إغلاقات شنغهاي تختبر حدود سياسة صفر كوفيد

إغلاقات شنغهاي تختبر حدود سياسة صفر كوفيد
مدخل مغلق لنفق يؤدي إلى منطقة بودونج في شنغهاي. تصوير: آلي سونج "رويترز"
إغلاقات شنغهاي تختبر حدود سياسة صفر كوفيد
سكان مصطفون لإجراء فحص كوفيد في أحد شوارع شنغهاي. تصوير: تشن سي "أ.ب"

في أواخر آذار (مارس)، عندما بدأ سكان شنغهاي بالقلق من أن يؤدي ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى دخول المدينة في أول إغلاق جماعي لها، لجأت السلطات إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتهدئة الوضع.
كتبت حكومة المدينة على منصة ويبو الصينية في 23 آذار (مارس)، "من فضلك لا تصدق الشائعات أو تنشرها"، حيث أثارت المنشورات التي تحذر من أن الناس سيلازمون منازلهم قريبا هلعا لشراء الطعام.
بعد أيام قليلة، تبين أن موجز الشائعات - إن لم تكن التفاصيل الدقيقة - صحيحا. استجابة لآلاف من الحالات، كشفت أكبر مدينة في الصين الأحد الماضي عن أهم إجراءات الإغلاق في البلاد منذ إغلاق مدينة ووهان عندما ظهر كوفيد- 19 لأول مرة منذ أكثر من عامين.
كان إغلاق مركزها المالي الرائد - الذي قسم شنغهاي في البداية إلى قسمين قبل أن يجعل الجميع في نهاية المطاف يلازمون منازلهم بحلول نهاية الأسبوع - دحضا مذهلا لأي شعور بأن الصين بدأت تخفيف نهجها تجاه الفيروس. أكد الرئيس شي جينبينج في منتصف آذار (مارس) على الحاجة إلى تقليل تأثير الجائحة في الاقتصاد. فسر بعض تعليقاته على أنها إشارة إلى أن بكين تستعد للتخفيف من سياسة صفر كوفيد المتشددة.
بدلا من ذلك، أكدت الإجراءات التي تم تقديمها في شنغهاي في 28 آذار (مارس) التزام الحكومة باستراتيجية فريدة من نوعها الآن على مستوى العالم - تم ضبطها بدقة في حالات تفشي الفيروس من شيان إلى شنزن - بمحاولة القضاء تماما على الحالات المحلية بغض النظر عن التكاليف الاقتصادية والاجتماعية.
حتى وقت قريب، كان بإمكان شي أن يخبر مواطنيه - وبقية العالم - أن الصين نجحت في إبعاد الفيروس. لكن بعد عامين من الاستثمار السياسي في نهج صفر كوفيد، يتعرض هذا النهج الآن لضغوط أكبر من أي وقت مضى حيث تسجل البلاد آلاف الحالات اليومية على الرغم من موجة القيود المتصاعدة - حتى لو لم يتم الإبلاغ رسميا عن أي وفيات تقريبا.
في شنغهاي، تم إغلاق الجسور التي تعبر نهر هوانجبو، وتقوم الطائرات دون طيار بمسح الشوارع الخالية، وتغلق الحواجز المؤقتة مداخل المباني، وخدمات توصيل الطعام تحت ضغط شديد. تضمنت الاستراتيجية في البداية إغلاقا لمدة أربعة أيام تم تطبيقه الإثنين من الأسبوع الماضي على الجانب الشرقي من النهر، متبوعا بالقيود المفروضة نفسها على الجانب الغربي التي دخلت حيز التنفيذ في الساعة الخامسة صباحا الجمعة الماضية. بحلول الأحد، تم إغلاق المدينة بأكملها التي يبلغ عدد سكانها 26 مليون نسمة بعد تمديد النهج الأولي.
واجه السكان إجراءات قاسية، بما في ذلك الاعتقال لمغادرة منازلهم إلا لإجراء الفحوص. حذرت القنصلية الفرنسية الأسبوع الماضي من مخاطر تفريق العائلات نتيجة الفحوص الإيجابية، وكذلك الظروف في مراكز الحجر الصحي الواسعة التي تضم حالات بلا أعراض.
في أماكن أخرى في الصين، أشارت بيانات حركة المرور التي حللتها "فاينانشيال تايمز" إلى أن عشرات المدن تبدو كأنها تخضع لشكل من أشكال القيود.
يقول إريك تشينج، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في شنغهاي، التي نشرت استطلاعا الجمعة الماضية قال فيه 99 في المائة من المشاركين من أصحاب الأعمال التجارية إنهم تضرروا من تفشي الفيروس، "لقد تأثر الجميع تقريبا، سواء أكانوا أفرادا أم شركات. حياتك تتعطل بالتأكيد".
يثير الإغلاق المفاجئ لشنغهاي أسئلة صعبة حول نهج الصين في سياسة صفر كوفيد. من غير الواضح مدى فاعلية استراتيجية الإغلاق ضد المتحور أوميكرون شديد العدوى، الذي اجتاح هونج كونج المجاورة في شباط (فبراير) وآذار (مارس). أظهرت البيانات الأسبوع الماضي علامات على ضربة اقتصادية متفاقمة من إغلاق المدن في وقت هزت فيه أزمة العقارات زخم النمو الاقتصادي في البلاد أصلا.
الحساسية المتزايدة المحيطة بنهج الحكومة - الذي يخضع انتقاده للرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي وغير موجود في وسائل الإعلام الرسمية - تعكس إلى أي مدى اكتسبت أهمية سياسية تتجاوز عواقبها الاقتصادية والاجتماعية.
انتشر تسجيل مسرب لمحادثة يزعم أنها بين أحد سكان شنغهاي ومسؤول من "المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها"، الذي يقدم المشورة للحكومة بشأن نهجها في التعامل مع المرض، في نهاية الأسبوع بعد أن ادعى المسؤول أن الإجراءات في المدينة كانت مدفوعة سياسيا وتجاهلت توصيات الخبراء الصحيين.
لهجة المكالمة، التي لم تتمكن "فاينانشال تايمز" من التحقق منها لكن السلطات قالت لاحقا إنها تحقق فيها، تناقضت بشكل حاد مع تعليقات وو زونيو، كبير علماء الأوبئة في "مركز السيطرة على الأمراض". أكد مجددا الجمعة أن البلاد يجب أن تلتزم "بنهجها الديناميكي لسياسة صفر كوفيد" التي لا تزال "الاستراتيجية الأجدى اقتصاديا والأكثر فاعلية".
حتى لو أصبحت التوترات واضحة، فإن الاستراتيجية مصدر فخر محلي قوي للقيادة. كتبت صحيفة "بيبولز ديلي" التي تديرها الدولة الأسبوع الماضي بعد إعلان إغلاق شنغهاي، "لقد اتضحت المزايا المؤسسية الرائعة للصين وقوتها الوطنية القوية بشكل كامل في مكافحة الوباء"، وستستمر في الوضوح".
إجراءات صارمة
حاولت شنغهاي في البداية إخماد معدلات العدوى المتزايدة عن طريق إغلاق المجمعات الفردية التي تضم عادة بضعة مئات من الأشخاص بدلا من إيقاف المدينة بأكملها، كما كانت الحال في ووهان قبل عامين.
تقول جيسيكا، معلمة في مدرسة عالمية في شنغهاي لازمت منزلها لمدة 48 ساعة في الشهر الماضي قبل تطبيق الإجراءات على مستوى المدينة، "كل يوم في آذار (مارس) كان هناك وضع يكون فيه شخص ما محبوسا في المكتب، أو كثير من أصدقائي كانت مدارسهم مغلقة، لقد كان هناك تصعيد حتى وصلنا إلى هذه الإجراءات قائلين الآن علينا وضع الجميع تحت الإغلاق".
عندما أثبت نهج إغلاق مبنى تلو الآخر ومنطقة تلو الأخرى عدم فاعليته في شنغهاي، قسمت السلطات المدينة إلى نصفين - يفصل بينهما نهر هوانجبو - وفرضت الإغلاق والفحص الجماعي. لكن بدلا من إبقاء الجميع في منازلهم في وقت واحد، حددت السلطات نهجا مترنحا. كان من المقرر إغلاق المنطقة المالية بودونج بين الإثنين 28 آذار (مارس) حتى الجمعة الأول من نيسان (أبريل)، مع دخول منطقة بوكسي بعد ذلك في إغلاق لمدة أربعة أيام. والآن كلا الجانبين من المدينة مغلقان.
على الرغم من أن المدن في جميع أنحاء العالم، من لندن إلى نيويورك، قد فرضت إجراءات إغلاق في العامين الماضيين للحد من الجائحة، إلا أن النهج المتبع في شنغهاي كان أكثر قسوة. يقول باحث صيني طلب عدم الكشف عن هويته، "في بريطانيا، تعني عبارة ‘ابق في المنزل’ "شيئا مختلفا تماما عما تعنيه في الصين. في الصين، عبارة ‘ابق في المنزل’ تعني ابق في المنزل حقا".
أشار الباحث إلى محاولة شنغهاي "استهداف مناطق قليلة على وجه التحديد لتقليل التكاليف الاقتصادية" وأشار إلى أنه من غير المرجح أن تتمتع المدينة بأي استقلالية عن بكين "لتعديل" سياساتها. السبت، زارت نائبة الرئيس سون تشونلان، شنغهاي ودعت إلى استجابة سريعة لتفشي الفيروس، في إشارة إلى مشاركة مباشرة أكبر من بكين.
هناك مؤشرات على أن الحكومة المركزية تراقب تفشي الفيروس من كثب في المدن كل على حدة من أجل تكييف نهجها. في شنزن، إحدى أغنى مدن الصين، فرضت الحكومة إغلاقا لمدة أسبوع في آذار (مارس). على الرغم من رفع بعض القيود، إلا أن السكان في مركز التصنيع الجنوبي ما زالوا بحاجة إلى نتيجة فحص بي سي آر سلبية لاستخدام وسائل النقل العام.
يقول شخص مقرب من "مراكز مكافحة الأمراض" في الصين، "يكمن جوهر التعامل مع المرض في الاكتشاف المبكر وردة الفعل السريعة". قال، "بالنسبة لشنغهاي، لم تتخذ السلطة أي إجراء إلا بعد أن دخل تفشي المرض مرحلة متأخرة". يضيف الشخص ذاته أن وضع المتحور أوميكرون باعتباره "معديا أكثر بكثير" من المتحورات السابقة كان وراء التحول إلى قيود أكثر صرامة من أي وقت مضى.
إجراءات الإغلاق في شنغهاي هي واحدة من التدابير المتعددة والواضحة للغاية التي يتم اتخاذها لمحاولة التعامل مع أسوأ انتشار للفيروس في الصين منذ عامين. يهدد التفشي - الذي ما زال يعد صغيرا بالنسبة إلى المعايير الدولية - الذي سجل 13287 إصابة على مستوى البلاد الأحد، أكثر من نصفها في المدينة –بتقويض نهج الحكومة في حال استعصى عليهم احتواؤه.
هنا يأتي دور جيش من المتطوعين. إجراء الفحوص لملايين الأشخاص باستمرار يتطلب قوة بشرية هائلة. في منطقة جوانجدونج، حيث تقع مدينة شنزن، تطوع أكثر من 384700 شخص للمساعدة اعتبارا من منتصف آذار (مارس).
يقول أحد المتطوعين، الذي عمل سابقا في دائرة حكومية، إنه يعيش في غرفة مشتركة في فندق، لكن الآخرين يقيمون في حاويات مخصصة للسكن أو مهاجع مشتركة مؤقتة أقيمت في المدارس. يقول المتطوع، "أنا شخصيا أعتقد أن المتطوعين يفعلون ذلك من أجل الخروج ومن أجل الحصول على المعلومات"، بدلا من فعل ذلك بدافع وطني. يضيف، "طالما كنت تعيش في مبان خاضعة للحجر الصحي، من المحتمل جدا أن يحظر عليك الخروج، إلا إذا كنت متطوعا".
الألم الاقتصادي
مع اقتراب وصول شنغهاي من منتصف رحلة الحجر الصحي المرسومة على مرحلتين وتراجع الحالات المبلغ عنها لأول مرة منذ أسابيع، رسمت البيانات الرسمية صورة مقلقة للصحة الاقتصادية للبلاد.
أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعية وغير التصنيعية التي نشرت الخميس، وهي مقياس لنشاط المصانع وقطاع الخدمات، انخفاضا ملموسا باتجاه الانكماش في آذار (مارس) مقارنة بالشهر السابق - وهي المرة الأولى التي تنخفض فيها البيانات التصنيعية وغير التصنيعية في وقت واحد منذ أوائل 2020.
يرى لاري هو، كبير الاقتصاديين الصينيين في شركة ماكواير، بأن الاقتصاد "سيتباطأ نوعيا بشكل حاد في آذار (مارس) وربما في نيسان (أبريل) أيضا"، لكنه يضيف أن "من الصعب حقا تقدير حجم هذا التباطؤ".
انتعشت الصين بسرعة من الصدمة الأولية للجائحة في أوائل 2020، على عكس أداء الاقتصادات الكبرى الأخرى. لكنها فقدت الزخم منذ ذلك الحين، ولا سيما في قطاع العقارات الحيوي. حصل هذا التفاقم بفعل القيود المشددة على نشاط المستهلكين من خلال عمليات الإغلاق والتأثير غير المؤكد بعد لإغلاق عدد كبير من المدن في الوقت نفسه.
بينما اكتشف تحليل قامت به "فاينانشيال تايمز" لمؤشر الازدحام المروري من "بايدو"، محرك البحث وشركة الإنترنت الصينية، أن 32 من أصل 99 مدينة كبيرة أظهرت انخفاضا في حركة المرور في ساعة الذروة في الأول من نيسان (أبريل) مقارنة بمستوى المتوسط في 2021، مع انخفاضها في 13 من هذه المدن أكثر من 20 في المائة - وذلك دليل على القيود الصارمة. كانت المدن الثلاث التي شهدت أكبر انخفاض في حركة المرور هي تشانجتشون وشانجهاي وشنيانج، وكلها تخضع لإغلاقات على مستوى المدينة.
"هناك تكاليف اقتصادية واجتماعية ضخمة مرتبطة بنهج عدم التساهل المطلق هذا، لكن هذا ما تواصل الحكومة فعله"، كما يقول تشينج من غرفة التجارة الأمريكية، الذي أضاف أن الصين قامت بعمل جيد لاحتواء الفيروس في الماضي، لكن الوضع في الأسابيع الأخيرة قد "تغير".
في مسحها الذي شمل 167 شركة، قال 60 في المائة منها إن الإنتاج قد تباطأ أو انخفض بسبب التفشي الأخير للمرض. أكثر من نصفها خفضت توقعات إيراداتها لـ2022.
يشير تشينج إلى تنفيذ أنظمة "الحلقة المغلقة" للعزل في المصانع، حيث يعيش العمال بشكل مؤقت في موقع العمل. إنه نموذج مشابه للنظام الذي اتبع في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، الذي يصفه تشينج "بغير المستدام". في شنغهاي، بقي بعض العاملين في القطاع المالي في أماكن عملهم، كانوا ينامون على أسرة تخييم وفرتها لهم الشركات في مكاتبهم من أجل مواصلة العمل في وقت لم يتمكنوا فيه من التنقل من وإلى المنزل أو حتى الخروج من مكاتبهم.
لا تزال التكاليف المالية الناجمة عن الجائحة غير مؤكدة - ولا سيما فيما يتعلق بالتمييز غير الواضح بين المتطوعين وموظفي الدولة الحاليين الذين تمت إعادة توجيههم للعمل في مكافحة الجائحة.
يقول هو من شركة ماكواير، "بالطبع، سياسة صفر كوفيد مكلفة للغاية". أضاف، "أعتقد في هذه اللحظة أن السلطات مصممة فقط على السيطرة على كوفيد (...)إنها لا تفكر كثيرا في التكاليف المالية المترتبة على ذلك".

كسب الوقت من أجل التحصين
استمرت عمليات الإغلاق في شنغهاي بالفعل لفترة أطول مما كان معلنا، الأمر الذي أدى إلى تأجيج الشكاوى الجماعية من سكان المدينة بشأن صعوبة حصولهم على الغذاء والأدوية ومخاوفهم من طول المدة التي قد يستمر الإغلاق فيها مع ارتفاع أعداد الحالات.
من الصعب أيضا التنبؤ بالوضع طويل الأمد لنهج الصين الأوسع نطاقا تجاه الجائحة. من حيث المبدأ، ستسمح استراتيجية "صفر كوفيد" للبلاد بكسب الوقت من أجل تطعيم السكان المسنين. يسلط المثال في هونج كونج الضوء على مخاطر عدم فعل ذلك. هذه المدينة التي لم تبلغ عن أي إصابات محلية لأشهر خلال 2021، تضررت من تفشي المتحور أوميكرون في شباط (فبراير) الذي سجل أكثر من مليون إصابة وخلف أكثر من سبعة آلاف وفاة - خاصة بين غير المحصنين - وذلك في غضون شهرين فقط.
توقع يانتشونج هوانج، زميل أقدم للصحة العالمية في مركز الأبحاث "مجلس العلاقات الخارجية"، أنه مع نهاية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط (فبراير) ستكون هناك "فرصة لتغيير السياسة المتبعة". لكنه يعتقد الآن أن هونج كونج قد "أرسلت بشكل أساسي إشارة إلى القادة في بكين" مفادها أن "استراتيجية صفر كوفيد يجب الحفاظ عليها وتنفيذها بطريقة أكثر صرامة".
يرى هوانج أن جهود التركيز على الفحوص الجماعية وعمليات الإغلاق والحجر الصحي قد صرفت التركيز بعيدا عن حملة زيادة التطعيم. لا يزال أكثر من 40 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 80 عاما في بر الصين الرئيس غير محصنين بالكامل.
يتوقع هو أن يستمر النهج الحالي لمدة تراوح بين ستة و12 شهرا وأن الحكومة لن تحتاج فقط إلى استهداف التطعيم فحسب بل أيضا الطريقة التي تعرف بها مخاطر المتحور أوميكرون. يقول، "التصور السائد لدى معظم الصينيين هو أن كوفيد فتاك للغاية".
على الرغم من هذا التصور، تشير البيانات الرسمية إلى وقوع حالتي وفاة فقط من بين 50 ألف حالة مصحوبة بأعراض فيروس كورونا في بر الصين الرئيس في 2022 حتى نهاية الأسبوع الماضي - وكلاهما في مدينة جيلين، التي كانت، باستثناء شنغهاي، مصدرا لأكبر تفش للمرض.
في حين يبدو أن المسؤولين يناقشون الأساليب المتبعة في مدن مختلفة، فإن النقد أو حتى مناقشة سياسات صفر كوفيد الحكومية يبقى أمرا حساسا للغاية في الصين. في شنغهاي، جاء تحذير الحكومة من بث الشائعات في الوقت الذي حققت فيه الشرطة مع شخصين زعما في 22 آذار (مارس) أن المدينة ستتعرض للإغلاق الكامل لمدة تراوح بين أربعة وسبعة أيام، قائلين إنهما "اختلقا هذه المعلومات" لجذب الانتباه.
لكن بالنسبة إلى هوانج، فإن الطريقة التي رسمتها وسائل الإعلام المحلية لنهج الصين مقارنة باحتمالية "التعايش" مع الفيروس ليست فقط "منافسة بين مجموعتين من الأنظمة السياسية" بل "أيضا بين حضارتين".
يقول، "إذا تخلوا عن ذلك بسهولة، فسيكون هذا بمنزلة اعتراف بفشل الاستراتيجية. لم يعد بإمكانك استخدام ذلك بغية إظهار تفوق نظامك السياسي".

الأكثر قراءة