام بينما اختفت الديناصورات.
لذا يخاف البشر عليها من الانقراض حتى لا يختل أحد موازين الحياة فهي فريسة ومفترسة في آن واحد، حيث يعد بيض السلاحف وفراخها فريسة لعديد من الحيوانات كالأسماك والثعابين والتماسيح والطيور والثدييات، والغريب أن بعض أنواع السلاحف تفعل ذلك.
بينما تتغذى أنواع أخرى من السلاحف على الحيوانات والنباتات والفاكهة وبذلك يمكن أن تساعد على نشر البذور، فإذا اختفت السلاحف، قد تواجه هذه الأنواع من النباتات صعوبة في التكاثر، أما بالنسبة إلى السلاحف التي تتغذى على اللحوم، فهي تقتات على الحيوانات النافقة. وبهذا الشكل تسهم السلاحف في الحفاظ على النظام البيئي وتساعد على عملية تحلل الجثث.
ولمعرفة مدى أهمية هذا الكائن المتفرد حاول العلماء قياس كتلته الحيوية لتقدير مدى تأثيرها في النظام البيئي، وذلك بضرب العدد التقديري للسلاحف في متوسط وزن جسم الواحدة منها، وكانت المفاجأة أن الدراسات كشفت امتلاك السلاحف أكبر الكتل الحيوية بالنسبة إلى الفقاريات أي أنها تشكل أهمية أكبر منها.
ولأهميتها أنشأت منظمة "أي تي آر" يوما عالميا للسلاحف يوافق 23 أيار (مايو) لتشجيع العمل الإنساني العالمي على المحافظة على السلاحف وإنمائها، ولفت الانتباه تجاه تعرض بعض أنواع السلاحف إلى الانقراض. وبدء الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 2000، بسبب تعرض بعض أنواع السلاحف للانقراض، واستطاعت السلاحف البقاء لملايين الأعوام، ليأتي الإنسان ويضايقها في عيشها ويسهم في القضاء عليها، بعد أن رسخ تلك الصورة الذهنية المغلوطة عنها، فهي ليست بذلك البطء الذي نتخيله كما أن البحري منها يستطيع الغوص لمسافات بعيدة جدا، والمدهش أن بإمكانها التنفس عن طريق جلدها وذيلها، كما أنها ليست مخلوقات صامتة، حيث تصدر أصواتا تشبه تجشؤ البشر أحيانا وأحيان أخرى تنبح كالكلاب وتؤثر درجة حرارة الرمال في جنس السلحفاة فتكثر الإناث في الرمال الحارة، بينما تنتج درجة حرارة الشاطئ المثالية عددا متساويا من الذكور والإناث. وتتغذى شعوب شرق آسيا على السلاحف لاعتقادهم الثقافي أن تناول لحم السلحفاة يشفي الجسم ويحميه من الأمراض. كما أنها كانت نوعا من المقبلات لسكان الكهوف قبل 400 ألف عام، ومع ذلك قد يشكل اقتناؤها خصوصا كحيوان أليف للأطفال أو في المختبرات العلمية خطورة على البشر حيث تنشر العدوى ببكتيريا السالمونيلا القاتلة.