"كليرليك" .. شركة استحواذ أمريكية وراء تمويل صفقة نادي تشيلسي

"كليرليك" .. شركة استحواذ أمريكية وراء تمويل صفقة نادي تشيلسي
بهداد إقبالي "يمين" وخوسيه فيليسيانو، مؤسسا شركة كليرليك
"كليرليك" .. شركة استحواذ أمريكية وراء تمويل صفقة نادي تشيلسي

عندما كانت مجموعة كارلايل العملاقة للأسهم الخاصة تعمل على شراء شركة إدارة الديون "سي بي إيه إم" في وقت سابق من هذا العام، كانت تخوض حرب مزايدات مع شركة استحواذ غير معروفة اسمها "كليرليك كابيتال" Clearlake Capital ـ مقرها في الولايات المتحدة. توقفت "كليرليك" عند سعر 787 مليون دولار، تاركة "كارلايل" تفوز بالمزاد، لكن ذلك أدى إلى فوز "كليرليك" بجائزة أكبر.
خلال المفاوضات أصبح مؤسسا "كليرليك" المليارديرين، خوسيه إي فيليسيانو وبهداد إقبالي، قريبين من تود بوهلي، مؤسس شركة إلدريدج إندستريز، التي تمتلك شركة سي بي إيه إم وعشرات من الشركات الأخرى، بما في ذلك حصة في فريق لوس أنجلوس دودجرز للبيسبول.
الجمعة الماضي، وافق بوهلي وشركة كليرليك على شراء نادي تشيلسي مقابل أكثر من 4.25 مليار جنيه استرليني، محققين بذلك نصرا في معركة شرسة حول واحدة من أكبر الصفقات الرياضية على الإطلاق.
قاد بوهلي المجموعة التي تضم الملياردير السويسري هانسيورج فيس، والرئيس التنفيذي لشركة جوجنهايم بارتنرز، مارك وولتر، دانييل فنكلستاين، وهو عضو في حزب المحافظين في المملكة المتحدة وكاتب عمود في صحيفة "تايمز"، بينما تمول "كليرليك" أكثر من نصف سعر الشراء.
تمول "كليرليك" الشراء من صناديق الأسهم الخاصة، وهي مناورة غير عادية من شأنها أن تضع جزءا كبيرا من نادي كرة القدم في هيكل ذي عمر محدود، على الرغم من أنها يمكن أن تضيف مزيدا من الشركاء الماليين.
بالنسبة إلى "كليرليك"، صفقة تشيلسي الأبرز بين عدد من قصص النجاح الأقل شهرة في مجال الشراء الشامل. تدير الشركة التي يقع مقرها في سانتا مونيكا في كاليفورنيا أكثر من 75 مليار دولار من الأصول واستحوذت على 25 مليار دولار من الأصول الجديدة خلال العام الماضي، بما في ذلك صندوق استحواذ رئيس بقيمة 14 مليار دولار.
قال شون وودن، أمين الخزانة في ولاية كونيتيكت، التي استثمرت أكثر من 500 مليون دولار مع الشركة، "استمرت "كليرليك" في كونها واحدة من أفضل الشركات أداء في محافظ أسواقنا الخاصة".
حققت الصناديق الرئيسة التي جمعتها "كليرليك" بين 2013 و2018 عوائد صافية تراوح بين 34 في المائة و56 في المائة، وفقا لإفصاحات صناديق التقاعد العامة، ما يضعها في الربع الأعلى للصناعة. 12.6 مليار دولار استثمرتها "كليرليك" في أول ستة صناديق استحواذ رئيسة وصلت إلى أكثر من 27 مليار دولار في منتصف 2021، وفقا لمراجعة عامة صادرة عن ولاية كونيتيكت.
تأسست شركة كليرليك في 2006، وهي واحدة من أكثر المشترين نشاطا للشركات متوسطة الحجم في الولايات المتحدة. تستهدف الشركات المتخصصة، لكن المربحة للغاية في قطاعات السلع الاستهلاكية والصناعة والتكنولوجيا، التي تنمو من خلال عمليات الاستحواذ الممولة في الديون. كما أنها توظف خبراء تشغيل خارجيين لتقديم المشورة بشأن استراتيجيات تعزيز الأرباح.
أنجزت الشركة أكثر من 100 عملية استحواذ منذ بداية 2020، بما في ذلك نصف دزينة من عمليات الاستحواذ على شركات متداولة في السوق العامة، وفقا لبيانات ريفنتيف.
تمول "كليرليك" نحو ثلثي سعر الشراء لعمليات الاستحواذ باستخدام الديون، كما يقول مصرفيون الذين عملوا مع الشركة.
شركة خدمات الاتصالات "كونفرج ون" التي استحوذت عليها في 2014 مقابل أقل من 100 مليون دولار توسعت من خلال عدد قليل من عمليات الاستحواذ قبل أن تصبح شركة ويتم بيعها لشركة الاستحواذ "سي في سي كابيتال بارتنرز" مقابل 1.8 مليار دولار. حققت الصفقة لشركة كليرليك عائدا بلغ عشرة أضعاف، بعد خصم ديون تزيد على 700 مليون دولار حصلت عليها الشركة لإجراء عمليات استحواذ.
كانت أكثر صفقات "كليرليك" نجاحا هي الاستحواذ على شركة برمجيات الرعاية الصحية "بروفيشن" مقابل 180 مليون دولار من مجموعة "ولترز كلوير" في 2018. بعد إجراء أربع عمليات استحواذ، باعت "كليرليك" الشركة إلى فورتيف في كانون الأول (ديسمبر) الماضي مقابل 1.43 مليار دولار. نظرا لأن "كليرليك" مولت شراءها باستخدام الديون، فقد جنت أكثر من 20 ضعف أموالها.
قال وودن، أمين الخزانة في "كونيتيكت"، "تتيح استراتيجية الشركة المرنة (...) لفريق "كليرليك" الاستثماري تحديد فرص الاستثمار الجذابة وتنفيذها عبر ظروف السوق المختلفة. إنها أداة للتميز عن المنافسين".
التقى فيليسيانو وإقبالي في منتصف العقد الأول من القرن الـ21 أثناء عملهما على إنقاذ استثمارين. في ذلك الوقت، عمل فيليسيانو لدى شركة استثمار الديون المتعثرة "تيننبام كابيتال"، بينما كان إقبالي يتعامل مع عمليات الاستحواذ في " تي بي جي". في حين أن الصفقات لم تكن لها قيمة كبيرة، إلا أن الاثنين كونا علاقة.
جاء فيليسيانو، وهو من مواليد بايامون في بورتوريكو، إلى الولايات المتحدة في 1990 لدراسة الهندسة في جامعة برينستون، لكنه لم يزر الحرم الجامعي ولم يقض كثيرا من الوقت في الولايات المتحدة. من جانبها، غادرت عائلة إقبالي إيران إلى كاليفورنيا في 1986 ودرس إدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا، بيركلي.
في 2006، أسس الاثنان "كليرليك" وفق استراتيجية تتمحور حول عمليات الاستحواذ والاستثمارات المتعثرة، اعتمادا على الظروف الاقتصادية. جمعا رأس المال في وقت مبكر من خلال الاستفادة من برامج "المديرين الناشئين" لدى الأوقاف والمعاشات التقاعدية، لكنهما كافحا لجمع ما يصل إلى 500 مليون دولار.
سمح التفويض لفيليسيانو وإقبالي بالانتقال من عمليات الاستحواذ إلى الاستثمارات المتعثرة خلال أزمة 2008. عندما ترسخ الانتعاش، عادا إلى عمليات الاستحواذ. حقق الصندوق الافتتاحي لشركة كليرليك صافي عائد 15 في المائة.
ليست كل صفقة رابحة. أظهرت وثائق المعاشات التقاعدية أن شركة كليرليك كانت لديها نسبة خسارة 9 في المائة في صندوقها المخصص لحقبة الأزمة، وواجهت صعوبات مع بعض الاستثمارات التي لديها تعرض للطاقة.
يركز فيليسيانو عادة على الصفقات الصناعية والاستهلاكية، بينما يتعامل إقبالي مع البرمجيات والتكنولوجيا. قال أحد المقربين إن كلا صانعي الصفقات يعمل دون توقف.
في الآونة الأخيرة، أصبحت "كليرليك" أكبر مستخدم في "وول ستريت" لـ"عمليات التصفية التي يحرض عليها مديرو الصناديق أو الرعاة"، وهي طريقة جديدة تمثل سوقا مزدهرة في الأسهم الخاصة. في هذه الصفقات، تعثر "كليرليك" على شركة أسهم خاصة لشراء جزء كبير من أحد استثماراتها الحالية وتقدم للمستثمرين فرصة للبيع عند التقييم الجديد، أو تحويل حصتهم إلى صندوق جديد يحتفظ بالاستثمار لنحو أربعة أعوام أخرى.
تم اكتشاف هذه الطريقة أثناء الوباء، حيث قامت ببيع جزءا من شركة البرمجيات "إفانتي" لشركة "تي إيه أسوسيتس في آب (أغسطس) 2020 بتقييم قدره مليارا دولار حقق مكاسب كبيرة. قبل عام، استثمرت شركة شراء ثالثة، تشارلز بنك كابيتال، في إفانتي بتقييم أعلى مرتين من صفقة 2020.
قال إيان تشارلز، أحد المقربين الذين أسسوا "أركتوس"، وهي شركة استثمار بديل، "إن فريقهم جيد حقا في إبراز هذه القيمة المخفية بسرعة، وبمجرد أن يفعلوا ذلك، فإنهم جيدون جدا في تحقيق الدخل من هذا المكاسب المبكرة بطرق إبداعية ومبتكرة".
أضاف أحد المصرفيين، "أنها تحافظ على مكاسب للصندوق القديم لكنها تسمح للمدير بالاحتفاظ بالتعرض لنمو استثمار جذاب". قال آخر، "بالنسبة لشركة في وضع النمو، فإنها تمنح "كليرليك" أيضا القدرة على الاحتفاظ بالأصول الخاضعة للإدارة".
أبرمت "كليرليك" خمس صفقات مستمرة، حيث جمعت 8.5 مليار دولار من الأصول، وحققت أكثر من عشرة مليارات دولار من الاستثمارات في العامين الماضيين.
إلى جانب عمليات الاستحواذ، يعرف كلا المليارديرين بأنه من أكبر الداعمين لشركات الاستثمار الجديدة التي تقودها الأقليات. لقد قاما بتمويل وتوجيه ما يقارب 100 شركة، لا سيما من خلال جهد يزيد على 50 مليون دولار يسمى مبادرة "سوبرتشارج"، بقيادة فيليسيانو وزوجته كوانزا جونز.
قال آدم ديموياكور، من شركة ولشاير لاين كابيتال، "عندما تنظر إلى الوراء بعد خمسة أو عشرة أعوام من الآن، سترى نموا مشتقا لمديري الاستثمار المتنوعين بدأ مع خوسيه وكوانزا. هناك جيل تقريبا ترعرع على يديهما."
وضع فيليسيانو وإقبالي أنظارهما على دنفر برونكو، من الدوري الوطني لكرة القدم، وهي صفقة يحتمل أن تكون أكبر من صفقة تشيلسي، يتنافسان عليها بأموالهم الخاصة.
كلاهما يمتلك أصلا ذا قيمة، يمتلكان 80 في المائة من "كليرليك". في 2018، باعا حصة في الشركة للمستثمرين بتقييم قدره أربعة مليارات دولار واستثمرا مئات الملايين من الدولارات في صناديق "كليرليك". ارتفعت قيمة الشركة منذ ذلك الحين، وتقدر مجلة فوربس ثروة كل منهما بثلاثة مليارات دولار.
كان المصرفيون يروجون لطرح "كليرليك" العام، وهو خيار تدرسه الشركة لكنها لم تتخذ أي قرار بشأنه.
ألن تكون هذه هي الأداة التالية من حيث إيجاد القيمة؟ قال أحد المصرفيين، "إذا كانت أي شركة ستفعل ذلك، فستكون شركة مثل كليرليك".

الأكثر قراءة