ما الذي سينعش سوق لقاحات كوفيد؟
في معظم الوقت أثناء الجائحة، كنا نشجع علماء اللقاحات ومصنعيها، ونلعن نقص العبوات الزجاجية أو أكياس النمو العملاقة المستخدمة لصنع اللقاحات، ثم نتأهب عندما تتوافر الجرعات الثمينة.
ليس بعد الآن. فقد خفضت شركة إيرفينيتي لتعقب اللقاحات هذا الشهر، توقعات المبيعات العالمية لـ2022 لكوفيد - 19 بنسبة 20 في المائة، لتصل إلى 64.1 مليار دولار. قد لا يزال هذا متفائلا للغاية. إذ تخلت شركة جونسون أند جونسون هذا الشهر عن توقعاتها للقاح كوفيد الخاص بها، وألقت باللوم على "فائض العرض العالمي وتردد الناس في أخذ اللقاحات في الأسواق النامية".
أخبرني ستيفان بانسل، الرئيس التنفيذي لمصنعة اللقاحات "موديرنا"، "أعتقد أننا سنكون على ما يرام، لكن في الواقع كحدث عالمي، هناك زيادة هائلة في المعروض من اللقاحات".
لن تدرك ذلك من خلال قراءة قرار المساهمين، المقرر اقتراحه في الاجتماع السنوي لـ"موديرنا" الأسبوع المقبل، الذي يدعو الشركة إلى العمل على نقل تكنولوجيتها إلى الشركات المصنعة في البلدان الفقيرة للتعامل مع "تحديات العرض".
يتطلب ذلك دعما من الوزن الثقيل. صاغت أوكسفام أمريكا القرار المدعوم من قبل المستشارين والوكلاء الرئيسين، ومن المقرر أن يقدمه رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس.
من الواضح أن البلدان الفقيرة خسرت في وقت مبكر من الجائحة مع قيام الدول الغنية بتخزين الإمدادات. صحيح أيضا أن طرح اللقاحات في إفريقيا لا يزال متخلفا كثيرا عن الدول الغنية.
لكن ليس من الواضح أن المشكلة هي مشكلة الملكية الفكرية، التي تحميها شركة موديرنا بغيرة. اضطرت الشركة أخيرا إلى التخلص من عشرات الملايين من الجرعات، التي كانت مخصصة للاتحاد الإفريقي وبرنامج كوفاكس المدعوم من منظمة الصحة العالمية، ولكن تم رفضها بعد ذلك.
قال بانسل: "ليس هناك أي اتجاه إيجابي للكوكب، لأننا نسبح في اللقاح ونحن في الواقع ندمر اللقاحات التي لا يريدونها. لا يوجد سبب مدفوع بالحقائق عندما يكون هناك كثير من اللقاحات لتحويل أفضل مهندسينا إلى نقل التكنولوجيا".
قالت أوكسفام: إن مزيدا من اللقاحات المنتجة محليا ستساعد على التغلب على تحديات التسليم التي تفاقمت بسبب التبرعات باللقاحات المتكتلة من الخارج. قال روبي سيلفرمان، من المؤسسة الخيرية: "ما تطلبه البلدان هو القدرة على صنع جرعات خاصة بها لمواطنيها".
بغض النظر عن مصير الاقتراح، فإن احتمالات حدوث طفرة في اللقاحات الإفريقية تبدو ضئيلة، حيث انتشر كوفيد بالفعل في جميع أنحاء القارة. على الرغم من أن 16 في المائة فقط من السكان قد تم تطعيمهم بالكامل، فقد وجد تحليل لمنظمة الصحة العالمية هذا الشهر، أن ثلثي الأفارقة لديهم أجسام مضادة لفيروس كوفيد، ما يشير إلى إصابات أعلى بكثير مما تم تسجيله رسميا.
هناك بلا شك طلب غير مستغل في مكان آخر. إحدى المجموعات - تتحدث بصوت عال في الولايات المتحدة خاصة - الآباء والأمهات، نفد صبرهم للحصول على لقاحات للأطفال دون سن الخامسة. لكن مع مواجهة الأطفال الصغار لخطر ضئيل من كوفيد، الذي يقلله اللقاح لكنه لا يقضي عليه، فمن غير المرجح أن تكون هذه سوقا كبيرة.
ما الذي عساه أن يعكس تراجع السوق؟ إن الحجة الأساسية لشركات الأدوية هي أن الفيروس يصبح وباء عندما ينتشر كالنار في الهشيم، كانتشار المتحور أوميكرون. لكن شركة موديرنا تعطي فرصة 20 في المائة لظهور متحور أكثر فتكا - "البطاقة الجامحة الكبيرة"، كما قال بانسل - التي ستحفز قريبا المترددين أو الذين سئموا من اللقاحات المعززة.
بشكل أكثر تفاؤلا، هناك احتمال وجود لقاحات متفوقة. إذ أعلنت شركة نوفافاكس هذا الأسبوع عن تقدم في لقاحها المزدوج للإنفلونزا وكوفيد، بينما أعلنت شركة موديرنا عن نتائج إيجابية للقاح يمكنه معالجة سلالتي كوفيد التوأمين.
يوفر بحث نوفافاكس الراحة. ويعد عمل موديرنا، الذي يجري أيضا في شركة فايزر المنافسة، بلقاح متاح بحلول هذا الخريف يمكن أن يوفر حماية أقوى وأطول أمدا ضد أعراض كوفيد. ولكي يعود الطلب، يجب أن يكون هناك متحور أسوأ أو لقاح أفضل.