رئيس «كورسيرا» الرحالة يتبنى العمل المرن لجذب أفضل المواهب

رئيس «كورسيرا» الرحالة يتبنى العمل المرن لجذب أفضل المواهب

اكتسب جيف ماجيونكالدا لقبا جديدا - "الرئيس التنفيذي الرحالة". لم تكن الأمور على هذا النحو دائما. قبل إغلاقات الجائحة التي تسببت في إغلاق مقر"كورسيرا" في كاليفورنيا، منصة التعلم عبر الإنترنت التي يقودها منذ 2017، كان يمضي كثيرا من الوقت في المكتب.
لكن ضربة فيروس كورونا والحاجة إلى العمل من المنزل أقنعتاه بتطوير سياسة "العمل من أي مكان" بشكل دائم وتعديل أسلوب قيادته.
أغلقت الشركة التي أسسها اثنان من أساتذة جامعة ستانفورد في 2012، التي تقدم مجموعة واسعة من الدورات من البرامج القصيرة إلى درجات الماجستير وماجستير إدارة الأعمال، مكاتبها في ماونتن فيو في آذار (مارس) 2020 بسبب الجائحة، وبعد بضعة أشهر، في أيلول (سبتمبر)، تم منح الموظفين خيار العمل حيث يرغبون إلى الأبد.
"قبل أن نغلق المكاتب كنت أتحدث إلى رئيس الموارد البشرية في الشركة، وقلت إنه إذا اضطررنا إلى إغلاق هذه المكاتب، فلن نتمكن من إجبار الناس على العودة أبدا"، كما يقول ماجيونكالدا، البالغ من العمر 53 عاما. إنه متحمس بشأن المرونة التي قدمها لموظفي "كورسيرا"، متحدثا في مقهى مكتظ في لندن. لكنه يقر بأنه ربما كان سيضطر إلى فعل ذلك في مرحلة ما على أي حال، بالنظر إلى المعركة على المواهب التكنولوجية.
يقول "هناك منافسة شديدة على المواهب الهندسية في وادي السيليكون، لدرجة أنه في أي وقت تأتي فيه الشركة بنوع جديد من المزايا التي يحبها المهندسون، فإنهم ببساطة يجبرون جميع الشركات الأخرى على تبني هذه الميزة". إذا قالت واحدة فقط من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل أو فيسبوك "إنه ليس عليك العودة إلى المكتب، فعند قولهم ذلك سيقول مهندسونا، لماذا علينا أن نعود"؟
كان الفريق التنفيذي قدوة، وغادر أعضاؤه المكتب الرئيس على الفور ليعيشوا حيثما يريدون. ذهب أحدهم إلى نيويورك، والثاني إلى شيكاغو، وآخر إلى إلدورادو هيلز في كاليفورنيا.
لكن كانت هناك أسباب أخرى لقرار ماجيونكالدا. في حين بدأت السياسة كخطة لاستبقاء الموظفين، سرعان ما اتضح أنها ستكون مفيدة في توسيع وصول "كورسيرا" إلى المواهب الجديدة. "سنتمكن من توظيف أفضل الأشخاص في أي مكان في العالم، لذلك كان تجمع المواهب العالمي هو السبب الأكبر، الآن يمكننا السعي وراء أفضل الأشخاص في العالم"، وليس فقط أولئك الذين تبعد عنهم مكاتب "كورسيرا" مسافة قصيرة.
يعتقد أن هذه السياسة سمحت للشركة أيضا بتحسين المساواة والتنوع داخل صفوفها. في الولايات المتحدة، لم يكن أكثر من ثلثي الموظفين الذين وظفتهم "كورسيرا" في النصف الأول من 2021 قريبين من أحد المكاتب. من بين هؤلاء، يعرف 41 في المائة بأنهم سود / إفريقيون أو لاتينيون. يعتقد ماجيونكالدا أن هذا أدى إلى تحسين التمثيل بشكل كبير في قوتها العاملة في غضون 12 شهرا. "وكان ذلك مقصودا جدا."
يقول "هذه فرصتنا لنصبح قوة عاملة أكثر تنوعا قبل أن نصبح كبارا للغاية". على الرغم من أنه لا يريد الادعاء أن التماثل لم يعد يعوق "كورسيرا"، فإنه يعتقد أنه عندما تتمكن الشركة من جذب الأشخاص من أي مكان وتقديم عمل مرن وقوى عاملة متنوعة، "فهذه ميزة توظيف استراتيجية مهمة جدا".
تربى ماجيونكالدا تربية متواضعة في باسيفيكا، وهي بلدة شاطئية صغيرة خارج سان فرانسيسكو، والتحق بجامعة ستانفورد لدراسة البكالوريوس، وبعد ذلك في 1996 أكمل ماجستير إدارة الأعمال في كلية إدارة الأعمال في الجامعة.
في ذلك العام انضم إلى "فاينانشيال إنجنز"، شركة إدارة استثمارات ناشئة على الإنترنت، كأول موظف فيها. بصفته الرئيس التنفيذي المؤسس، طرح الشركة للاكتتاب العام في 2010. وتقاعد فعليا في 2015، وكان لا يزال يبلغ 46 عاما فقط، ثم أصبح يسافر مع زوجته.
لكن باحثا عن الكفاءات كان يعرفه جيدا قدم إليه بفرصة محتملة لقيادة "كورسيرا"، وحصل على الوظيفة وألغيت خطط سفر أخرى إلى ماتشو بيتشو والقطب الجنوبي، بموافقة زوجته، لأنها كانت بالفعل من المعجبين بمنصة التعلم.
بعد أن تم إغراؤه لترك التقاعد، طرح ماجيونكالدا منصة كورسيرا للاكتتاب العام في آذار (مارس) 2021. تم تداولها في البداية عند 39 دولارا للسهم وارتفع في أيام إلى 62 دولارا أمريكيا للسهم، لكن السعر انخفض إلى أدنى مستوى عند 16 دولارا الشهر الماضي بعد فترة من الانخفاض المستمر. منذ ذلك الحين، انخفضت قيمتها السوقية المبكرة البالغة 5.9 مليار دولار إلى النصف إلى ثلاثة مليارات دولار. لكن ماجيونكالدا يقول "إن هذا يعكس اتجاهات هبوطية أوسع في الأسواق بين شركات النمو، ومجموعات تكنولوجيا التعليم الأخرى التي تعلن أرباحا مخيبة للآمال، وليس أداء كورسيرا كشركة".
في العام المنتهي في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2021، تكبدت "كورسيرا" خسارة صافية قدرها 145 مليون دولار مقارنة بخسارة صافية بلغت 67 مليون دولار في العام السابق. لكن ماجيونكالدا يعتقد أن الشركة تؤدي أداء جيدا. "إذا نظرت إلى معدل النمو لدينا، فقد زدنا الإيرادات 59 في المائة في 2020، وزدناها 41 في المائة في 2021، لقد أعلنا للتو في تقرير هاتفي أخير بشأن الأرباح أننا نخطط لتحقيق نمو يبلغ 30 في المائة في 2022".
في نهاية 2021، كان لدى "كورسيرا" أكثر من 90 مليون متعلم مسجل مقارنة بـ30 مليونا في 2020. من بين المنافسين لها "يوداستي" و"إد إكس"، اللتان لديهما نحو 19 مليونا و42 مليون مستخدم مسجل، على التوالي.
تتضمن المرحلة التالية من سياسة ماجيونكالدا للعمل من أي مكان اتخاذ قرار بشأن ما يجب فعله بمكاتب "كورسيرا" وكيفية جعل القوى العاملة الموزعة تشعر بالانتماء.
بالنسبة إلى المكاتب، لا ينوي التخلص منها، لكنه يراقب من كثب كيفية استخدام موظفي "كورسيرا" المساحة المتاحة لهم. ويعتقد أن للمكتب دورا حاسما في ثقافة شركته، لكنه يتوقع تقليص المساحة في المدى المتوسط إلى الطويل. قد يكون التركيز أكثر على المراكز لمجموعات الموظفين في المدن الكبرى. قد تحتوي مثل هذه المراكز على مساحة تعاون لموظفي كورسيرا، "لكنني أعتقد أنه يجب أن تكون هناك مساحات اجتماعية وربما تكون مختلطة مع شركات أخرى (...) إنها الحيوية الاجتماعية (...) أعتقد أن هذا ما يريده الناس".
يقول ماجيونكالدا "إن التكامل الاجتماعي أمر ضروري، وإلا فقد يصبح من الصعب التمسك بالموظفين، حيث تصبح الوظائف تبادلية للغاية ويسهل التنقل بينها".
يقول ماجيونكالدا "إن الشركات بحاجة إلى أن تتحسن فعلا في إعداد الموظفين لعملهم". فإذا لم يتمكنوا من فعل ذلك، "فسيفقدون كثيرا من الأسباب التي تجعل الموظفين يبقون في العمل. وأنت لا تريد أن ترى كثيرا من الاستقالات بين الموظفين".
يعتقد ماجيونكالدا أن "كورسيرا" قامت بعمل جيد في جلب الأشخاص من أي مكان في العالم إلى الشركة، وأن تضمن وصولهم إلى المعلومات التي يحتاجون إليها للقيام بعملهم، عبر توفير دليل على الإنترنت. في العمل المكتبي قبل الجائحة، كان تمرير المعلومات الأساسية حول القيم والعمليات شفهيا أو تلقائيا في المحادثات بين الموظفين. أما دليل "كورسيرا" فهو وسيلة لإخراج هذه المعلومات من رؤوس الناس، كما يقول ماجيونكالدا، ووضعها في مكان واحد يسهل الوصول إليها فيه، وهو يغطي أمورا مثل الكيفية التي تجري فيها الاجتماعات في "كورسيرا" وكيف تتم تقييمات الأداء للموظفين.
يريد ماجيونكالدا التأكد من تعديل المديرين أسلوبهم حتى يتمكنوا من قضاء بعض الوقت للتعرف على أعضاء الفريق. ويعد الاجتماعات المباشرة مهمة بالنسبة إليه. "نختار الأجندات المفتوحة، نسألهم، كيف حالك، كيف عملك، كيف هي حياتك؟ لم تعد الاجتماعات على تطبيق زوم التي تضم عددا كبيرا من الموظفين طريقة جيدة للتعرف على حياة شخص ما"، كما يقول.
مع ذلك، ما زال لديه بعض المخاوف. يقول "إن الإرهاق والموازنة بين العمل والحياة هما من التحديات الكبيرة التي نحتاج حقا إلى معالجتها في الشركة. إذا لم نعالجها بشكل فاعل، أعتقد أن عدد استقالات موظفينا سيرتفع، علينا أن نستمر في معالجة ذلك".
الالتزام بالابتكار هو مصدر قلق آخر. "فهو أمر غالبا ما يأتي من وجهات نظر مختلفة مرتبطة بطرق غير واضحة ويأتي من التفكير المرئي عندما تكون في غرفة مع الآخرين"، كما يقول ماجيونكالدا. "سيتعين علينا التفكير في طرق لتسهيل هذا النوع من الابتكار المتقدم".

صندوق داخل المادة:

3 أسئلة لجيف ماجيونكالدا

من قدوتك في القيادة؟
إندرا نويي، الرئيسة السابقة لشركة بيبسي كو. إنها امرأة رائدة، فقد أدارت واحدة من كبرى الشركات في العالم بأسلوبها الفريد والفعال بشكل متميز. لقد حالفني الحظ بلقاء إندرا عدة مرات. أنا أطمح كقائد لإضفاء أسلوب إندرا من سهولة الوصول إليها وصراحتها وبراجماتيتها وتركيزها على العملاء وحكمتها وقلبها على أسلوبي في القيادة.

ما أول درس تعلمته في القيادة؟
عندما أصبحت مديرا تنفيذيا لأول مرة، ألقيت خطابا قويا وقلت فيه شيئا مثل "يجب أن نكون أفضل من هذا"، لكن رئيس خدمات الاستثمار في الشركة قال "هذا الخطاب كان سيئا، ليس مناسبا بالنسبة إلي"، سألته عما كان يقصده بذلك؟ فأجاب "ما يحفزني حقا هو أن تبتكر شيئا جديدا، وليس أن تشعر بأنه يمكننا أن نقوم بأفضل من ذلك". ثم أدركت أنه إذا كنت أرغب في تحفيز الناس، فعلي أن أدرك أن هناك أسبابا مختلفة تحفزهم. لقد كان علي أن أتحدث عما يحتاجون إليه، وليس بالطريقة التي أفكر بها. خلاصة القول هي أن الأمر لا يتعلق بي. فالناس مختلفون حقا، وهذا شيء جيد بالفعل.

ماذا كنت ستفعل لو لم تكن رئيسا تنفيذيا؟
كنت سأسافر. وهو ما أفعله فعلا، بينما أعمل مديرا تنفيذيا. لا أصدق كم أنا محظوظ في ذلك.

الأكثر قراءة