فطور العيد
في الأعوام الأخيرة خصوصا أصبح الناس يبحثون عن أي مناسبة ليحتفلوا بها حتى بعض الأحداث الحزينة لم تخل من إدخالها في موجة الاحتفالات. ومن أغربها الاحتفال بظهور أول سن للطفل ثم تخرجه في التمهيدي وهو لا يعي ما يدور حوله، وحفل توديع العزوبية وحفلات طلاق وما بعد التخرج وتوثيق الحسابات الإلكترونية وغيرها كثير من الاحتفالات التي تتميز بالبذخ وإلزام الأشخاص أنفسهم بمصاريف تزيد عليهم أعباء الحياة!
وعندما نأتي لأعيادنا الدينية ومناسباتنا الحقيقية تجد التكاسل والتخاذل لذا لا بد من أن نحيي شعائرنا، فما أجمل لمة العائلات في نهار العيد بعد الصلاة حين يجتمعون عند كبير العائلة أو كبير الحارة وتمتلئ الشوارع بالموائد وكل جار يحضر طبقه ويتنافسون فيما بينهم في ألذ جريش وأجمل كبسة وفيه تفرح الأمهات والجدات بممارسة دورهن في القيادة وتحضير الأكلات قبل الفجر لتكون جاهزة بعد الصلاة. مظاهر من الفرح والجمال والألفة ترغمك على السعادة فضلا عن فرحة الأطفال.
لماذا تحولت أعيادنا إلى حفلات مكلفة ليلية بلا روح كأنك في مناسبة أخرى إلا أن تكون عيدا، جمال العيد في صباحه مع أطباق الفطور المميزة التي تختلف من منطقة لأخرى ففي المنطقة الوسطى يتسيد الجريش المائدة تصاحبه في الأغلب كبسة الدجاج أو اللحم وأدخلوا مزيدا من الأطباق الشعبية عليه أخيرا ولم يكن للحلويات ذلك الدور البارز في نجد سوى للأطفال، حيث يحتفلون قبل العيد وفي الأغلب صباح يوم 29 رمضان بالحوامة حيث يلبسون ملابس جديدة كأن عيدهم يبدأ من هناك ويجوبون الحارة ويطرقون الأبواب ويرددون الأهازيج "عطونا عيدنا عادت عليكم في حال زينه..." لتمنحهم صاحبة البيت النقود أو الحلويات المنوعة فيجمعونها ليأكلوها يوم العيد وباقي نهار العيد ومسائه تكون أبواب المنازل مفتوحة لاستقبال المهنئين!
وفي باقي مناطق السعودية تتحد الفرحة وتختلف الطقوس ففي الغربية يتميز صباح العيد بالحلويات المميزة مثل الدبيازة والمعصوب وتعد التعتيمة الوجبة المفضلة في الأعياد عند أهالي المدينة المنورة، ومكة، وهي عبارة مجموعة من الأطباق، منها: الأجبان، الحلاوة الطحينية والزيتون، أطباق معدة بنكهات مختلفة، إضافة إلى أنواع مختلفة من المخللات الباردة والحارة والفول، والشريك وأنواع من الحلويات الحجازية، كاللدو.
أما المنطقة الشرقية فتتميز بأنواع من الأطباق مثل الخنفروش، والشعيرية، والساقو، والقرص عقيلي والهريس وفي الجنوب تبرز المقناة والدغابيس والعصيدة والمبثوث ومن أشهر أكلات أهل الشمال في العيد المجللة والمنسف والمقطوطة، وهي عبارة عن قطع من لحم الغنم مضاف إليها الكبد.