هل تعرف السر .. لماذا تزدهر شبكات الموظفين السابقين؟
كان الأمر أشبه إلى حد ما بتلقي دعوة لحضور تجمع بعد حفل سري. عندما تركت وظيفتي الأخيرة، تلقيت دعوة للانضمام إلى قناة سلاك للموظفين السابقين. كان الأمر كما لو كنت قد نهضت من على مكتبي، مشيت عبر المكتب وفتحت بابا خلفيا حيث – كانت المفاجأة! – جميع أصدقائي القدامى في العمل الذين انتقلوا قبلي قد اجتمعوا معا.
لم تكن هذه هي المجموعة الأولى من نوعها التي انضممت لها، لكن ذلك لم يقلل من الفرحة التي شعرت بها عندما سجلت دخولي إلى الموقع. قد يكون من المزعج، إن لم يكن مؤلما، أن تنقطع عن زملائك الذين بنيت معهم علاقات لـ40 ساعة في الأسبوع على مدى عدة أعوام. ولتسهيل هذه المرحلة الانتقالية، والتأكد من أن لديهم مكانا للبقاء على اتصال مع أصدقاء العمل، ينضم زملاء العمل إلى روابط الموظفين السابقين. كانت هذه المجموعة الثالثة من نوعها التي انضممت لها، وهي مفتوحة للموظفين السابقين من جميع أقسام الشركة، التي كنت أعمل فيها. كما أنني عضوة في قناة سلاك مخصصة تحديدا لموظفي التحرير السابقين في تلك الشركة، إضافة إلى مجموعة فيسبوك للموظفين السابقين ممن كنت أعمل معهم في وظيفتي الأولى.
يرعى كثير من الشركات مجموعات الموظفين السابقين الرسمية "تضم مجموعتي شركة سيتي للموظفين السابقين وموظفي شركة جنرال إلكتريك السابقين على منصة لنكد إن أكثر من 50 ألفا و40 ألف عضو، على التوالي". ولا تتم إضافة الموظفين دائما واحدا تلو آخر. وفي حالة تسريح العاملين، أو الاستحواذ، أو برامج الفصل، أو إفلاس الشركات يمكن إضافة مجموعة كبيرة من الأعضاء الجدد معا دفعة واحدة، أو إنشاء مجموعة جديدة بالكامل.
سواء كانت شبكة الموظفين السابقين موجودة على منصة فيسبوك، أو مجموعة لينكد إن، أو قناة سلاك، أو خدمة ديسكورد، أو مجموعة دردشة غير رسمية، فإن أحد أكثر استخداماتها شيوعا هو البحث عن وظيفة ونشر الأنباء حول الوظائف المتاحة.
هناك مزايا واضحة للإعلان عن فرص العمل في شركتك الحالية للأشخاص، الذين عملت معهم وتثق بهم. فهي تساعد مجموعات الموظفين السابقين في تسهيل ما يرقى أحيانا لاجتماع أفواج صغيرة من زملاء العمل السابقين مرة أخرى في شركة جديدة.
إضافة إلى فرص العمل المحددة، توفر هذه المجموعات منفذا للتواصل على نطاق أوسع بشأن اتجاهات الصناعة، ومشاركة الموارد والحفاظ على الجوانب الإيجابية لثقافة مكان العمل، التي شاركتها يوما ما. تتحدث مجموعات من الصحافيين عن أي المطبوعات التي تسعى للحصول على أي نماذج الاشتراك، ويتبادل المهندسون الموارد لأطر عمل البناء أو وضع شيء ما على البلوكتشين.
بالنسبة لأماندا ماكواد، مصممة نسيج، أتاحت لها هذه المجموعات الفرصة لتستذكر أفضل نواحي وظيفتها في مجال البيع بالتجزئة. بدأت ماكواد حياتها المهنية في مجال الموضة مديرة متجر لمصلحة سلسلة الملابس الأمريكية المغلقة الآن، ميتروبارك. وعلى الرغم من إغلاق الشركة قبل أكثر من عقد من الزمان، لا يزال مئات الموظفين السابقين ينشرون في مجموعة فيسبوك، وغالبا ما يتشاركون قوائم تشغيل أغان من منصة سبوتيفاي. تقول ماكواد: "يتعلق كثير من المنشورات بالموسيقى لأن الشركة كانت مشهورة جدا بتشغيلها لقوائم تشغيل رائعة في المتجر. لقد اكتشفت كثيرا من الموسيقى من خلال عملي هناك".
إضافة إلى فرص العمل المحددة، توفر هذه المجموعات منفذا للتواصل على نطاق أوسع بشأن اتجاهات الصناعة، ومشاركة الموارد والحفاظ على الجوانب الإيجابية لثقافة مكان العمل، التي شاركتها يوما ما.
أثبتت مجموعة سلاك التي تضم موظفي شركة إيربنب السابقين، المؤلفة من أكثر من ثلاثة آلاف عضو نشط، أنها مورد ذو قيمة، خاصة للموظفين السابقين، عندما أطلقت الشركة طرحها للاكتتاب العام الأولي في نهاية 2020. كتبت فيونا تاي، موظفة هندسة سابقة، دليلا حول خيارات الأسهم للموظفين السابقين قبل أن تتحول الشركة إلى شركة عامة. وتقول تاي: "تعد الأسهم عنصرا ذا مغزى من عناصر التعويض في صناعة التكنولوجيا، لكن في كثير من الأحيان يعود الأمر إلى الأفراد الذين يبحثون في هذا النظام المعقد بأنفسهم، وكونك موظفا سابقا تكون غير مدرك لهذه المعلومات".
وعلى الرغم من عدم ارتباطها رسميا بالشركة، إلا أن مجموعة موظفي شركة إيربنب السابقين لديها توجيهات صارمة للنشر، مع قواعد تحظر التعليقات "المهينة أو الافترائية" ضد الشركة. وبحسب فاطمة حسين، وهي واحدة من مشرفي المجموعة الثلاثة، من "النادر جدا" أن يشعروا بالحاجة للتدخل للتوسط في مخالفة القواعد.
ليست كل الشبكات داعمة أو تشعر بالحنين لشركاتها القديمة. فغالبا ما يستخدم الموظفون السابقون شبكاتهم لتبادل القيل والقال حول شركتهم القديمة، والتعبير عن تظلماتهم وآرائهم حول تطور الشركة، ولا سيما في حالة الاستحواذ، أو تسريح العاملين، أو حالات الخروج الأخرى في ظروف أقل سعادة.
تتساءل سارة جوندرسون، التي عملت مصممة في شركة سيرس قبل أن تغلق الشركة مكتب التصميم الخاص بها في نيويورك، عما إذا كان "هناك شيء ما يتعلق بتجربة سلبية أو تسريح للعمال يحفز حاجة الموظفين لبدء مجموعتهم الخاصة، وشبكة الدعم الخاصة بهم خارج المجموعات التي ترعاها الشركات".
أشارت موظفة مهنية أخرى تعمل في مجال البحث والتطوير، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى مدى أهمية شبكة الموظفين السابقين في مساعدتها معنويا على تخطي عمليات التسريح وتداعيات قرارات العمل المتسرعة في شركتها السابقة. تقول: "عندما تغادر، يكون هناك حزن خاص بالوظيفة وهو أمر لا بد أن يحدث. تحتاج إلى طريقة للتحدث عن هذا الحزن والارتباك. مثل هذه الشبكات مفيدة. لكن أماكن العمل لا توفر دائما هذا المستوى من التنفيس. وهذا شيء أعجبني في الشركة التي عملت فيها. كان الأشخاص هم الجزء الأفضل".
بالفعل، عادة ما يكون الأشخاص هم أفضل جزء في العمل. فقد أصبحت الشركات التي تزعم أنها "مثل العائلة" نوعا من إشارة الخطر عندما تأتي الرسائل من المناصب العليا، لكن شبكات الموظفين التي يشرف عليها الموظفون تبدو أقرب إلى الأسرة. إنها مليئة بالأشخاص الذين يرعون الروابط التي شكلوها مع زملائهم القدامى، والذين يأخذون زمام المبادرة لمواصلة تطوير هذه العلاقات بشكل عضوي. ويستخدم كثير من الأشخاص مجموعات الموظفين السابقين لتنظيم ساعات سعيدة ولقاءات شخصية.
يشكل بعض الأشخاص صداقات حميمة مع زملاء عمل قدامى وينقسمون إلى دردشات جماعية أصغر. أحد المهندسين الذي عمل في عدد من الشركات الإعلامية وطلب عدم ذكر اسمه، كان عضوا في مجموعة دردشة على تطبيق تليجرام، التي ظلت نشطة بشكل يومي تقريبا منذ 2017. بعد خمسة أعوام منذ انفصالهم، لم يعد الأصدقاء يتحدثون كثيرا عن صاحب عملهم المشترك القديم. بدلا من ذلك، تركز الدردشة في الغالب على السياسة والأبوة والأمومة وكثير من النكات، بينما شكل كريس، مصمم منتجات مخضرم يعمل في مجال التكنولوجيا، فرقة موسيقية مع ثلاثة من زملائه السابقين، لقد وجدوا معا طريقة للعزف.