قطاع التجزئة الأمريكي يشعر بضغط سوق الوظائف
كان لدى بريانا لاكيز 30 يوما لتوظيف عشرات الموظفين بعد أن اشترت متجرا لملابس النساء في مركز جالريا دالاس التجاري الشهر الماضي، لكنها وجدت ستة موظفين فقط.
قالت سيدة الأعمال، من تكساس، "لقد اصطدمنا بعثرة في الطريق. تقع مسؤولية العمليات الآن على عاتقي".
المأزق الذي وقعت فيه شائع بين أصحاب المتاجر الأمريكية. مع تراجع معدل البطالة إلى أدنى مستوياته، لم يكافح أي قطاع أكثر من تجار التجزئة لملء الوظائف. أعلن تجار القطاع 155 ألف وظيفة شاغرة جديدة في آذار (مارس)، ليصل العدد الإجمالي للوظائف الشاغرة إلى 1.3 مليون، وفقا لبيانات صادرة الأسبوع الماضي.
في نيسان (أبريل)، وظف تجار التجزئة 29200 شخص فقط، من إجمالي 428 ألف وظيفة تمت إضافتها خلال الشهر، بحسب تقرير الوظائف الأمريكية الجمعة.
تعد مشكلات العمالة لدى تجار التجزئة أحد العوامل وراء ارتفاع الأسعار في خط المحاسبة، التي ساعدت إلى جانب الغذاء والطاقة والإسكان وغيرها من الضروريات على دفع التضخم الأمريكي إلى 8.5 في المائة سنويا، وهو أسرع معدل زيادة في 40 عاما.
شهد القطاع نموا حادا في المبيعات في 2021 حين انتعش الاقتصاد من جائحة فيروس كورونا، ويتوقع تجار التجزئة أن يظل الطلب مرتفعا في 2022. يقول أصحاب الأعمال، بمن فيهم لاكيز، إن سوق العمل الضيقة تجعل من الصعب بشكل متزايد مواكبة الانتعاش.
أفاد تقرير جداول الرواتب بأن الأجور في تجارة التجزئة ارتفعت 4.9 في المائة على أساس سنوي في نيسان (أبريل)، أي أقل من قفزة بلغت 5.5 في المائة لمتوسط أجر عامل القطاع الخاص في الولايات المتحدة. يكسب عمال التجزئة في المتوسط نحو 684 دولارا في الأسبوع، مقارنة بمتوسط في القطاع الخاص يزيد على 1100 دولار.
المخاوف من أن سوق العمل المحمومة، والأجور المرتفعة المصاحبة لها، ستؤدي إلى تفاقم مشكلة التضخم الحادة، ما جعل الاحتياطي الفيدرالي يتأهب لتشديد السياسة النقدية بوتيرة سريعة في الأشهر المقبلة. ويكمن القلق في احتمال حدوث "دوامة أجور" حيث يطالب العمال بأجور أعلى من أجل مواكبة ارتفاع أسعار المستهلكين.
قال جاي باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء، "لا يمكننا أن نسمح بحدوث دوامة أجور، ولا يمكننا السماح لتوقعات التضخم بأن تصبح غير مقيدة"، على الرغم من الإشارة إلى أن هذه الديناميكية لم تترسخ حتى الآن.
وعقب زيادة أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية، أشار باول إلى مزيد من هذه التحركات آتية هذا العام. قال، "إنه وقت جيد أن تكون عاملا يتطلع إما إلى تغيير الوظيفة وإما الحصول على زيادة في الأجر في وظيفتك الحالية". وفقا لبعض التقديرات، كان هناك ما يقارب 1.9 فرصة عمل متاحة لكل شخص عاطل عن العمل اعتبارا من آذار (مارس) الماضي.
رفعت "وولمارت" أجور العاملين بالساعة مرتين في 2021، وبذلك وصل متوسط الأجر لعمالها البالغ عددهم 1.4 مليون عامل إلى 16.40 دولار في الساعة، بينما رفعت "تارجت" أجورها إلى أعلى من ذلك، وقالت في آذار (مارس) إنها ستنفق 300 مليون دولار لتعزيز الأجور والمزايا لموظفيها البالغ عددهم 409 آلاف موظف، مع أجور تبدأ بين 15 و24 دولارا في الساعة، بناء على الموقع.
تبنى أرباب العمل أيضا طرقا إبداعية لجذب الموظفين الجدد. أعلنت شركة "هوم ديبو" أنها ستبدأ في تقديم عروض عمل في اليوم التالي للمقابلات. وقدمت كل من "وولمارت" و"تارجت" و"أمازون" مزايا دراسية للموظفين الذي يعملون بالساعة.
يقدم روس رينولدز، الرئيس التنفيذي لشركة سبوتليس براندز لغسيل السيارات، مكافآت للموظفين لإقناع أقاربهم بالانضمام إلى الشركة.
يريد رينولدز افتتاح 75 موقعا جديدا في جميع أنحاء البلاد بحلول نهاية العام. لكن دون مزيد من العاملين، لن تكون كل هذه المواقع نموذجية على النحو المطلوب. بعضها يشبه إلى حد كبير غسيل السيارات السريع، حيث يتوقف العملاء عند البوابة ويستخدمون آلة لاختيار خدمة بأقل قدر من المساعدة من العمال.
قال رينولدز، "إنها تساعدنا على التكيف في سوق حيث لا يمكننا العثور على أشخاص".
أختصرت لاكيز، مالكة متجر دالاس، المقابلة الخاصة بالوظائف الجديدة في متاجرها إلى ثلاثة أسئلة فقط ونظمت برنامجا تدريبيا يسمح لها بالحصول على موظفين جدد، يطلق عليهم "المصممون"، في طابق المبيعات في أقل من أسبوع.
أغرت حوافز التوظيف عديدا من الموظفين وجعلتهم يبتعدون عن وظائفهم القديمة، ما ساعد على رفع عدد أولئك الذين استقالوا طواعية إلى مستوى قياسي بلغ 4.5 مليون في آذار (مارس). قال مارك ماثيوز، نائب الرئيس في الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة، إن المتاجر أصبحت أيضا مناطق تجنيد للشركات في صناعات أخرى، وأحيانا ذات رواتب أعلى.
يتلقى تجار التجزئة الآن عددا أقل من الطلبات، وفقا لشركة استقطاب الكفاءات "آي سي آي إم إس"، التي عملت مع "شيبوتلي" و"دولار جنرال" و"فوت لوكر". استقبل أرباب العمل في المتوسط 17.8 متقدم لكل وظيفة شاغرة في آذار (مارس)، مقارنة بـ22 متقدما في كانون الثاني (يناير) 2021.
يقول نيك بنكر، الخبير الاقتصادي لموقع العمل "إنديد"، "من وجهة نظر العامل، هذا شيء يستحق الاحتفال"، مضيفا أن العاملين في تجارة التجزئة والمطاعم وغيرها من الصناعات التقليدية ذات الأجور المنخفضة استفادوا أكثر من غيرهم من سوق العمل الضيقة.
استجاب تجار التجزئة للطلب المتزايد خلال الوباء جزئيا من خلال التوسع في التجارة الإلكترونية. هناك الآن دلائل على أن النمو آخذ في الاستقرار: قالت أمازون، عملاق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، الشهر الماضي إن اندفاعها القوي نحو التوسع ترك لديها فائضا في الموظفين.
اعترف رينولدز بأن أصحاب الأعمال، أمثاله، لا يتوقعون أن يصبح التوظيف أسهل في أي وقت قريب.
قال، "تفتقر وظائفنا إلى المرونة من بعض النواحي. لا يمكنك غسل السيارات من خلال مكالمة زووم. لذلك علينا تعويض ذلك بطرق أخرى".