لجذب الاستثمار .. "أوتو إكس" تعطل ميزات الأمان
في كانون الثاني (يناير) 2019، قطعت سيارة صديقة للبيئة من صنع شركة أوتو إكس الصينية أميالا قليلة عبر طرق لاس فيجاس قبل أن تصل إلى مركز المؤتمرات الذي يستضيف معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، الذي حضره 175 ألف شخص بما في ذلك المستثمرون البارزون ووسائل الإعلام العالمية.
الرحلة كانت في "الوضع ذاتي القيادة" مع وجود إنسان في مقعد السائق، على الرغم من أن تكنولوجيا "أوتو إكس" تتحكم في السيارة. يمثل العرض علامة بارزة لمؤسس الشركة شياو جيانشونج، الذي وصف نفسه بأنه "الأستاذ إكس" تيمنا بالقائد الخيالي لـ"إكس مين" من سلسلة "مارفل كوميكس".
ربما لم يكن أولئك الذين يشاهدون على علم بأن شياو أمر بتعطيل فرامل سيارة أوتو إكس وعجلة القيادة والمسرع وزر الأمان الأحمر، وفقا لأشخاص على دراية بالحدث. يعني هذا القرار أن السائق البشري لن يكون قادرا على التحكم في السيارة فورا في حالة الطوارئ.
قال أحد الأفراد المطلعين بشكل مباشر على الحدث، الذي أكد روايته موظف سابق آخر، "كان الأمر في غاية الخطورة، كان هناك الآلاف من الناس في الشوارع في ذلك اليوم لحضور المؤتمر. لحسن الحظ لم يحدث شيء، لكن كان من الممكن أن يصاب شخص ما".
أراد شياو إظهار مدى نجاح شركته في مواجهة المنافسين الغربيين في سباق عالمي لبناء تكنولوجيا ذاتية القيادة. اجتذبت الصناعة نحو 330 مليار دولار من الاستثمار منذ 2010، وفقا لـ"ماكينزي"، مع أفضل المجموعات الممولة بما في ذلك "وايمو" المملوكة لشركة ألفابت و"أورورا" و"كروز" التابعتين لـ"جنرال موتورز".
نظرا للحاجة إلى المال للمنافسة، تلقت "أوتو إكس" دفعة ترحيب بعد ثلاثة أشهر من عرضها في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، استثمار بقيمة 100 مليون دولار من اتحاد شركات يضم مجموعة التجارة الإلكترونية الصينية علي بابا وشركة صناعة السيارات المملوكة للدولة دونج فينج. في العام التالي، فاز شياو أيضا باستثمار لم يتم الكشف عنه سابقا من "فيجن فند" التابع لسوفت بنك. رفض سوفت بنك التعليق.
اقترح الأشخاص المطلعون على الحدث أن "أوتو إكس" عدت اللحظة بمنزلة حيلة دعائية مهمة وأرادت التأكد من اكتمال الرحلة التجريبية للمستثمرين ووسائل الإعلام دون تدخل بشري. قال موظف سابق، "كان الأمر كله يتعلق بالإبهار البصري مع الأستاذ إكس".
كان الحدث مؤشرا على الاستراتيجيات الأوسع للشركة، وفقا لعديد من الموظفين السابقين في الولايات المتحدة والصين، الذين تحدثوا إلى "فاينانشيال تايمز" بشرط عدم الكشف عن هوياتهم. قالوا إن المسؤولين التنفيذيين في "أوتو إكس" سمحوا بتشغيل السيارات بطرق تجعلها أقرب إلى تصادم محتمل من أجل الحصول على البيانات الحيوية التي من شأنها تحسين تكنولوجيتها. قال أحد أعضاء فريق العمليات، "لقد تخطوا الحدود بالفعل".
قال أحد الأشخاص، "لم تكن السلامة أولوية قصوى في أوتو إكس"، مشيرا إلى كيف ضغط رؤساء الشركة، بما في ذلك شياو وجول لي، كبير مسؤولي التشغيل، على فريق العمليات لاختبار السيارات على الطرق العامة حتى لو كانت ميزة أمان مهمة لم تكن موصلة أو لا تعمل.
أشاروا إلى الكيفية التي خرج بها سائقو "أوتو إكس" في كثير من الأحيان إلى الطرق في سان خوسيه، حيث يختبرون سياراتهم ذاتية القيادة، حتى لو كان زر الأمان الأحمر لا يعمل. تحدث أربعة أعضاء آخرين في الفريق لديهم معرفة مباشرة بنظام الاختبار عن المشكلة نفسها.
لم تستجب "أوتو إكس" للأسئلة التفصيلية للتعليق أو جعل المديرين التنفيذيين متاحين لمناقشة هذه المادة. لكن في شباط (فبراير)، أخبر شياو "فاينانشيال تايمز" في مقابلة ليست لها صلة بالموضوع، أن السلامة كانت "أولويته القصوى".
قال سكوت كينيدي، الخبير في الابتكار التكنولوجي الصيني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن السيارات ذاتية القيادة فضفاضة التنظيم هي "غرب متوحش" من لاعبين "يتسابقون" ليكونوا أول من يدخل السوق.
اتهمت مجموعات سيارات أخرى بتقديم نفسها في صورة جذابة لإظهار أنظمة مستقبلية ذاتية القيادة. في كانون الأول (ديسمبر)، زعمت صحيفة نيويورك تايمز أنه في 2016 أصدرت "تسلا" مقطع فيديو مزيفا أظهر أن تكنولوجيتها ذاتية القيادة كانت جزئيا أكثر تقدما مما أثبتته اختباراتها. لم ترد "تسلا" على طلب للتعليق.
"أوتو إكس" هي أصغر بكثير من المنافسين مثل "وايمو" و"كروز". تمتلك الشركة أسطولا من ألف سيارة، معظمها في الصين. ست سيارات فقط من الألف كانت تستخدم على طرق كاليفورنيا العام الماضي، وفقا لتقرير دائرة المركبات في الولاية.
قطعت تلك السيارات الست ما يزيد قليلا عن 50 ألف ميل في 2021. على النقيض من ذلك، كان لدى "كروز" 135 سيارة على الطريق قطعت 876104 أميال، وقطعت 569 سيارة لـ"وايمو" مسافة 2.3 مليون ميل.
شركات القيادة الذاتية الصينية الأخرى، بما في ذلك "أوتو إكس" و"ديدي" و"بوني دوت إيه آي" لديها عمليات في كاليفورنيا، وهو موقع يعد المعيار الذهبي للصناعة لاختبار وتطوير تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة.
ظهر تقرير "فك ارتباط ميزات الأمان" من دائرة المركبات في كاليفورنيا كمقياس غير رسمي للمستثمرين لمقارنة تكنولوجيا الشركات المختلفة. قال كينيدي، "تظهر الشركات تحسينات في التكنولوجيا من خلال إظهار أن سياراتها قد سارت أكثر في الوضع ذاتي القيادة مع تدخلات أقل".
في 2021، تصدرت" أوتو إكس" الرسوم البيانية لعدد الأميال المقطوعة دون فك ارتباط ميزات الأمان. لكن الشركة أبلغت ذاتيا فقط عن فك ارتباط ميزات الأمان لمرة واحدة طوال فترة الـ12 شهرا بأكملها، مقارنة بـ291 مرة من "وايمو" و21 مرة من "كروز".
نشأت شركة شياو في 2016 عندما كان أستاذا للرؤية الحاسوبية والروبوتات في جامعة برينستون، حيث حول "أوتو إكس" من عملية تأسست في المرآب في منزل سكني في سان خوسيه إلى عملية تمتد عبر مدن متعددة في الصين والولايات المتحدة.
في 2021، أصبحت" أوتو إكس" أول شركة في الصين تحصل على الموافقة لتشغيل سياراتها في وضع القيادة الذاتية بالكامل دون سائق أمان.
قال شياو إن إطلاق سيارات ذاتية القيادة أسهل في الصين من الولايات المتحدة لأن سائقي السيارات في البلاد "ليسوا سائقين جيدين"، حيث معظمهم "يبدأون عندما يبلغون من العمر 35 عاما". جادل بأن هذا يعني أنه سيكون هناك قبول أكبر للاستخدام الجماعي للسيارات ذاتية القيادة في البلاد.
في إطار الدفع لابتكار تكنولوجيا عملية وجذب الاستثمار، قال الموظفون السابقون إن "أوتو إكس" تعرض الجمهور للخطر. قال أحدهم إن السائقين، قبل الجلوس خلف عجلة القيادة، كانوا يطلبون مازحين من زملائهم "الدعاء" من أجل عودتهم سالمين.