رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


البكتيريا تحدد شخصيتك

ما الذي حدث على مر العصور وغير صحتنا وأثر في نفسياتنا فأصبحت أجسادنا في الغالب هزيلة قابلة للمرض وأصبحنا أكثر انطواء وعزلة وعصبية وقلقا. هل هو تسارع الزمن أم أن هناك عوامل أخرى أثرت فينا.
لقد أثارت هذه المسألة فضول العلماء وحاولوا الربط بينها وبين عدة عوامل، من أهمها الغذاء الذي نتناوله وربطوا بينه وبين تلك الكائنات الكامنة في أمعائنا، ووجدوا صلة مثيرة للاهتمام بين تنوع أصناف البكتيريا المعوية وبين السمات الشخصية، مثل حب الاختلاط بالآخرين والاستمتاع بالأصحاب والميل إلى المشاعر السلبية والإبداع والفضول الفكري.
توضح الباحثة كاترينا جونسون الحافز وراء بحثها قائلة: "تزداد الأبحاث التي تركز على الصلة بين الميكروبات المعوية وبين الدماغ والسلوك، وأجريت أغلب تلك الدراسات على ما يعرف بالمحور العقلي المعوي في الحيوانات، بينما في دراسة البشر ركز الباحثون على تأثير الميكروبات المعوية وتنوعها في الحالة النفسية". قامت الباحثة بدراسة البكتيريا المعوية لـ655 شخصا بين رجل وامرأة، وسؤال المشاركين عن صحتهم وسلوكهم ودراسة العوامل الاجتماعية المحيطة بهم، وكيفية ولادتهم ونوعية تغذيتهم في الصغر والمضادات الحيوية التي تناولوها في الأشهر الستة الأخيرة وحالة الأمعاء والمكملات المحتوية على البروبيوتيك.
كانت نتائج هذه الدراسة والدراسات اللاحقة مثيرة للدهشة لإيجادها صلة فريدة بين التواصل الاجتماعي وتنوع المحتوى الميكروبي "الميكروبيوم" في البشر، أي إن العلاقات الاجتماعية والتفاعل المجتمعي يمكنها تعزيز تنوع ميكروبات الأمعاء الدقيقة. كما كشفت الدراسة أن قلة تنوع الميكروبات المعوية تؤدي إلى ارتفاع في مستويات التوتر والقلق.
ويقلل الغذاء الغني البروبيوتيك مثل الجبن المخمر ومخلل الملفوف، الزبادي والخميرة أو البريبيوتك مثل الموز والبقول والحبوب الكاملة والهليون والبصل والكراث، من القلق والإجهاد والعصبية، كما يجعل الشخص أقل عرضة للأمراض العقلية، والغريب أن هذه النتيجة لا تنطبق على البروبيوتيك أو البريبايوتك عند أخذها على شكل مكملات غذائية.
أما السيريلاك الذي تطعمه لأطفالك الرضع قد يؤدي إلى تقليل تنوع البكتيريا لديهم، أي إن ما نتناوله في الصغر يتحكم في صحة أمعائنا ونفسياتنا كبارا، لأن "أنت ما تأكل" لم تعد عبارة عابرة، بل حقيقة مثبتة تؤثر في سلوكك، ونفسيتك، وعلاقاتك الاجتماعية، ومزاجك.
يقول علي بولاني الأستاذ المساعد في قسم العلاج الطبيعي، "يتدخل ما تأكله في تكوين البكتيريا والميكروبيوم في أمعائك، ونحن استطعنا إيجاد رابط بين ميكروبيوم الفرد وسماته الشخصية"، والأجمل أن هذه الميكروبات قد تفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة للتوحد والاكتئاب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي