في اوكرانيا محطات البنزين الفارغة اصبحت مصدر فخر

في اوكرانيا محطات البنزين الفارغة اصبحت مصدر فخر

يكشف برج الدبابة الصدىء التقدم الأقصى الذي حققته القوات الروسية في شمال شرق كييف، وعلى بعد أمتار ترمز محطة وقود مدمرة إلى نقص الوقود الذي تعاني منه البلاد التي هي في حالة حرب.
فقد تعرضت هذه الدبابة مثل عشرات الدبابات الأخرى من الرتل الروسي نفسه، لنيران الجيش الأوكراني في آذار/مارس في ذروة المعارك للسيطرة على العاصمة الأوكرانية.
أما بالنسبة لبقية محطات البنزين المدمرة، فإنها تعطي لمحة عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها أوكرانيا بعد أكثر من شهرين من الحرب.
ولا يساور فيكتور كاربينكو أحد سكان المدينة أي شك أي قطعة من هذا الحطام لها أكبر قيمة رمزية. ويقول الرسام البالغ من العمر 53 عامًا والذي فحص للتو هيكل الدبابة قرب قرية سكيبين "أهم شيء هو أن الجيش الروسي لم يعد هنا".
ويقول "قد تنتظر ساعة للحصول على الوقود لكنني مستعد للانتظار ساعتين للتحقق من عدم تكرار مثل هذه الأمور".
أدت قوة الانفجار الذي دمر الدبابة - وأسفر ربما عن مقتل طاقمها - إلى سقوط برجها ومدفعها في الجانب الآخر من هذا الطريق السريع.
ويقول فيكتور كاربينكو "أعتقد أنهم فقدوا آخر قواتهم هنا. وفقدوا قدراتهم الهجومية".
- طوابير انتظار - منذ فشل الهجوم على كييف، أعاد الجيش الروسي تنظيم صفوفه وركز عملياته في شرق وجنوب أوكرانيا.
لكن طوابير الانتظار التي ظهرت على الطرقات الأوكرانية منذ الأسبوع الماضي تظهر أن الأضرار التي لحقت بأوكرانيا لا تقتصر على المجال العسكري.
كانت الطوابير نفسها ظاهرة في الأيام الأولى للغزو الروسي الذي بدأ في 24 شباط/ فبراير. ولم تختف الطوابير سوى بعد أن اعتاد الأوكرانيون قدر الإمكان على الحياة في بلد في حالة حرب.
في شوارع وسط كييف التي عادت إليها الحياة بشكل شبه طبيعي، يجد البعض صعوبة في ادراك سبب استمرار مشكلة البنزين.
يقول سيرغاي كافون وهو سائق سيارة أجرة بدأ للتو الوقوف في طابور الانتظار ويستعد للبقاء لفترة طويلة "يقول البعض إنه لن يكون هناك وقود في أوكرانيا".
ويضيف "لقد توجهت إلى أربع محطات وقود قبل أن أجد هذه المحطة. لقد أهدرت ربع دخلي اليومي على الأقل. ربما سأضطر إلى تغيير مهنتي".
فما هي أسباب نقص الوقود؟ قالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدنكو الجمعة على حسابها على فيسبوك إن مصفاة التكرير الكبرى في كريمنتشوك وسط أوكرانيا والعديد من المخازن الكبرى "دمرت" في الضربات الروسية.
لكن بعض السائقين مقتنعون أيضًا بأن قسما كبيرا من البنزين اعيد توزيعه على الجيش أو المزارعين وسط موسم الحصاد.
- الحس الوطني - هناك شيء واحد أكيد: المشكلة صارخة في كييف. تشهد العاصمة التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة - نصفهم على الأقل فروا في الأسابيع الأولى من الحرب - ارتفاعا مجددا مع عودة النازحين بالإضافة إلى وصول الفارين من الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا.
ونتيجة لذلك ازداد الطلب على البنزين بينما انخفض العرض.
وأوضح سيرغاي كافون سائق سيارة الأجرة "يقولون إنه يمكن تسليم شحنات قريبًا من ليتوانيا وبولندا. يقولون إن الأمر موقت. ونأمل ذلك".
وعدت وزيرة الاقتصاد الجمعة بأن نقص الوقود سينتهي في "الأيام السبعة المقبلة" إلى حين "تسوية مسألة نقل" البنزين من أوروبا.
وفي الأثناء فإن النظرية القائلة بأن كمية كبيرة من الوقود المفقود يستخدمه الجيش الأوكراني تعطي دفعا للحس الوطني.
يقول اولكسندر فوزنياكوفسكي من طابور انتظار "يمكننا السير على الأقدام، هذه ليست مشكلة. يجب أن يؤمن للجيش كل ما يحتاج إليه - الوقود وكل شيء".
ويضيف هذا الرجل المتقاعد "يمكننا أن نعاني قليلاً. سنتدبر امورنا. يمكنني أن أقود أقل. يمكننا القيام بأي شيء المهم أن ننتصر".
أثناء فحص هيكل الدبابة الروسية المدمرة، عبر مجند في الجيش يبلغ من العمر 19 عامًا واسمه الحركي كوزاتشوك، عن أفكار قاتمة.
وقال "نستخدم نفس النوع من الدبابات. شرارة واحدة وقضي الأمر على كل من بداخلها ... كان يمكن أن أكون أنا داخل هذه الدبابة".

الأكثر قراءة