فوضى السفر تعيق الخطوط البريطانية عن استعادة الأيام الخوالي

فوضى السفر تعيق الخطوط البريطانية عن استعادة الأيام الخوالي
ألغت شركة الخطوط الجوية البريطانية 1244 رحلة هذا العام. تصوير: هانا مكاي "رويترز"

قرر شون دويل، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية البريطانية، أن هذا العام هو الوقت المناسب لتحسين سمعة شركة الطيران المشوهة.
بدلا من ذلك، يواجه المخضرم في شركة الخطوط الجوية البريطانية، الذي تولى المنصب الأعلى في أواخر 2020 في ذروة جائحة فيروس كورونا، أزمة جديدة بعد موجة من التأخيرات، وإلغاء الرحلات، وفشل تكنولوجيا المعلومات التي جعلت شركة الطيران تكافح من أجل تحليق ما يكفي من الطائرات في الأجواء.
الخطوط الجوية البريطانية ليست وحدها. بعد التخلي عن آلاف الموظفين مع إغلاق الحكومات للمجال الجوي في 2020، بدأت صناعة الخطوط الجوية الآن الانهيار تحت وطأة الطلب المكبوت الذي سببه تخفيف القيود المفروضة على السفر في المملكة المتحدة في أواخر كانون الثاني (يناير).
لكن الموظفين الحاليين والسابقين، وكذلك النقابات، يقولون إن اجتماع العوامل من نقص الموظفين، ولا سيما بين المديرين ذوي الخبرة، وتكنولوجيا المعلومات غير الموثوق بها، وهيكل التشغيل المعقد بشكل كبير، ترك الخطوط الجوية البريطانية منكشفة بشكل خاص.
ألغت شركة الخطوط الجوية البريطانية 1244 رحلة هذا العام، تقريبا واحدة من كل 20 رحلة من الرحلات المجدولة، وفقا لشركة سيريوم المزودة لبيانات الطيران. تظهر البيانات أن رحلات شركة الطيران من مطارات المملكة المتحدة كانت أكثر عرضة للإلغاء من رحلات الخطوط المنافسة.
اشتكى الركاب من تعطيل الرحلات الجوية في اللحظة الأخيرة، والانتظار الطويل لساعات لتسلم الأمتعة، وعدم الرد على المكالمات الموجهة للخطوط الهاتفية لشركة الطيران. في صباح أحد أيام السبت في شباط (فبراير)، اضطرت الخطوط الجوية البريطانية لإلغاء جدول الرحلات القصيرة بالكامل بعد تعطل أجهزة الحاسوب.
قال جون ستريكلاند، مستشار طيران ومسؤول تنفيذي سابق في شركة الخطوط الجوية البريطانية، "أعلن شون دويل أنه يواجه عقبة كبيرة لتخطي هذه المشكلات. ولا يمكن حل أي منها سريعا. الأمر الوحيد الذي يمكنهم فعله هو محاولة المضي قدما".
تتضمن الأرقام عمليات الإلغاء المخطط لها منذ فترة طويلة للرحلات الجوية إلى روسيا أو الدول التي لا تزال فيها قيود السفر، وتقول الخطوط الجوية البريطانية، إن الأغلبية العظمى من الرحلات يتم إلغاؤها مسبقا. تم إلغاء تقريبا 12 رحلة فقط في الأسبوع الماضي بإشعار قصير المدة.
عانت الشركات المنافسة، ولا سيما شركة إيزي جيت، أيضا موجة جديدة من تفشي إصابات فيروس كورونا التي اجتاحت موظفيها، لكن الخطوط الجوية البريطانية ألغت بالفعل الرحلات الجوية حتى أيار (مايو)، في محاولة لجعل جداول رحلاتها أكثر موثوقية، وإشارة إلى أن شركة الطيران تتوقع حدوث اضطراب في موسم الصيف.
في صلب أزمة الخطوط الجوية البريطانية يكمن نقص الموظفين الذي يواجه صناعة الطيران الأوسع، من مشغلي المطارات إلى عمال المساندة الأرضية. تفاقم النقص بسبب موجة جديدة من الإصابات بكوفيد - 19 وسوق عمل ضيقة وتأخيرات في الموافقة على التصاريح الأمنية للموظفين الجدد.
يصف المسؤولون التنفيذيون في شركة الخطوط الجوية البريطانية الموقف، بأنه "حالة تتطلب انخراط جميع الموظفين"، حيث تم نقل الموظفين من المكتب الرئيس إلى الوظائف في الخطوط الأمامية بما في ذلك المساعدة في صالات الانتظار وإجراءات الصعود إلى الطائرات والرد على العملاء الساخطين على وسائل التواصل الاجتماعي.
في رسالة داخلية إلى الموظفين الشهر الماضي، قال دويل إنه "محبط" بسبب المشكلات التي تعيق شركة الطيران، واعترف بأن "كثيرا من عملائنا قد سئموا عن حق".
قالت الخطوط الجوية البريطانية، في بيان، إن "الطيران كان من أكثر الصناعات تضررا من الجائحة، وتواجه شركات الطيران والمطارات المشكلات نفسها بسبب إعادة بناء عملياتها مع إدارة التأثير المستمر لكوفيد".
إن السباق للحفاظ على استمرار عملياتها يجعل شركة الخطوط الجوية البريطانية، وأجزاء أخرى من الصناعة، عرضة للاتهامات بأنها قلصت أعداد موظفيها بشدة أثناء الجائحة، في محاولة لخفض قاعدة التكلفة بشكل دائم. فصلت شركة الخطوط الجوية البريطانية نحو عشرة آلاف موظف، ومنذ ذلك الحين وضعت خططا لإعادة توظيف ما لا يقل عن ثلاثة آلاف موظف.
قال مارتن تشالك، رئيس نقابة الطيارين بالبا، "شركات الطيران التي كانت الأكثر شدة في تسريح الموظفين هي الآن الأكثر تضررا".
المسؤولون التنفيذيون في شركات الطيران رفضوا التهمة، مشيرين إلى أن بداية الجائحة دفعت الصناعة إلى أزمة تاريخية، وأنه كان من المستحيل في ذلك الوقت معرفة متى تستفتح المجالات الجوية. كانت شركة الخطوط الجوية البريطانية تخسر 20 مليون جنيه استرليني يوميا خلال أسوأ فترات الاضطراب.
قال روس بول، المسؤول الإقليمي في يونايت، نقابة منخرطة في نزاع دام شهورا طويلة مع شركة الخطوط الجوية البريطانية بسبب حجم عمليات تسريح الموظفين، إن شركة الطيران خسرت عددا كبيرا من الموظفين أصحاب الخبرة وهي تعاني الآن لاستبدالهم.
قال إن الأمور جنونية في الخطوط الجوية البريطانية "وهم الذين تسببوا في ذلك".
تدعي النقابات أن شركة الطيران تعاني لاجتذاب المواهب، لكن شركة الخطوط الجوية البريطانية تنفي ذلك، وتلقت 30 ألف طلب لوظائف جديدة، وفقا لشخص مطلع على الأمر.
في حين تواجه شركة الخطوط الجوية البريطانية مجموعة مشابهة من التحديات التي يواجهها كثير من شركات السفر البريطانية الأخرى، فإن نطاق عملياتها وتعقيدها "غير المعقول" يجعلاها أكثر عرضة للاضطرابات المتعاقبة من بعض المنافسين، وفقا لأحد كبار المسؤولين التنفيذيين في الخطوط الجوية البريطانية.
لدى شركة الخطوط الجوية البريطانية مزيج من الرحلات القصيرة والطويلة إلى 200 وجهة تقريبا على متن أسطول من عشرة أنواع مختلفة من الطائرات المصنعة من طائرات "أيرباص" و"بوينج"، وهو نموذج يعني أنه لا يمكن نقل الموظفين بسهولة لملء الفراغات.
يأتي الاضطراب في وقت صعب بالنسبة إلى دويل. جعل الأيرلندي مهمته هي ترميم صورة شركة الطيران التي كانت تسمي نفسها ذات يوم "مفضلة العالم"، بعد أن عانت شركة الخطوط الجوية البريطانية سلسلة من الاضطرابات التي سبقت الجائحة، بما في ذلك انهيارات تكنولوجيا المعلومات وخرق البيانات وإضراب الطيارين.
كما تواجه مجموعة الخطوط الجوية الدولية، الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية، ضغوطا من شركة الخطوط الجوية القطرية، أكبر مساهم فيها، لإعادة بريق علامة شركة الخطوط الجوية البريطانية. قال أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، لـ «فاينانشيال تايمز» العام الماضي، إن شركة الطيران ارتكبت أخطاء عندما اكتسبت سمعة من خفض التكاليف.
قال، "ما كان ينبغي إيصال شركة طيران رائعة مثل شركة الخطوط الجوية البريطانية (...)التي كانت، كما تعلم، شركة الطيران المفضلة في العالم، إلى حيث انتهى بها الأمر".
حاز أليكس كروز، الرئيس السابق لشركة الخطوط الجوية البريطانية، دعم مجموعة الخطوط الجوية الدولية لبرنامج استثماري بمليارات الدولارات لتحسين عروض درجة الأعمال في شركة الخطوط الجوية البريطانية قبل مغادرته، وهي منتجات لا يزال يتم طرحها ومن المفترض أن تساعد. تستثمر مجموعة الخطوط الجوية الدولية أيضا الملايين في رفع مستوى أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها.
لكن بالنظر إلى جهود دويل لإعادة العلامة التجارية إلى جودتها العالية - أخبر «فاينانشيال تايمز» هذا العام، أن شركة الخطوط الجوية البريطانية بحاجة إلى أن تكون "متميزة" في كل شيء تقوم به - فقد زادت الأزمة من المخاطر.
قال بول تشارلز، مستشار اتصالات في صناعة السفر، "هناك كثير من العبء على العلامة التجارية لشركة الخطوط الجوية البريطانية، التي تعود إلى عقود مضت. إنها لا تتمتع برفاهية شركة ناشئة أو تطور أكثر من منافسيها ويحكم عليها دائما بالأيام الخوالي، وكيف كانت عليه الأمور".

الأكثر قراءة