لعبة التخمين في "توشيبا" إلى أين ستصل؟
اللجنة الخاصة تنتظر، ومجموعة كبيرة من الأوراق المالية القابلة للتداول جاهزة، بدأت المحادثات مع مقدمي عروض الاستحواذ المحتملين. أخيرا، يبدو أن عملية المزاد التي يمكن أن ترسم مسارا جديدا لشركة توشيبا واليابان الصناعية وصفقات الأسهم الخاصة في آسيا جارية في الوقت الحالي. لكنها لم تكن كذلك تقريبا.
من الأمور الجيدة أن "توشيبا"- تحفة صناعية عمرها 146 عاما تتخيل نفسها مثل لوحة "الموناليزا"، لكن في الأغلب ما تظهر على أنها لوحة "الصرخة" - وصلت إلى هذا الحدث المهم عبر الطريق الخلاب.
ثمة رأي آخر، نظرا إلى أن المشاهد على طول الطريق تضمنت الاحتيال المحاسبي، والتعرض إلى الإفلاس، واستقالات متعددة من الرؤساء التنفيذيين، وحرب استمرت أربعة أعوام مع المستثمرين، وجدت هذه الشركة صعوبة مؤسسية في قراءة العلامات أو الاعتراف بضياعها.
ما ذكرته للتو لم يكن أكثر صحة مما كان عليه الحال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، كما يقول أشخاص مقربون من القيادات العليا. في السابع من نيسان (أبريل)، تم إعلان قرار المجموعة بـ"التعامل مع المستثمرين المحتملين" وقبول العروض ضمنيا لما سيكون أهم صفقة خاصة في تاريخ اليابان. جاء ذلك عقب اجتماع مجلس الإدارة في وقت سابق من ذلك اليوم الذي رسمت إجراءاته صورة لشركة لا تزال تواجه صعوبة في الشفافية، كما وصفته لـ"فاينانشيال تايمز".
قبل أسبوع، في الأول من نيسان (أبريل)، أبلغ صندوق إفسيمو، أكبر مستثمر في "توشيبا" ومقره سنغافورة، المنظمين أنه وقع اتفاقية مع "باين كابيتال" لبيع أسهمه لشركة الأسهم الخاصة الأمريكية إذا قدمت عرضا للمناقصة. كان هذا شيئا استفزازيا. جاء في بيان "توشيبا" الرسمي أنها لم تشارك في الخطاب، "ولم تشارك "توشيبا" في أي نقاش مع أي من "باين كابيتال" أو "إفسيمو" بشأن هذه المسألة.
كانت عبارة " بشأن هذه المسألة" لها وقع جدي هناك. في حين أن التعليق قد يكون صحيحا من الناحية القانونية، والشركة ملتزمة به، إلا أن تارو شيمادا، الرئيس التنفيذي لـ"توشيبا" واجه تحديات في اجتماع مجلس الإدارة، في الأسبوعين اللذين سبقا الأول من نيسان (أبريل)، حيث أجرى شكلا من المناقشات مع كبار الشخصيات لكل من "باين كابيتال" و"إفسيمو". وجد مجلس الإدارة المنقسم سابقا أرضية مشتركة في الحكم على أن الشركة بحاجة إلى إصدار بيان أوضح لما كان يجري، وفي الواقع، أجبرت "توشيبا" على إنشاء آلية رسمية لدعوة مقدمي العروض.
في حين أن جوهر "توشيبا" المقاوم للشفافية ربما خسر معركة مهمة في اجتماع مجلس الإدارة في السابع من نيسان (أبريل)، لا أحد يعتقد أنه قد هزم بشكل دائم. مع ذلك، فقد تغير شيئان مهمان للغاية.
الأول هو التأثير المباشر للمزادات - ليس فقط في الأسهم الخاصة في اليابان، لكن في الأسواق الآسيوية الأخرى التي قد تتبع الأنماط المحددة في البلاد اليوم.
كثير من الأمور التي تقع في قلب الرأسمالية اليابانية متاحة للجميع هنا. إن رمزية استحواذ شركة أسهم خاصة على شركة بحجم "توشيبا" ومركزيتها تؤثر في القيمة غير المتناسبة مع مكانة الشركة المسجلة. سيجعل إقناع الشركات الأخرى بالتفكير في عمليات الاستحواذ أسهل بكثير. بالنسبة إلى أكبر صناديق الأسهم الخاصة في العالم، قد يكون هذا بمنزلة صفقة ضخمة يابانية خاصة كانت تنتظرها.
الثاني، يتمثل التحول الأقل وضوحا في مقدار القوة التي خسرتها "توشيبا" من خلال الانفتاح رسميا أمام العروض - النفوذ المحدد الذي كانت ترغب في الحفاظ عليه من خلال السماح لمراقب غير رسمي باستنتاج أنها لم تتحدث أخيرا إلى "باين كابيتال" أو" إفسيمو" في بيانها الصادر في الأول من نيسان (أبريل). كان أحد أكبر القيود المفروضة على الأسهم الخاصة في اليابان هو الحكمة التقليدية على مستوى الصناعة بأن طبيعة السوق تعني أن مجرد تلميح لأي شيء معادي قد يؤدي إلى طرد فوري من المحادثات.
استغلت "توشيبا" هذا بخبرة. شعرت شركات الأسهم الخاصة حتى الآن أنها لا تستطيع التصرف إلا عند دعوتها، ويجب أن تستمر إلى حد كبير وفقا لشروط "توشيبا". الدعوة العامة لتقديم العروض الواردة في بيان السابع من نيسان (أبريل) تمنح شركات الأسهم الخاصة حرية أكبر بكثير مما اعتادت عليه.
الاستحواذ على شركة توشيبا - بقوتها النووية ودفاعها وأعمالها في مراقبة الحركة الجوية - من قبل شركة خاصة سيكون أمرا معقد جدا وحساسا من الناحية السياسية، عدد قليل جدا من شركات الأسهم الخاصة هي التي تقوم بذلك. لكن بالنظر إلى أن الصناديق العالمية مثل "كي كي آر" و"باين" و"بلاكستون" قد جعلت اليابان لأعوام تعد أكبر منجم ذهب محتمل للصفقات خارج الولايات المتحدة، فسيتعين على معظمهم اقتراح شيء ما.
توقع أن تنتشر شائعات العروض بشكل كثيف وسريع في الأسابيع المقبلة، حتى لو أن بضعة عروض فقط ستكون فرصة حقيقية. ضغط الوقت يضيف إلى الدراما. علاقة "توشيبا" المتقطعة مع المستثمرين تعني أنه إذا لم يكن لدى شيمادا خيار شراء موثوق فيه لعرضه على المساهمين بحلول حزيران (يونيو)، فقد لا يستمر كثيرا بعد ذلك.
لعبة التخمين، كما هي الحال دائما مع "توشيبا"، تعمل على تحديد أين ومتى وكيف ستتخذ المقاومة الداخلية موقفها.