فرانشيسكا ماكدونا .. مصرفية فولاذية تتجه لقيادة "كريدي سويس"

فرانشيسكا ماكدونا .. مصرفية فولاذية تتجه لقيادة "كريدي سويس"
فرانشيسكا ماكدونا

فرانشيسكا ماكدونا ليست أول مصرفية كبيرة تستقيل بسبب سقف الأجور في أيرلندا - في الواقع هي الخامسة التي تترك أكبر مقرضين في البلاد خلال أربعة أعوام.
في وظيفتها التالية، ستحتاج إلى كل ما تملك من الصلابة، التي اشتهرت بها. إنها تقفز من سفينة بانك أوف أيرلندا، تاركة خلفها مقعد الرئيس التنفيذي، لتذهب إلى واحدة من أكثر المؤسسات المالية عرضة للحوادث في أوروبا: كريدي سويس.
بينما ساعدت ماكدونا في تغيير بانك أوف أيرلندا، الذي يبدو أنه من المحتمل أن يخرج من ملكية الدولة هذا العام، أمضى كريدي سويس العامين أو الثلاثة الماضية متأرجحا من أزمة إلى أخرى، مع مشكلات تراوح من فضيحة تجسس على الشركات إلى ضربة مكلفة ومدمرة لإدارة المخاطر.
التحديات التي واجهتها ماكدونا في بانك أوف أيرلندا - انضمت قبل خمسة أعوام في خضم فضيحة إقراض الرهن العقاري في أيرلندا عندما كانت رسملة البنك السوقية نصف قيمة منافسه ألايد أيرش بانك ـ ستضعها بالتأكيد في وضع جيد عندما تتولى في تشرين الأول (أكتوبر) منصبها رئيسة للبنك السويسري في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.
الرئيس التنفيذي لبنك كريدي سويس، توماس جوتشتاين، قال لـ"فاينانشيال تايمز" إن ماكدونا أذهلته خلال عملية توظيفها بخبرتها وكفاءتها. وأضاف: "لديها خبرة كبيرة في إدارة الثروات والأعمال المصرفية اكتسبتها من عملها في بانك أوف أيرلندا وقبل ذلك في إتش إس بي سي. إنها حقا الشخص الأمثل بالنسبة لنا للاستفادة المتبادلة من مهاراتها".
ليست تلك المرة الأولى، التي تترك فيها ماكدونا "47 عاما" انطباعا. عندما رفضت ثلاث كليات في أكسفورد الطالبة الشاملة، التي لم يكن أي من والديها في الجامعة، اتصلت بهم، مقتنعة بحدوث خطأ. تذكرت لاحقا أنها كانت تعلم أنها يجب أن "تكافح قليلا" لتحقيق حلمها في أكسفورد.
تقول عن ذلك: "أعتقد كان هناك خطأ إداري. من المؤكد أنه مقدر لي الدراسة هناك". اثنتان من الكليات رفضتاها، لكن الثالثة دعتها للحضور وإقناعهم. قدمت بالفعل، ودرست الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جريفرايرز.
ولدت ماكدونا في جنوب لندن ونشأت في كرويدون، وهي من مناصري فريق كريستال بالاس والمهاجم النجم إيان رايت.
تنسب الفضل في صمودها إلى كونها ابنة لاجئة - انتقلت والدتها إلى المملكة المتحدة عندما كانت مراهقة خلال أزمة السويس - إضافة إلى كونها طالبة سابقة في مدرسة حكومية.
بعد الجامعة، كان "شغفها باستكشاف العالم"، كما قالت لاحقا، هو الذي أطلقها في برنامج تدريب للخريجين في قسم الخدمات المصرفية الاستثمارية في إتش إس بي سي في سن 22 عاما. بقيت في البنك لمدة عقدين، في كثير من الأحيان في الأدوار الدولية.
خلال فترة ولايتها، تجاوزت القيمة السوقية لبانك أوف أيرلندا قيمة ألايد ايرش بانك وبحلول وقت مغادرتها، في أيلول (سبتمبر)، من المفترض أن تكون الدولة قد أخرجت حصتها في البنك تماما. قالت شخصية في مجال البنوك تعرف ماكدونا جيدا: "إنها ليست على وشك أن ترفع قدمها عن الدواسة في الشهرين المقبلين".
أشارت إحدى الشخصيات البارزة في الصناعة، طلبت عدم الكشف عن اسمها، إلى أنها تتمتع بسمعة "الصراخ بصوت عال" وكونها "شخصية صعبة" للعمل معها.
لكن الشخص الذي يعرفها جيدا قال إن هذه كانت "وجهة نظر عفا عليها الزمن" - رغم أنها كانت "فولاذية (...) إلا أنها هادئة حينما تمر العاصفة. لديها معايير صارمة".
محبة للسفر وعاشقة للطعام، تقرأ نورديك نوير وروايات الجريمة للاسترخاء، وأضاف الشخص: "أي شخص يعرفها جيدا يعرف أن طريقة إلهائها هي عرض صور الكلاب عليها".
إنها تستمتع أيضا بالتصدي لمشكلات الشركة. "لديها فضول فكري كبير، وهي تستمتع بالنظر إلى المشكلات من زوايا مختلفة لترى كيف يمكنها إيجاد حل. إنها تتخذ قرارات صعبة - تشمر أكمامها وتهم بالمشكلة".
أثار قرارها ترك بانك أوف أيرلندا انتقادات بشأن تحديد سقف للأجور في البنوك الأيرلندية. بعد أن كانت البنوك متلقيا لأكبر خطة إنقاذ في منطقة اليورو منذ أكثر من عقد من الزمان، تخضع الآن إلى حد أقصى 500 ألف يورو بالنسبة لرواتب كبار المديرين التنفيذيين.
على الرغم من أن ماكدونا تلقت إعفاء من الحد الأقصى وحصلت على 961 ألف يورو العام الماضي، إلا أنها تتوقع مضاعفة أجرها على الأقل في كريدي سويس، بناء على أدوار مماثلة في البنك.
قال أحد كبار الشخصيات في الصناعة: "في الأعوام الأربعة الماضية، خسر البنكان الأساسيان في أيرلندا، ألايد أيرش وبانك أوف أيرلندا، رئيسين تنفيذيين وثلاثة مديرين ماليين. في كل حالة، هناك قاسم مشترك واحد: المكافأة".
يذكرنا انتقالها إلى كريدي سويس بالتحول، الذي قام به رالف هامرز قبل عامين من منصب الرئيس التنفيذي للبنك الهولندي آي إن جي إلى المنصب نفسه في بنك سويسري آخر، يو بي إس.
كان هامرز في السابق من أشد المنتقدين للقيود المفروضة على أجور المصرفيين في هولندا، بحجة أنها تسببت في هجرة الأدمغة. عندما انضم إلى يو بي إس، أصبح أحد المصرفيين الأعلى أجرا في أوروبا.
قبل شهرين، قالت ماكدونا نفسها في مقابلة مع صحيفة "بزنس بوست" الأيرلندية إن قيود الأجور في أيرلندا "لا تتماشى مع الواقع الآن". أضافت أن السقف كان مناسبا في ذلك الوقت. لكن البنوك الأيرلندية كان عليها الآن التنافس على الكفاءات "مع تقييد ذراع واحدة خلف ظهرها".
أوصى صندوق النقد الدولي بتخفيف سقف الأجور. في بيان صدر الخميس في نهاية مراجعة للاقتصاد الأيرلندي، سلط الضوء على "حاجة البنوك للاحتفاظ بالكفاءات" بصفتها واحدة من "القضايا العالقة" للأزمة المالية.
قال مسؤول بارز في الصناعة: "من الناحية السياسية، يعد التغيير صعبا للغاية، لكن له تكلفة. طالما لدينا قيود مفروضة، فإننا نخاطر دائما بأن تصبح البنوك الأيرلندية ساحة تدريب للشركات الأخرى".

الأكثر قراءة