صناديق التحوط .. رابحة وخاسرة

صناديق التحوط .. رابحة وخاسرة
الحرب وارتفاع التضخم يوسعان الفجوة بين الأفضل والأسوأ أداء. "رويترز"

أدى اضطراب السوق الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع التضخم إلى انقسام حاد في صناعة صناديق التحوط التي احتفلت بواحدة من أفضل بدايات العام على الإطلاق، بالمقابل تكبدت صناديق التكنولوجيا والنمو خسائر من أرقام زوجية.
10 في المائة من أكبر صناديق التحوط كسبت 24.3 في المائة في الربع الأول، في حين انخفضت الـ10 في المائة الأدنى 15.4 في المائة، وفقا لشركة إتش إف آر، التي تتابع القطاع. هذا التشتت هو الأوسع منذ الأزمة المالية.
عانت الصناعة ككل خسائر 0.3 في المائة في الربع الأول، كما تم قياسها بوساطة مؤشر إتش إف آر آي المرجح للصناديق، ومالت الصناديق الأكبر إلى الأداء بشكل أفضل من الصناديق الصغيرة.
قال مايكل إدواردز، نائب كبير مسؤولي الاستثمار في ويس ملتي-ستراتيجي آدفايزرز، "أحاول جاهدا التفكير في ربع اتسم بتشتت أكبر من هذا".
خفضت كثير من صناديق التحوط ذات المراكز الطويلة والقصيرة في الأسهم من تعرضها للأسهم الأمريكية وقللت الرفع المالي مع عمليات البيع الكثيفة التي شهدتها السوق في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، بسبب التوتر من وجود احتمالية إضافية لانخفاض الأسهم. ظلت الصناديق على الهامش وقلصت المراكز بشكل أكبر عندما استقرت السوق أخيرا، وذلك وفقا لذراع الوساطة الرئيسة في مصرف جولدمان ساكس.
كان معنى ذلك أن بعض الصناديق فوتت انتعاشا 9 في المائة في مؤشر إس آند بي 500 من أدنى مستوياتها في شباط (فبراير)، بما في ذلك كثير من أسهم التكنولوجيا التي تضررت بشدة في بداية العام. أدى ذلك إلى انخفاض مؤشر إتش إف آر آي لصناديق الأسهم 4 في المائة.
كان صندوق تايجر جلوبال من بين الأكثر تضررا، انخفض 34 في المائة في هذا الربع. شهد كل من صندوق ميلفين كابيتال وويل روك وريفير بارك للأسهم طويلة وقصيرة المركز، انخفاضا يزيد على 20 في المائة في الربع، حيث عانت الأسهم الاستهلاكية والتكنولوجية وأسهم النمو بشكل عام. لم تقتصر مشكلات التكنولوجيا على الولايات المتحدة. خسر صندوق آسيندو كابيتال 17.8 في المائة، مع تراجع شركة التصنيع السويدية للاتصالات هيكساترونيك، إحدى أكبر حيازاته، عن بعض مكاسبها المحققة العام الماضي.
في المقابل، انتعشت الصناديق الكلية المعتمدة على الحواسيب في توقعاتها بقوة، ارتفع مؤشر إتش إف آر آي الكلي أكثر من 8 في المائة في الربع.
أضاف إدواردز أن هذه المكاسب ترجع جزئيا إلى حقيقية أن الصناديق الكمية الكلية كانت تتداول بشكل منهجي. دون الحساسية البشرية للتأثر بالحرب في أوكرانيا، والارتفاع الكبير في عوائد سندات الخزانة، وعمليات البيع المكثفة في الأسواق، كانت الصناديق المعتمدة على الحواسيب أسرع في الدخول مرة أخرى إلى الساحة مقارنة ببعض شركات إدارة صناديق التحوط التي تعتمد على البشر.
قال، "لا تخضع الآلات للخوف نفسه من تفويت الفرص والميل للشعور بلملمة الجراح بعد الخسارة التي يشعر بها المديرون ذوو السلطة التقديرية".
كان من بين أكبر الفائزين هذا العام صندوق بي إتش - دي جي سيستيماتيك تريدينج، الذي يديره مشروع مشترك بين شركة صناديق التحوط بريفان هوارد والمتداول السابق في مصرف تشيس مانهاتن، ديفيد جورتون. كسب الصندوق 23 في المائة حتى أواخر آذار (مارس)، وفقا للأرقام المرسلة إلى المستثمرين.
في الوقت نفسه، ارتفع صندوق سيستيماتيكا التابع لليدا براجا 18 في المائة تقريبا، مدعوما بالمراهنات على السلع والسندات، وارتفع صندوق دايفيرسيفايد 21.5 في المائة التابع لـ"آسبكت كابيتال".
كسب "بريدجووتر"، أكبر صندوق تحوط في العالم بنحو 150 مليار دولار خاضعة للإدارة، 16.3 في المائة. أخبر المستثمرين أن أفضل أداء له جاء في السلع وأسعار الفائدة قصيرة الأجل والسندات الاسمية.
تستخدم كثير من الصناديق الرابحة الخوارزميات لتوقع الاتجاهات والأنماط في العقود الآجلة والأسواق المالية الأخرى والمراهنة عليها. استفادت من عملية بيع مكثفة في أسواق السندات الحكومية هذا العام، حيث قفزت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين من 0.7 في المائة إلى 2.4 في المائة، وقفزت عوائد السندات لأجل عشرة أعوام من 1.5 في المائة إلى 2.5 في المائة، مع تحرك الاحتياطي الفيدرالي لتشديد السياسة النقدية.
قال فيليب جوردان، رئيس شركة كابيتال فند مانجمينت في باريس، التي تدير نحو تسعة مليارات دولار، وارتفعت نحو 17 في المائة في استراتيجيتها ديسكس و7 في المائة في صندوق ستراتوس الرائد، "حتى الآن هذا العام كان الأداء مذهلا. الخلفية الكلية لتداول العقود الآجلة الكمية أفضل مما كانت عليه في الأعوام العشرة الماضية".
مؤشر صناديق السلع إتش إف آر آي ارتفع نحو 25 في المائة، مدعوما بارتفاع قدره الثلث في أسعار النفط الخام وقفزة للغاز الطبيعي بنحو ثلثين. كسبت شركة ماكوريا إنفسمنت مانجمينت، التي تستثمر في السلع والشركات المشاركة في تحول الطاقة، 31 في المائة. كتب المؤسس مانز لارسون، "أدت الأحداث المؤسفة في أوكرانيا إلى مجرد تسريع الاتجاهات الهيكلية الموجودة بالفعل عبر أسواق السلع الأساسية عن طريق زيادة تشدد السوق".
استفاد متداولون آخرون أيضا من تحركات السوق الضخمة في السندات والعملات. كسب الصندوق الأوروبي التابع لشركة أودي آسيت مانجمنت نحو 61 في المائة حتى منتصف آذار (مارس) الماضي، مدعوما بالرهانات على ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل. إنه يعتقد أن أمامها مزيد لتفعله. قال كريسبين أودي، مؤسس الشركة، "لا يوجد شيء يحد من العوائد من هنا".
واجهت صناديق التحوط في الأسهم أوقاتا أكثر صعوبة. تكبدت الصناديق التي كانت في مهيأة لارتفاع الأسعار خسائر حيث تأثرت أسواق الأسهم بالحرب في أوكرانيا، واحتمال ارتفاع تكاليف الاقتراض، وعمليات البيع المكثف السريعة في أسواق السندات.
قال كيفين راسل، كبير مسؤولي الاستثمار في وحدة أوكونور لصناديق التحوط في مصرف يو بي إس، التي تدير أصولا تزيد قيمتها على 11.2 مليار دولار، "التقلب الشديد في سوق أسعار الفائدة والوضع في أوكرانيا أديا إلى بيئة مخاطرة صعبة لجميع فئات الأصول".

الأكثر قراءة