قراءات

قراءات
قراءات
قراءات

رفعة الجادرجي

هذا الكتاب عن رفعة الجادرجي كمعمار، ومنظر وكاتب وفوتوغرافي، عن رفعة الذي كان في سباق مع الزمن. كان رفعة يؤمن بعبثية الوجود، ولا يؤمن بالطقوس، لكنه يحترمها، فالحياة قصيرة مهما طالت، وعلينا أن نقبل الواقع، فلكل شيء نهاية، كما قال ماركوس ترليون شيشرون، الكاتب والخطيب الروماني، "علينا أن نقبل أن الحياة قرض أعطي لنا، من دون تاريخ محدد، وأن دفع هذا القرض ربما يطلب منا في أي وقت"، لذا نشعر - بسبب تقدم العمر - بالخسارة ولا نلتفت إلى ما كسبناه أبدا. والمهم هو ما الذي تركه الإنسان من إرث ليكون درسا تتعلم منه الأجيال. اكتشفت بعد إنجاز كتابي هذا، جوانب أخرى لم أتناولها من شخصية وسيرة رفعة. من بينها محاسبة نفسه حد القسوة، والاعتراف بفشله في السيطرة التكوينية في بعض مشاريعه التصميمية، ذاكرا ذلك "لحداثة خبرتي في السيطرة على مشاريع كبيرة تخرج من عالم التكوين الورقي إلى حيز التنفيذ الحقيقي لأول مرة في ممارستي".

آلان تورنغ

كانت غاية آلان الشغوفة هي تصميم آلة تستطيع فحص كل معضلة رياضياتية، ومن ثم تحاول إيجاد إجابة لتلك المعضلة من خلال تجزئة تلك المعضلة إلى أجزاء صغيرة، ومن ثم المضي في بلوغ الإجابة النهائية الصحيحة لها، أو البرهنة عليها. يبدو خيار آلان في اتخاذ هذا الموضوع جديرا بكل الاعتبار الذي يستحقه إذا ما وضع المرء في حسبانه الموقف الدافع لتصغير الشأن الذي جوبه به عمل آلان في كل من مدرسة شيربورن وبعدها في جامعة كامبردج، بسبب تغاضيه عن تسجيل الخطوات الوسطية التفصيلية للطرق التي اعتمدها في بلوغ الإجابات النهائية للمعضلات الرياضياتية. هل كان بحث آلان وسعيه لبلوغ إجابة مقبولة لمعضلة القرار التي وضعها هلبرت طريقة مضمرة لكي يحلل بها آلان ويميط اللثام عن طرائقه الخاصة في فكره الاستنتاجي لنفسه هو قبل الآخرين؟

الثقافة الثالثة

ليس المقصود بالثقافة الثالثة - كما قد يتبادر إلى ذهن المرء أول الأمر - أن تكون تركيبا تخليقيا يجمع الثقافة العلمية مع الأدبية ليخرج منها بخلطة ذات عناصر متوازنة من تينك الثقافتين، بل يجادل بروكمان في أطروحته الفكرية بأن نموذج المثقف الشكسبيري الذي عد النموذج الأعلى للمثقف الموسوعي حتى خواتيم العصر الفكتوري لم يعد صالحا ليكون النموذج المبتغى في عصر ما بعد الثورة التقنية الثالثة التي نشهد مفاعيلها في حياتنا الحاضرة، ولم تعد الثقافة تمتلك دلالاتها المرجعية بمقدار التمرس في الدراسات الإغريقية واللاتينية والتواريخ الكبيرة، وكذلك لم تعد الثقافة دلالة على الانعطافات الثقافية المبتكرة حتى لو تلبست بمسوح الثورية المتطرفة التي شهدنا آثارها في حركات الحداثة وما بعد الحداثة، إلى جانب الحركات الفرعية التي تفرعت منها أو اعتاشت على نسغها، مثل البنيوية واللسانيات والسيميوطيقا وتحليل الخطاب... إلخ، من مفردات السلسلة الطويلة.

الأكثر قراءة