عرض ماسك سيغير "تويتر" حتى لو فشل
إيلون ماسك هو التجسيد الحي للمنشورات عبر "تويتر" - مزيج من تراشق النكات والحجج والأفكار. الفوضى جزء من التجسيد. محاولة تطبيق القواعد المالية على استحواذه المقترح على "تويتر" لا طائل من ورائه.
في غضون أسبوعين، كشف ماسك عن حصة كبيرة له في "تويتر"، ووافق على الانضمام إلى مجلس إدارتها، وعكس هذا القرار وأطلق محاولة لجعل الشركة خاصة. نجاح العرض الذي قدمه بقيمة 43 مليار دولار يعتمد على التمويل والمنافسين والمديرين التنفيذيين - وبقاء ماسك مهتما. مهما كانت النتيجة، "تويتر" سيتغير.
حتى المغردين النشطين يعترفون بأن المنصة مخيبة للآمال. أسست منصة تويتر في 2006، بعد عامين من "فيسبوك"، وفشلت في مواكبة منافستها العملاقة. على الرغم من استخدامها من قبل بعض أشهر الأشخاص وأكثرهم نفوذا في العالم، إلا أن نمو المستخدمين وعائدات الإعلانات بطيئة نسبيا. ارتفع سعر السهم 77 في المائة فقط منذ إدراجه قبل تسعة أعوام. زاد سعر سهم "ميتا"، الشركة الأم لـ"فيسبوك"، أربعة أضعاف.
هذا جزئيا لأن "تويتر" لا يعد مكانا ممتعا بشكل خاص. "تويتر" منصة ممتازة لقراءة الأخبار والعثور على الآراء، لكنها تظهر للمستخدمين خليطا من المعلومات التي يمكن أن تكون مرهقة. تنتشر النقاشات الحادة لدرجة أن لها اسما خاصا بها - مشاحنات "تويتر". نقطة الخلاف الحقيقية هي الوسطية. يعتقد بعض المستخدمين بحماسة أنها مفرطة في التقييد. يقول آخرون إنها متساهلة للغاية. كلا الجانبين يدعي أن هذا يدمر "تويتر".
أمضت منصات التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيسبوك" أعواما في محاولة لتحقيق التوازن بين فكرة حرية التعبير وواقع المحتوى الخطير والعنيف الذي يضر بالمستخدمين ويبعد المعلنين. من يريد المخاطرة بحملة إعلانية باهظة الثمن وظهور علامة تجارية منظمة بعناية بجانب الرسائل المسيئة؟
كما كتب ييشان وونج، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "ريدت"، على "تويتر"، لا يوجد إجماع حول ما تعنيه حرية التعبير. الوسطية وتوخي الاعتدال أمر صعب. لهذا السبب تريد "فيسبوك" من المشرعين القيام بالمهمة نيابة عنها والتوصل إلى قواعد بشأن ما يشكل محتوى ضارا عبر الإنترنت.
ربما تكمن الإجابة في سحر الخوارزميات. بين إلقاء النكات حول إزالة حرف w وتغيير اسم الشركة إلى Titter، تحدث ماسك بإحداث تغيير جذري في طريقة عمل "تويتر".
اقتراحه هو فتح مصدر الخوارزمية التي تنظم التغريدات التي يراها المستخدمون. من شأن ذلك، من الناحية النظرية، أن يتيح للمستخدمين فهم كيفية اتخاذ القرارات بشأن المحتوى. قد يسمح أيضا للمطورين ببناء خوارزمياتهم الخاصة. قد يختار المستخدمون بعد ذلك خوارزمية "ويدفعون مقابلها" لتنظيم أخبار التكنولوجيا، مثلا. أو تلك التي تروج للبحث والمصادر المباشرة فقط.
الفكرة هي أن هذا سيجعل "تويتر" أكثر جاذبية للمستخدمين وسيحل الخلافات المريرة حول الوسطية. يمكن تحميل أي شيء على "تويتر"، لكن المستخدمين سيراقبون ذاتيا وقد يشاهدون المحتوى فقط في الخوارزمية التي اشتركوا فيها.
جاك دورسي، المؤسس المشارك لـ"تويتر"، يؤيد أيضا منح المستخدمين مزيدا من التحكم. في 2019، أطلق "بلوسكاي" للنظر في كيفية عمل وسائل التواصل الاجتماعي اللامركزية. "بلوسكاي" تتصور "تويتر" على أنه تطبيق مبني على معيار مفتوح جديد. إنها علامة على مدى جدية "تويتر" في التعامل مع فكرة أن باراج أجراوال كان يدير "بلوسكاي" قبل أن يتقدم ليصبح الرئيس التنفيذي لـ"تويتر".
هناك بعض العيوب الخطيرة إلى حد ما لهذه الفكرة. سيتعين على "تويتر" التفكير مليا قبل تسليم بياناتها. إذا لم تعد تتحكم في الخوارزميات، فهل ستظل تجمع عائدات الإعلانات؟ أم أنها ستسمح للمطورين بفرض رسوم على الاشتراكات ثم يحاولون اقتطاع تلك الرسوم؟
ناثان باشيز، المؤسس المشارك لشركة إيفري الإعلامية الناشئة وهو معجب آخر بالمصدر المفتوح "لتشفير الخوارزميات"، يشير إلى نقطة جيدة يجب أن يتذكرها معجبو "تويتر" المتحمسون. أغلبية الحسابات مملوكة من قبل مستخدمين عاديين. ربما لا يكونون مهتمين بخوارزميات محددة. قد لا يتسرع المطورون في بنائها.
من غير المرجح أن تحل الاشتراكات محل عائدات الإعلانات البالغة 4.5 مليار دولار التي حققتها "تويتر" العام الماضي أيضا. يوجد بالفعل برنامج تجريبي للاشتراك يسمى "تويتر بلو" يقدم ميزات إضافية مقابل 2.99 دولار شهريا. لا تزال "صغيرة جدا" وفقا للشركة.
مع ذلك، اهتمام ماسك بـ"تويتر" ركز الاهتمام العالمي على الشركة بطريقة تجعل من الصعب على المديرين التنفيذيين الادعاء بأنه لا شيء يمكن تحسينه. الطريقة التي تدار بها الأعمال وتجربة مستخدميها متاحة للجميع.
رفع ماسك مستوى تطلعاته. قال خلال مقابلة في مؤتمر تيد في فانكوفر الأسبوع الماضي، "تنخفض المخاطر الحضارية كلما زادت الثقة في تويتر باعتبارها منصة عامة". كيف يمكن لمجلس إدارة "تويتر" الاعتراض على ذلك؟