قراءات
كتاب «تاريخ العرب»
للكاتب رودريجو خيمينيز دي رادار، فريد من نوعه بين الكتب من العصور الوسطى في أوروبا. وفعلا هو أول كتاب غربي عن تاريخ العرب، ونقصد بذلك أنه أول كتاب غربي متبق يركز على تاريخ العرب، خاصة حين يروي التاريخ من عهد الرسول حتى انهيار الخلافة الأموية في الأندلس في عام 1031م، وقيام ممالك الطوائف ودولة المرابطين البربر. ولا يعني ذلك أن هذا الكتاب الصادر أخيرا عن دار "خطوط وظلال" بترجمة أيمن التميمي، هو أول عمل غربي يتناول التاريخ بأي شكل، لكن نستطيع القول إن كتاب "تاريخ العرب" هو أول دراسة غربية مفصلة متبقية بخصوص تاريخ العرب. لذلك هذا العمل مهم جدا لمن اهتم بصورة العرب والإسلام والمسلمين عند الغربيين.
الذاكرة وآليات اشتغالها
محاولة للوقوف على مسألة الذاكرة وآليات بناء المعنى. يمثل كتاب "الذاكرة وآليات اشتغالها في الرواية العربية" للناقد المغربي عزيز العرباوي محاولة لدراسة الذاكرة ومدى اشتغالها في الرواية العربية، من خلال مقاربته لنصوص روائية متميزة، استطاعت أن تستند إلى الذاكرة كمنهجية ومنهج للسرد الروائي. ويحاول الناقد في كتابه، الصادر أخيرا عن "دائرة الثقافة" في الشارقة في الإمارات، الوقوف على مسألة الذاكرة وآليات بناء المعنى، وعلاقة الذاكرة بالتاريخ من خلال استفادة الواحدة منهما من الأخرى في عملية الكتابة السردية. بينما يحلل رواية "حصن التراب: حكاية عائلة موريسكية" للروائي المصري أحمد عبداللطيف، التي استغلت مخطوطات تاريخية حفظتها عائلة بسيطة عاشت في الأندلس. كما يقارب رواية "الحي الخطير" للشاعر والروائي المغربي محمد بنميلود، التي تعبر عن هوية مغربية غير متحولة بفعل الاختراقات الثقافية والفكرية والاقتصادية التي تمارسها قوى داخلية وخارجية.
في المصطلح النقدي القديم
الكاتب يسعى إلى التفريق بين النسخ والسلخ من خلال أقاويل النقاد الأقدمين. في كتابه "في المصطلح النقدي القديم ..النسخ" الصادر حديثا عن "الهيئة العامة السورية للكتاب"، يتابع السوري حمود حسين يونس بحثه في تناول قضايا إشكالية تقف من خلالها البلاغة في مواجهة السرقات الأدبية. ويسعى يونس في إصداره الجديد إلى التفريق بين النسخ والسلخ من خلال أقاويل النقاد الأقدمين فيهما، وفض الاشتباك بينهما في نسب هذين المصطلحين واختلافهما فيما إذا كانا يقعان فيما يسمى التوارد أم أنهما سرقة أدبية مكتملة الأركان. والنسخ وفقا ليونس يذهب لغة إلى معنيين رئيسين، الأول هو النقل الحرفي، أي أن ننقل نصا مكتوبا بحرفيته دون أي تغيير فيه، فهو نسخة مطابقة للأصل، والثاني الاستبدال، أي أن نستبدل شيئا بشيء آخر، مشيرا إلى أن المعنى الثاني "أفاد منه النقاد والبلاغيون في وضعه مصطلح النسخ".