السندات مرتفعة العائد تتداعى تحت ضغط التضخم والإمدادات

السندات مرتفعة العائد تتداعى تحت ضغط التضخم والإمدادات
"ستاربكس" من بين الشركات التي قالت إن التضخم في تكاليفها فاق قدرتها على رفع الأسعار.

بدأ التضخم المتصاعد واختناقات سلسلة التوريد في اختراق سوق السندات ذات العائد المرتفع في الولايات المتحدة التي تبلغ قيمتها 1.5 تريليون دولار، حيث أظهر المقترضون الأقل جودة علامات إجهاد.
على عكس سوق الأسهم الهابطة، نجت السندات ذات العائد المرتفع إلى حد كبير من المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي، حيث يؤدي ارتفاع الأسعار إلى زيادة التكاليف على الشركات. فقد كان لدى عديد من مصدري السندات كثير من السيولة لأنهم أمنوا معدلات فائدة منخفضة قبل أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي تشديد السياسة النقدية، ما منح المستثمرين الراحة.
هز الأسبوع الماضي ثقة المستثمرين، مجبرا إياهم على إعادة تقييم حاد لصحة السوق ذات العائد المرتفع حيث تجمع الشركات ذات التصنيف المنخفض السيولة.
كانت الشركة المصنعة لآلات الصراف الآلي، ديبولد نكسدورف، وشركة الأدوية، بوش هيلث، من بين عديد من الشركات التي انخفضت قيمة ديونها بشكل حاد بعد الإبلاغ عن نتائجها المالية. ساعد هذا الانخفاض على جر سوق السندات ذات العائد المرتفع الأوسع إلى أسوأ مستوى لها منذ 17 شهرا.
قال جون ديكسون، وهو متداول للسندات ذات العائد المرتفع في مجموعة ديناصور المالية، "وحشية سوق الأسهم وصلت الآن إلى سوق العائد المرتفع".
فشلت شركة بوش هيلث، أحد أكبر مصدري السندات ذات العائد المرتفع في الولايات المتحدة، في مضاهاة تقديرات أرباح المحللين الثلاثاء، بعد أيام من طرح عام أولي لأعمال العناية بالعيون" بوش آند لومب". قال توم فاداكيث، المسؤول المالي للشركة، إن الحرب الروسية الأوكرانية والإغلاق الناتج عن كوفيد- 19 في الصين أديا إلى تفاقم ارتفاع تكاليف الشحن والطاقة وغيرها من المدخلات.
تراجعت سندات الشركة البالغة 1.25 مليار دولار، المستحقة في 2028 إلى أقل من 60 سنتا على الدولار، هبوطا من نحو 70 سنتا في نهاية الأسبوع الماضي وما يزيد قليلا على 90 سنتا في بداية العام.
الثلاثاء أيضا، تراجعت سندات شركة ديبولد نيكسدورف التي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار مستحقة في 2024، التي تحمل تصنيفا منخفضا CCC، إلى ما يزيد قليلا على 40 سنتا على الدولار - وهي منطقة يعدها المستثمرون مثقلة بالديون. وكان قد تم تداولها فوق 90 سنتا إلى الدولار أخيرا قبل أسبوعين ـ جاء التراجع بعد أن أعلنت الشركة أرباحا ضعيفة.
قال أوكتافيو ماركيز، الرئيس التنفيذي لشركة ديبولد، "مثل عديد من الشركات، واجهنا عددا من التحديات خلال الربع الأول جراء الجائحة العالمية، والحرب في أوكرانيا، وارتفاع التضخم، وعدم اليقين بشأن الأسواق المالية وسلاسل التوريد العالمية".
الفارق بين مؤشر السندات ذات العائد المرتفع الذي تمت مراقبته على نطاق واسع وسندات الخزانة الأمريكية المكافئة - التي تعزل العائد الذي يريده المستثمرون لإقراض الشركات الخطرة - ارتفع 0.59 نقطة مئوية إلى 4.77 في المائة منذ بداية الأسبوع الماضي حتى الخميس ـ كان 3.10 في المائة في نهاية 2021.
بحسب جون جريجوري، رئيس مجموعة الاستدانة في ويلز فارغو، "هذا يعني أن الناس بدأوا يشعرون بالتوتر إزاء أداء الشركات ذات التصنيف المنخفض في فترة الانكماش الاقتصادي. أصبح الناس أكثر تشاؤما بشأن الاقتصاد الأوسع في المدى الطويل".
تظل تقارير أرباح الشركات ذات العائد المرتفع متطرفة وسط موسم تقارير متفائل على نطاق واسع. مع ذلك، فإن هوامش الربح في عدد متزايد من الشركات ذات الأداء القوي تتعرض أيضا لضغوط حيث يختبر التضخم قوة التسعير التي تمتعت بها في التعافي من الجائحة الذي غذاه التحفيز.
وفقا لشركة فاكت سيت، أرقام الربع الأول تشير إلى هامش ربح صاف متباين لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 يبلغ 12.3 في المائة. وسيكون هذا خامس أعلى هامش لأي ربع منذ 2008، لكنه أقل نصف نقطة من مستوى العام السابق.
كانت ستاربكس من بين الشركات التي قالت إن التضخم في تكاليفها فاق قدرتها على رفع الأسعار. كذلك حذر مصنعون، مثل إلينوي تول ووركس وإيمرسون إلكتريك، من الضغط على الهوامش على الرغم من جهودهم لنقل زيادات التكلفة إلى العملاء.
قال محللو بانك أوف أمريكا إن الشركات الأمريكية "خففت" توقعات الهوامش، بينما أشارت تعليقات المديرين التنفيذيين على مكالمات الأرباح إلى انخفاض حاد في معنويات الشركات.
لم يؤثر التحول في جميع القطاعات بالتساوي. قالت شركات تتعامل مع المستهلك مباشرة، بما فيها مونديليز وبروكتر آند جامبل وهاينز كرافت وإيربنب، إن ارتفاع أسعارها لم يلق مقاومة تذكر. وأعربت عن ثقتها في أن نطاقات منتجاتها الواسعة ستسمح لها باستيعاب المبيعات بأسعار منخفضة إذا لجأ "المستهلكون إلى البضائع الأقل ثمنا وجودة".
قالت شركات أخرى إنها لاحظت علامات على إرهاق المستهلكين. أشارت ماكدونالدز إلى عدم وجود تراجع كبير عندما رفعت الأسعار في الولايات المتحدة 8 في المائة، لكن بعض المستهلكين من ذوي الدخل المنخفض تحولوا إلى أصناف أرخص في قائمتها.
نحو 80 في المائة من أكثر من 430 شركة من الشركات المكونة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 التي أبلغت عن نتائج الربع الأول تفوقت على التقديرات. كان نمو الأرباح على مستوى المؤشر البالغ 9 في المائة تقريبا هو الأضعف منذ أكثر من عام، لكنه كان متماشيا مع ما كان يتوقعه المحللون حتى قبل الاضطرابات الإضافية التي سببتها الحرب في أوكرانيا وتسريع خطط الفيدرالي فيما يتعلق بأسعار الفائدة.

الأكثر قراءة