روسيا: الغرب يشن علينا حربا شاملة الكل سيعانيها
انتقدت القيادة السياسية الروسية تصرفات الغرب حيال موسكو مستخدمة مجددا تعبيرات من الحرب العالمية الثانية.
ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله خلال جلسة لما يعرف بـ«مجلس السياسة الخارجية والأمنية» القريب من الكرملين، أمس «لقد أعلن الغرب بشكل جماعي الحرب الهجينة الشاملة علينا، ومن الصعب التنبؤ بمدة استمرار هذا كله، لكن الواضح أن الجميع بلا استثناء سيشعر بالتداعيات».
وأضاف لافروف أن بلاده فعلت كل ما يمكنها من أجل تجنب وقوع مواجهة مباشرة لكنها تقبل التحدي، مشيرا إلى أن روسيا اعتادت العقوبات في نهاية المطاف، وانتقد لافروف ما وصفه بأنه «اندلاع لمعاداة روسيا من العصر الحجري».
يذكر أن مصطلح «الحرب الشاملة» لقي انتشارا واسع النطاق بعد خطاب وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز في القصر الرياضي في برلين عام 1943.
وسبق لافروف، انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعقوبات الغربية مستخدما مصطلح «الحرب الخاطفة» الذي ارتبط بتكتيكات الجيش النازي الألماني في الحرب العالمية الثانية.
في الوقت نفسه، يمنع الكرملين استخدام كلمة حرب على الهجوم الروسي على أوكرانيا ويطلق عليه رسميا اسم «العملية العسكرية الخاصة».
من جانبه، توقع رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أن تشهد الحرب في بلاده «منعطفا» في آب (أغسطس) المقبل وأن تهزم روسيا «قبل نهاية العام»، مؤكدا أن كييف ستنجح في استعادة السيطرة على كل أراضيها، بحسب «الفرنسية».
وقال كيريلو بودانوف في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز البريطانية بثت البارحة الأولى إن الانتصار لن يكون «سهلا» لكنه «سيحصل»، مبديا «تفاؤله» بالتطور الراهن للنزاع.
وأضاف أن «المنعطف سيكون في النصف الثاني من آب (أغسطس) المقبل و«أغلبية العمليات العسكرية ستنتهي بحلول نهاية العام».
وفي رأي بودانوف أن الجيش الروسي «يتكبد خسائر جسيمة في العدد والعتاد» لأن أوكرانيا تعرف كل شيء عنه ويشمل ذلك خططه العسكرية.
وأعلنت روسيا حتى الآن سيطرتها الكاملة على مدينة واحدة مهمة فقط هي خيرسون (جنوب).
وبعد الفشل على أبواب كييف، أعادت قيادة الأركان الروسية النظر في أهدافها وركزت هجومها على شرق البلاد وجنوبها. وتشهد منطقة دونباس معارك شرسة راهنا. ونقلت هيئة الأركان الأوكرانية أن الجيش الروسي استخدم في منطقتي دونيتسك وتافريا «قذائف هاون ومدفعية وقاذفات قنابل ووسائل جوية لتكبيد الجيش الأوكراني أكبر قدر من الخسائر».
وتقدر وزارة الدفاع الأوكرانية الخسائر الروسية بأكثر من 26 ألف جندي و199 طائرة ونحو 1200 دبابة منذ بدء التدخل العسكري الروسي في 24 شباط (فبراير). وتتحدث مصادر غربية عن مقتل 12 ألف جندي روسي. ولا تتوافر أي إحصاءات مستقلة في هذا الصدد.
وأعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في فنلندا أمس، دعمه للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بحسب بيان صادر على الموقع الإلكتروني الخاص بالحزب عقب اجتماع خاص.
وأيد رئيس فنلندا ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين الانضمام إلى الناتو «دون تأخير»، في وقت سابق هذا الأسبوع، قائلين إن ذلك سيعزز أمن البلاد.
ويعني دعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمسألة انضمام فنلندا للناتو أن أغلبية كبيرة في البرلمان الفنلندي تؤيد الانضمام، وهو قرار تتخذه الحكومة ولكن أيضا يستلزم موافقة برلمانية.
وجددت مارين دعمها للانضمام للناتو خلال كلمة ألقتها أمام مندوبي الحزب أمس، قائلة إن روسيا أظهرت عدم احترامها للاتفاقيات الدولية، بحسب الموقع الإلكتروني يل. وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفنلندي سولي نينيستو، أن إنهاء الحياد العسكري لفنلندا سيكون «خطأ».