رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


إحسان بحوكمة وموثوقية واستدامة

مع إطلاق الحملة الوطنية الثانية للعمل الخيري في شهر رمضان المبارك، تتعزز مسيرة منصة "إحسان" وفق أسس استراتيجية قائمة على الابتكار في مجال العمل الخيري بشكل عام، والحوكمة اللازمة. فقد أتاحت "إحسان" إمكانية حملات تبرع للمنشآت والأفراد، في الوقت الذي مكنت فيه القطاع الخيري رقميا، ورفع كفاءة أدوات التبرع. وهذه نقطة مهمة للغاية، لأن هذه الأدوات تربط المتبرعين بمختلف الفرص والمجالات الخيرية المتوافرة. بمعنى آخر، أن "إحسان" وضعت منهجية متطورة للغاية في عالم متغير للغاية، وفي حراك يشهد تطورات متلاحقة، إلى جانب طبعا، أنها رسمت المسار اللانهائي للعمل الخيري بشكل عام. وهو مسار أظهر منذ أن أطلق العام الماضي، القدرة على الاستدامة والمرونة والابتكار، للوصول إلى المخرجات المأمولة منها.
تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بـ50 مليون ريال للحملة الوطنية الثانية للعمل الخيري، لم يعزز فقط العوائد المالية للحملة برمتها، بل أعطى مزيدا من الإشارات لمن يرغب في التبرع أن يتقدم ويسهم في برنامج وطني خالص يستهدف مساندة ومساعدة كل من يحتاج على الساحة الوطنية. فالتبرعات بلغت من خلال منصة "إحسان" أكثر من مليار و600 مليون ريال عبر 21 مليون عملية، انتفع منها أكثر من أربعة ملايين و465 ألف مستفيد ومستفيدة. علما بأن هذا النوع من المنصات ليس متوافرا حتى في البلدان، التي اختبرت العمل الخيري المنظم منذ عقود. هناك عشرات المؤسسات المنظمة لهذه الغاية، إلا أنها لا تعمل تحت مظلة واحدة، ما أربك العمل الخيري في بعض الأحيان.
في غضون عام واحد فقط "من شهر رمضان الماضي" تم تحقيق القفزات النوعية هذه على صعيد منصة "إحسان"، وهي فترة قصيرة جدا لصرح حديث التكوين والعمل. الذي حدث، أنه في هذه المدة القصيرة أسهمت المنصة في تسريع وتيسير العمل الخيري بطرق رقمية آمنة، وبأعلى درجات الرقابة والموثوقية. فقد شهد العالم في السابق وعلى مستوى دولي، كيف أن بعض أموال التبرعات كانت خارجة عن الرقابة، سواء من جهة المتبرعين أو المستفيدين منها. وهنا تأتي الحوكمة التي تتمتع بها "إحسان" ومشاريعها الخيرية بشكل عام، لتعمق آليات العمل الخيري بما يصب في مسار تحقيق الأهداف والاستدامة. كيف يتم ذلك؟ عبر إشراف 12 جهة حكومية ولجنة شرعية على المنصة، بما فيها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، وغيرها من الجهات الأساسية الأخرى.
ويبدو واضحا أن مسار منصة "إحسان" يسير بخطوات سريعة وقوية في آن معا، لأنها تستند إلى أسس ومعايير عالية الجودة. فهدف المنصة يبقى دائما، تعزيز قيم العمل الإنساني للأفراد والمجتمع، عبر التكامل والتنسيق والتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة. وهذا كله يصب في مصلحة وأداء القطاع غير الربحي في المملكة وتوسيع نطاقه وأثره. والمنصة تسهم في مجال محوري على الساحة الاقتصادية الوطنية بشكل عام، يتمثل في تفعيل دور المسؤولية الاجتماعية في مؤسسات القطاع الخاص. وهذه النقطة مهمة للغاية، لأنها تدعم دور هذا القطاع الذي يمثل ركنا رئيسا من الاقتصاد الوطني السعودي، في العمل الاجتماعي ككل، ويعزز دور هذا القطاع أيضا في التنمية الشاملة. فالمسألة لا ترتبط فقط بجمع التبرعات من خلال منصة "إحسان"، بل بنشر ثقافة داعمة للحراك الاجتماعي والاقتصادي والتنموي والإنساني بالطبع.
الحملة الوطنية الثانية للعمل الخيري في المملكة، هي حراك آخر جديد يوفر كل الأدوات اللازمة للقطاع الخيري، ويرفد الجهات غير الربحية المختلفة لتنمية مواردها المالية، بما في ذلك تسهيل عمليات التبرع للباحثين عن عمل الخير، وفق أعلى المعايير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي