تلاميذ يخترعون فلتر يمنع تلوث مياه الصنابير
عندما دفعت جائحة كوفيد- 19 المدارس الأمريكية للجوء إلى التعليم من بعد، بادرت معلمة العلوم في مدرسة تقع في ضواحي واشنطن ريبيكا بوشواي إلى تكليف تلامذتها في المرحلة الثانوية بمهمة طموحة تتمثل في تصميم وتصنيع مرشح مياه فلتر مضاد للرصاص ومنخفض التكلفة.
واليوم، توصل هؤلاء التلاميذ بالفعل، باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، إلى نموذج أولي جاهز للتشغيل، وهو مرشح يبلغ ارتفاعه نحو ثمانية سنتيمترات يتم وصله بالصنابير، يأملون طرحه في السوق بسعر دولار واحد فحسب.
وأوضحت بوشواي للوكالة "الفرنسية" أن "المبدأ العلمي بسيط"، وأضافت "قلت لنفسي، لدينا هذه الطابعات ثلاثية الأبعاد، فلم لا نفعل شيئا من هذا القبيل؟".
وعرضت الأستاذة النموذج الأولي في أربعة مؤتمرات، أحدها المؤتمر المرموق للجمعية الكيميائية الأمريكية، وتعتزم كتابة مقال في مجلة علمية.
ولا تزال مياه الصنابير تصل إلى نحو عشرة ملايين منزل أمريكي من خلال أنابيب الرصاص ذات الآثار الضارة خصوصا في الأطفال.
وشكلت المياه الملوثة بالرصاص في مدينة فلينت في 2014 إحدى أسوأ الفضائح الصحية خلال الأعوام الأخيرة في الولايات المتحدة، ونجمت المأساة عن قرار السلطات المحلية تغيير مصدر إمداد المدينة بالمياه سعيا منها إلى خفض التكلفة.
إلا أن المياه الحمضية والملوثة للنهر المحلي التي اعتمدت بدلا من المياه النقية لبحيرة هورون المجاورة، أدت إلى تآكل أنابيب الرصاص التي يتكون منها نظام التوزيع، ما عرض السكان للتسمم بالرصاص.
ولا يزال تسمم آلاف أطفال فلينت بالرصاص يهدد بعواقب صحية وخيمة لعقود.
ولاحظت التلميذة التي شاركت في مشروع المرشح نيا فريدريك أن التلوث بالرصاص في الولايات المتحدة يطال خصوصا الأمريكيين من أصل إفريقي وسواهم من الأقليات.
وأضافت، "أعتقد أننا نستطيع المساعدة" في مواجهة هذه المشكلة.
وسبق لحكومة الرئيس جو بايدن أن تعهدت باستثمار مليارات الدولارات في إزالة أنابيب الرصاص كافة في كل أنحاء الولايات المتحدة خلال الأعوام القليلة المقبلة، لكن في انتظار تنفيذ هذا المشروع، يحتاج الأمريكيون إلى حلول.
وقامت فكرة بوشواي على استخدام تفاعل كيميائي مماثل لذلك المعتمد لإعادة تأهيل التربة الملوثة، وهو تعريض الرصاص المذاب في الماء إلى مسحوق فوسفات الكالسيوم، ما ينتج الفوسفات الصلب من الرصاص المتبقي داخل المرشح، وكذلك الكالسيوم الحميد.
ويحتوي الفلتر على ميزة أخرى، إذ يوجد تحت فوسفات الكالسيوم خزان من يوديد البوتاسيوم.