"بوست تايب" الكورية نحو جماهيرية عالمية

"بوست تايب" الكورية نحو جماهيرية عالمية

لطالما كان شين جيو سيوب، وهو مهندس برمجيات من كوريا الجنوبية، مستهلكا كبيرا للمحتوى على الإنترنت، بما في ذلك القصص المصورة والروايات على الويب. لكنه في الأغلب ما كان محبطا بسبب نقص الجودة المتاحة.
لذلك، في 2015، عندما كان يبلغ من العمر 31 عاما، بدأ حل هذه المشكلة من خلال إنشاء "بوست تايب": منصة لقصص ويبتون أو القصص المصورة الرقمية وروايات الويب. تسمح للفنانين والكتاب بإنشاء محتوى خاص بهم ونشره. يقول شين، الرئيس التنفيذي للشركة الآن، "إنها منصة سوق مفتوحة للمحتوى". أضاف، "يمكن لأي شخص، من الهواة إلى المحترفين، رفع محتواه عبر الإنترنت وكسب المال".
على الرغم من أن "بوست تايب" أصغر من المنصتين المحليتين الرائدتين - "نايفر ويبتون" و"كاكو ويبتون"، فإنها أصبحت قناة مفضلة لكثير من كتاب قصص ويبتون المبتدئين لأن المنصة لا تدقق أعمالهم، ما يساعد على إنشاء مجموعة أكثر تنوعا من الكتاب والمحتوى.
يمكن لأي كاتب رفع أعماله مجانا على "بوست تايب" دون توقيع عقد، وفرض رسوم على القراء. على المنصات الأخرى، عادة الكتاب المتعاقدون هم فقط من يتقاضون أجرا. يساعد نموذج "بوست تايب" منشئي المحتوى للحصول على تمويل لأعمالهم وتكوين قاعدة جماهيرية. المنصة لديها الآن 4.8 مليون مستخدم نشط شهريا - نحو 14 في المائة منهم خارج كوريا الجنوبية. يرفع حاليا أكثر من 330 ألف كاتب أعماله على المنصة، التي تأخذ 10 في المائة من دخل كل كاتب كعمولة.
تقول جيونج جين سيل، كاتبة "ذا سيستر أوف كارامزوف"، قصة ويبتون شهيرة على "بوست تايب"، "حاولت الدخول إلى المنصتين الأكبر حجما دون جدوى". المنصة تتيح نظام تقليب الصفحات بنسق أبيض وأسود، كما تشرح، بينما تفضل المنصات الكبيرة نظام التمرير لأسفل ويكون ملونا. أضافت، "باستخدام بوست تايب، يمكنني التجربة بحرية أكبر، والتمسك بذوقي، بغض النظر عن صيحات الصناعة".
أدت شعبية "بوست تايب" المتزايدة إلى احتلالها المرتبة 108 في تصنيف "فاينانشيال تايمز" لهذا العام لشركات آسيا والمحيط الهادئ ذات النمو المرتفع. لقد أمنت مكانتها بمعدل نمو سنوي مركب في الإيرادات يبلغ 92 في المائة بين 2017 و2020، ما دفع الإجمالي إلى 2.9 مليون دولار.
تمتلك اليابان أكبر سوق للمانجا في العالم، لكن كوريا الجنوبية تقود التحول الرقمي لهذه الصناعة، حيث تجمع بين المواهب الإبداعية والتكنولوجيا المتقدمة لتقديم القصص المصورة والروايات عبر الإنترنت.
لا تزال قصص ويبتون غير معروفة لكثيرين خارج كوريا واليابان، لكن الشركات الكورية المتخصصة في التشكيل الفني تتوسع بسرعة خارج آسيا. نمت سوق قصص ويبتون في كوريا الجنوبية 65 في المائة في 2020، لتصل إلى 1.05 تريليون وون "0.85 مليار دولار"، وفقا لوكالة المحتوى الإبداعي الكورية التي تديرها الدولة.
تجتذب قصص ويبتون اهتماما متزايدا كمصدر إلهام لصناعة الترفيه، حيث أصبحت الدراما الكورية الجنوبية القائمة على قصص ويبتون مثل "آل أوف أس آر ديد" و"هيل باوند" و"سويت هوم" نجاحا عالميا على "نتفلكس". باعتبارها منصة أصغر، ليس لدى "بوست تايب" حتى الآن محتوى تم تحويله إلى مسلسل التلفزيون أو فيلم، لكن شين يأمل أن تؤخذ قصص ويبتون الأكثر شهرة للشركة قريبا من خدمات البث واستوديوهات الأفلام.
يقول شين، "بمجرد أن نحصل على صفقة هادفة، ستوفر لنا فرصة كبيرة للنمو. يمكن لمنتجي الأفلام والدراما استخدام قصص موجودة بالفعل، ما يقلل بشكل كبير من مخاطر الإنتاج".
ضمنت "بوست تايب" حقوق الملكية الفكرية لمعظم القصص المصورة الرقمية الخاصة بكوريا. كما قدمت دراما صوتية مبنية على نام فان مانهوا، وهي قصة ويبتون شهيرة وصلت إلى 9.5 مليون مشاهدة، وتقوم بإعداد "ميك إت ريل"، قصة رومانسية.
يعتقد شين أن نجاح المسلسل التلفزيوني المستوحى من قصص ويبتون سيجلب أيضا قراء دوليين جدد إلى منصته. تستكشف الشركة طرقا لدخول الأسواق الأجنبية مثل اليابان وأمريكا الشمالية العام المقبل وتفكر في نقل نسخ مترجمة ومصممة خصيصا من قصص ويبتون الأكثر شعبية إلى تلك الأسواق.
يقول شين، "أود أن يتم التعرف على قدرة كتابنا على الصعيد العالمي". أضاف، "أنا واثق من أن العناوين الناجحة في كوريا الجنوبية يمكن أن تكون ناجحة أيضا في الخارج".
كوريا الجنوبية لديها 51 شركة في التصنيف. تشمل "بي سي إل" في المرتبة الثانية، وهي شركة للتشخيص المناعي، و"سبوليف" في المرتبة الثالثة، وهو تطبيق يوفر تعليقا رياضيا فوريا. الشركة والتطبيق لديهما معدل نمو سنوي مركب يزيد على 350 في المائة.
"بي سي إل" متخصصة في تطوير وتصنيع الأجهزة المختبرية للتشخيص المناعي. استفادت الشركة من الطلب المتزايد على مجموعات اختبار كوفيد- 19، وطورت أول مجموعة اختبار مستضد سريع تعتمد على اللعاب في العالم، التي تمثل الآن 90 في المائة من مبيعات الشركة. صدرت مجموعات اختبار بقيمة 100 مليار وون "82 مليون دولار" إلى 70 دولة خلال العامين الماضيين.
يقول كيم سو يون، الرئيس التنفيذي لشركة بي سي إل، "لقد حققنا نموا سريعا مع كوفيد. الآن بعد أن تم إنشاء شبكات مبيعاتنا، نتوقع زيادة مبيعات منتجات التشخيص الأخرى".
شين من "بوست تايب" متفائل بالقدر نفسه بشأن آفاق النمو المستقبلية لصناعة قصص ويبتون. ويقول إن الجيل زد - الأشخاص الذين ولدوا بعد 1995 - هم تقريبا الجمهور المستهدف الرئيس للصناعة ومستعدون للإنفاق على المحتوى المفضل لديهم عبر الإنترنت. قفز إجمالي حجم البيع، وهو مقياس لمقدار الأموال التي ينفقها المستخدمون داخل المنصة، 75 في المائة إلى 23 مليار وون العام الماضي ومن المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 30 مليار وون هذا العام.
يتوقع شين أن "المستخدمين الرئيسين في سن المراهقة وأوائل العشرينيات سينفقون أكثر بكثير بمجرد أن يبدأوا جني الأموال". أضاف، "ستكون قصص ويبتون المفتاح لإنشاء المحتوى في المستقبل ونريد أن نصبح لاعبا رئيسا في ذلك".

الأكثر قراءة